في مدينة كمبردج و تأثير سلوكيات المسلم في من حوله

في عام 1969م سافرت إلي بريطانيا.. واستقر بي المقام في مدينة كمبردج ( CAMBRIDGE ) وفي شارع ( HINTONAVENU ) جمعتني المقادير بمجموعة من الدارسين من سويسرا. وألمانيا وفرنسا. وايطاليا.. كانوا يقيمون معي في نفس البيت. ونتناول طعامنا معا علي مائدة واحدة كل يوم. إلا انني لاحظت شيئا في تصرفات هذه المجموعة وموقفها مني.. لقد عرفوا انني مسلم..! عرفوا ذلك حين كنت أتحدث إلي صاحبة البيت بألا يحتوي طعامي علي لحم الخنزير.. وأن تتفضل مشكورة بعدم وضع أي مسكر أمام مقعدي في غرفة الطعام..! لكن.. ليست هذه هي المشكلة، فقد عرفت كثيرا من الانجليز يفعلون ذلك تقززا من منظر هذا اللحم المحرم..! وعرفت آخرين لا يشربون الخمر صونا لعقولهم وكرامتهم من الهوان والتبذل.. ألأنني مسلم..؟ فالاسلام كما عرفوه، ودرسوه دين همجي..! وأتباعه لابد أن يكونوا علي شاكلته وإن عاشوا في مجتمع حضري..! وقد لاحظت أن صاحبة البيت الذي كنت أنزل فيه مع هذه المجموعة بدأت تراقبني خفية حيث كانت تتعمد دخول 'الحمام' بعد خروجي منه وتزور حجرتي بعد الذهاب إلي المعهد الذي كنت أدرس فيه، وترصد حركاتي طوال الوقت حين أكون موجودا بالبيت..! وبعد حوالي أسبوعين وجدتها تدخل عليٌ فجأة وكان اليوم يوم أحد وكان كل من في البيت نائما بعد سهر طويل في نوادي الليل وكنت دون غيري اليقظ الوحيد بين أهل الكهف..! قالت المسز داي ( DYE ) وهذا هو اسمها: أريد أن أعتذر إليك..! فقد لاحظت أنك الوحيد الذي يحافظ علي نظافة البيت..! كنت أدخل الحمام بعد خروجك منه فأراه كأن لم يستعمل قط.. وكنت أذهب لترتيب حجرتك فأراك سبقتني إلي هذه النظافة وهذا الترتيب، وعرفت انك الوحيد الذي يحافظ علي نظام البيت ومواعيده بالضبط. ولكن شيئا واحدا يحيرني ولم أفهمه حتي الآن..؟! قلت وأي شيء هذا الذي يحيرك مني..؟! قالت: في الخامسة صباح كل يوم أسمع في حجرتك حركة وأري الأنوار مضاءة. فماذا يحدث عندك؟! قلت: في هذا الوقت أقوم لأصلي الفجر وهي أول صلاة يؤديها المسلم كل يوم.. وبعد الصلاة أجلس لأقرأ شيئا من القرآن كتابنا المقدس ثم أتهيأ بعد ذلك للنزول إلي غرفة الطعام لتناول طعام الافطار في الوقت الذي حددته لنا بالضبط.! لقد تبدلت المسز 'داي' تبدلا كاملا منذ هذه اللحظة، كانت تعاملني معاملة خاصة بسبب السلوكيات الإسلامية المستقيمة.

منقول :24: