في وداع صديقي.
يا صديقي
ظننت نفسي أقوى من أن تصرعها مشاعر حب اغتال هدوء قلبها ضجيج ساكن قادم إليه!.
***
فلكم زعمت أني صرت أقوى من ذي قبل ، حتى خِلتُ روحي قوية صامدة في وجه وجع الشوق والفراق!.
***
فحلمتُ باختلاسي السمع لنفسي المغرورة وكأنها تهمس متسترة في أذن قلبي ليُبَلِغ حزم رسالتها، محبوبا أُجبِر على الرحيل : إلى هنا؛ ما عدت أشعر بحاجتي الماسة لك، فقد رحلت جريا وراء مستقبلك، وآن لي كذلك!.
****
هل تعلم، حتى البكاء في حضنك إذا تدثرني الهم، ما عدت أحتاجه، ولا أشتاق له، فقد اعتدت المشهد، وكلينا قد شق طريقه إلى الأبد، ثم فراقك واقع، واقع، وأنا أقوى من عواطف الضعفاء، وأقوى من البكاء ومن العويل!!!.
***
يا صديقي...
أتظن ما قالته نفسي حقيقة!!، لو تعلم؛ ما أسهل التنظير ، وما أمرَّ الواقع، فكلما دنا وقت رحيلك ، خارت قواي ،وانهارت عزائمي ، وارتعدت فرائصي، وذابت كل عنتريات سطوتي أمام مشاعر حبي لك.
***
كم أنا بحاجة ماسة لحضنك القريب لقلبي، لأفرِّغ شحنة بكاء جديدة، فكلما قرب أجل الفراق تشظى قلبي وانشطر نصفين، وإن ادعى ثباته المزعوم.
****
يا صديقي
اليوم تناءت بنا الأوطان، وكنت على يقين من هذا الفراق ، لكني ما زلت زلت متعجبا كيف لقلب أوصد أبوابه أن يتهاوى ويتصدع؟!
ولفؤاد قطع أيمانا أن يحنث ويتراجع ؟!
ولروح اكتوت ثم اكتفت أن تُسكن وتُنزع ؟!!
وما ذاك إلا من غرور وثقة بما ليس موضع ثقة ولا إبرار !!
***
ليسقط القلب صريع حبّك على حين غفلة ، فيناله من لظى فراقك ما ناله ، بعد أن أشعلت جذوة من نار في سويداء القلب قبل أن تولي وترحل .
***
ففي ودائع الرحمن يا قرة العين، وإن لم نلتق في الدنيا فالموعد بإذن الله في الجنة، فقد اجتمعنا لأجل الله وتفرقنا عليه .
****فاللهم سلاما لأرواح المتحابين ، وجبرك لقلوب المتفرقين .
طيييييييييف

أحسنت التعبير ..
ووفى قلبك ترجمة
احاسيسه الخالصة الجياشة ..
وارتقيت بقلمك في فضاء الشعور
لك تقديري وتمنياتي لقلمك بمزيد
من الرقي واللمعان
بوركت