الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
إن في دنيا الناس، ذكريات لا يمل حديثها، ولا تسأم سيرتها، بل تحلووتعلو إذا أعيدت وتكررت، ومن الذكريات التي لا يمل حديثها، ولا تسأم سيرتها، حياة محمد إمام البشرية، وسيد ولد آدم فهي من الذكريات الغوالي، التي تتجدد آثارها وعظاتها، وفي أيام محمد الجليلة النبيلة أيام خوالد، ما تزال تتضوأ على الأيام. وتتألق في غرة الزمان، ولعل من أسطعها وأروعها،يوم ولادته ويوم هجرته ويوم وفاته وإنناهناسنعرض للمحات لهذه الأيام العظام وكلهافي مثل هذاالشهرربيع الأول باتفاق وكلها في مثل هذااليوم الثاني عشرعلى اختلاف بين المؤرخين
عباد الله، كان العرب يعيشون جاهلية جهلاء، في مدلهمة ظلماء، كانوا أسارى شبهات وأرباب شهوات، يعبدون الأصنام ويستقسمون بالأزلام، جهلٌ وكفر، عربدة وسكر، ظلوا على هذه الحال إلى أن بزغ نور الإسلام وسطع فجر الإيمان وتألق نجم النبوة.
ولد الهادي العظيم، فكان مولده فتحاً، ومبعثه فجراً، بدد به الله جميع الظلمات، وهدى به من الضلالة، وعلم به من الجهالة، وأرشد به من الغواية، وفتح به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفاً، وكثر به بعد القلة، وأعز به بعد الذلة، وأغنى به بعد العيلة.
أذن الله عز وجل بتغيير وجه الأرض وتعديل خطّ التاريخ حينما أضاء بإذنه نور الهدى وسرَت إلى نواحي الكون البشرى بمولد الحبيب حُقّ للأرض أن تفرَحَ بمقدمه، وحقّ للزمان أن يفخر بمجيئه بعد أن غرق أهل الأرض في ظلمات الكفر والوثنية وظلمات الجهل والخرافة وظلمات الجبروت والتسلّط على الخلق، أشرق فجر جديد وتنفس صبح مجيد ليبعث الحرية من قبرها ويطلق العقول من أسرها وينقذ البشرية من جهلها. ولد سيد الخلق وأفضل الرسل وخاتم الأنبياء حبيب القلوب ، ولد الرحيم الرفيق بأمته، أطل على هذه الحياة صبيحة يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول لعام الفيل، وقيل: الثاني عشر من ربيع الأول.وقيل غيرذلك تشتاق النفوس إلى الحديث عن الحبيب ، وبذكره ترقّ وتلين القلوب، وتطمع النفوس المؤمنة إلى رؤيته والالتقاء به في الجنان.و عند حوضه
نشأ حين نشأ يتيمًا، ولليتم مرارة وحرقة لا يعرفها إلا اليتيم، فكفله جدّه ثم كفله عمه، أرضعته حليمة السعدية في ديار بني سعد، نزلت الملائكة من السماء فشقت صدره وغسلت قلبه، فنشأ نشأة طهر وعفاف،جعله الله على مكارم الأخلاق وكرائم الشيم، فهو أعظم الخلق أمانة، وأصدقهم حديثاً، وأجودهم يداً، وأسخاهم نفساً، وأشدهم صبراً، وأعظمهم عفواً ومغفرة، لم يتجه يومًا بقلبه إلى صنم، ولم يعاقر خمرًا، ولم يتسابق كغيره إلى النساء،ولما بلغ أشده وبلغ أربعين سنة هيأه ربه لأمر النبوة، وحمّله أمانة الرسالة، وكلّفه بالبلاغ والتحذير، لا لطائفة معينة أو مكان محدد، بل لجميع من في الأرض؛ العرب والعجم، الإنس والجن، إنها لحمل عظيم يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ كلمة عظيمة تنزعه من دفء الفراش في البيت الهادئ والحضن الدافئ لتدفع به في خضم النذارةوالهجروالتطهير، وبين الشدّ والجذب في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء.
وقام رسول الله فظل قائمًا بعدها أكثر من عشرين عامًا، لم يسترح ولم يسكن، ولم يعش لنفسه ولا لأهله. قام وظل قائمًا على دعوة الله، يحمل على عاتقه العبء الثقيل الباهظ ساومه قومه على ترك هذا الأمر وعرضوا عليه المال وأغروه بالجاه، فقال قولته المشهورة: ((والله، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته)) كم عانى عليه الصلاة والسلام ليبلغنا الرسالة، وكم صبر وهو يؤدّي الأمانة، فأخبرنا عن الرحمن وعلّمنا الإيمان ومهّد لنا طريق الجنان، فنحن نعظمه ونجله ونحبه، نحبه محبّة نقدمها على محبة المال والأهل والنفس والولد ولقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته فيوم أعلنوا الحب للرسول قالوا: يا رسول الله، هذه أموالنا بين يديك فاحكم فيها بما شئت، وهذه نفوسنا بين يديك لو استعرضت بنا البحر لخضناه، نقاتل بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك. إنه الحب الذي دعا صاحبه إلى أن يقول هذه الكلمات النيرات: (والله، ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي). إنه الحب الذي ملك قلوب أولئك، المحبة ليست قصصا تروى، ولا كلمات تقال، ولا ترانيم تغنَّى، المحبة لا تكون دعوى باللسان، ولا هياما بالوجدان، وإنما هي طاعة لله ولرسول الله ، المحبة عمل بمنهاج الرسول ، تتجلى في السلوك والأفعال والأقوال، قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
وإنك لتعجب من أناس فرقوا بين النورين وخالفوا بين الأمرين، فهم يتذكرون ولادته وسيرته ولا ينسونها، وفي المقابل تجدهم تاركين لجملة من شريعته ومقصِّرين في اتباع هديه .فابتدعواأعمالافي يوم ولادته زعمامنهم أن هذا هوالحب والتعظيم ووقعوافي غضب رب العالمين ونهي سيدالمرسلين ومشابهة النصارى المسيحيين قال عليه السلام ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله
المزدهره @almzdhrh
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حكايه صبر :جزاك الله خيرا أسال الله أن لايرد لك دعوة ،ولايحرمك من فضلة ، ويحفظ أسرتك وأحبتك ،ويسعدك ، ويفرج همك ، وييسر أمرك ، ويغفر لك ولوالديك وذريتك ، وأن يبلغك أسمى مراتب الدنيا وأعلى منازل الجنة . اللهم آمينجزاك الله خيرا أسال الله أن لايرد لك دعوة ،ولايحرمك من فضلة ، ويحفظ أسرتك وأحبتك ،ويسعدك ، ويفرج...
أثابكِ الله الجنه ومحى عنكِ الزله وأبدلها بالحسنة
وجعل العسير برحمة عليك يسرا والحزن فرحا
والضيق فرجا والرزق رغدا والعيش هينا
والجنه موعدا مع الصدقين والشهداء
وجميع المسلمين
اللهم آمين
وجعل العسير برحمة عليك يسرا والحزن فرحا
والضيق فرجا والرزق رغدا والعيش هينا
والجنه موعدا مع الصدقين والشهداء
وجميع المسلمين
اللهم آمين
الصفحة الأخيرة
أسال الله أن لايرد لك دعوة ،ولايحرمك من فضلة ، ويحفظ أسرتك وأحبتك ،ويسعدك ، ويفرج همك ، وييسر أمرك ، ويغفر لك ولوالديك وذريتك ، وأن يبلغك أسمى مراتب الدنيا وأعلى منازل الجنة .
اللهم آمين