إسلام أون لآين نت / أعلنت الكنيسة المشيخية -وهي إحدى كبرى الكنائس الأمريكية- أسماء 5 شركات عملاقة متعددة الجنسيات قالت: إنها ستسحب استثماراتها منها لصلات لهذه الشركات بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية، واعتبارها عائقًا أمام الوصول إلى تسوية.
وقالت الكنيسة في بيان لها، حصلت "إسلام أون لاين.نت" على نسخة منه، اليوم الأحد 7-8-2005: إن هذه الشركات هي "موتورولا (شركة اتصالات)، وكاتربلر (لصناعة الجرافات والمعدات الثقيلة)، وشركة المعدات العسكرية آي تي تي إندستريز، وشركة يونيتد تكنولوجيز (لصناعة الطائرات الهليكوبتر)، وبنك سيتي جروب لعلاقته بغسيل أموال لصالح مسلحين فلسطينيين"، بحسب بيان الكنيسة.
وتمتلك الكنيسة التي يبلغ عدد أعضائها 2.3 مليون نسمة في الولايات المتحدة وحدها استثمارات بقيمة 8 مليارات دولار، يدخل بعضها في ملكية أسهم شركات تعمل داخل إسرائيل.
وقالت كارول هيلكيما -مديرة لجنة الاستثمار في الكنيسة- في البيان: "اخترنا هذه الشركات لأننا نعتقد أن بإمكانها إحداث تغييرات، وخلق فرص للوصول إلى سلام عادل في المنطقة. ونحن كمساهمين وملاك أسهم في هذه الشركات نطالبها أن تتصرف بشكل مسئول".
استغاثة الفلسطينيين
وأكدت الكنيسة المشيخية أن تحركها في هذا الاتجاه جاء كرد فعل لاستغاثة الفلسطينيين الذين يعانون في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بتدمير ظروف حياتهم.
وقالت الكنيسة: إن شركة آي تي تي إندستريز تنتج معدات رؤية ليلية للقوات الإسرائيلية، ومعدات اتصال، ومعدات إلكترونية تستخدمها دوريات الاحتلال بالأراضي الفلسطينية، وتستخدم أيضًا لحماية مستوطنات مبنية على أراض عربية.
وحول شركة موتورولا قالت الكنيسة: إنها فازت بعقد لتزويد العسكريين الإسرائيليين بشبكة اتصالات عسكرية سرية ومشفرة في الأراضي المحتلة، وقالت: إنها تعتبر مستثمرًا كبيرًا في إحدى شبكات الهاتف الجوال الأربع في إسرائيل، والتي تستخدم في الأراضي الفلسطينية بدون تصريح أو دفع عوائد للفلسطينيين.
أما شركة يونيتد تكنولوجيز فهي إحدى الشركات التي توفر الطائرات المروحية التي استخدمت ضد المدنييين الفلسطينيين وضد جماعات المقاومة، وتسببت في مقتل عدد منهم، علاوة على أعداد كبيرة من المدنيين والنساء والأطفال.
ومؤخرًا شنت الجماعات المؤيدة للسلام بالولايات المتحدة الأمريكية والتي تضم كثيرًا من الجماعات اليهودية أيضًا.. حملات ضد شركة كاتربلر لإنتاج المعدات الثقيلة بعد أن دهست إحدى جرافاتها الناشطة المؤيدة للسلام راشيل كوري (23 عامًا) أثناء تنديدها بهدم منازل الفلسطينيين عام 2003. ولكن الهجمات كانت دون جدوى؛ حيث استكملت الشركة أعمالها بشكل طبيعي داخل إسرائيل.
تحركات مماثلة
وكان المؤتمر العام للكنيسة المشيخية الذي يعقد مرة كل عامين ويشمل كبار رجال الكنيسة وقساوستها قد قرر منتصف أكتوبر 2004 في مدينة "ريتشموند" بولاية فيرجينيا اتباع أسلوب سحب الاستثمارات من إسرائيل اقتداء بما فعلته بعض المذاهب والكنائس المسيحية سابقًا ضد النظام العنصري في جنوب أفريقيا؛ وهو ما ساهم في نهاية الأمر في إضعاف اقتصاد الأقلية البيضاء هناك، ثم انهيار النظام العنصري برمته.
ومنذ 3 أعوام نجحت الكنائس في إجبار شركات عالمية على سحب استثماراتها من السودان نتيجة انتهاكات حكومة السودان للجنوبيين من المسيحيين.
ويعتبر قرار الكنيسة المشيخية الأخير حلقة في سلسلة من أنشطة تجتاح الجماعات الحقوقية الأمريكية التي تطالب إسرائيل بإيقاف سياستها العنيفة ضد الفلسطينين مثل هدم المنازل، ومنها جماعة "وقف المعونة لإسرائيل"، و"مركز الحقوق السياسية والاقتصادية" بالولايات المتحدة.
وفي هذا السياق حث ممثلو "شبكة العدل والسلام الإنجيلية" الكنيسة الإنجيلية الأسقفية البالغ عدد أتباعها 77 مليون مسيحي حول العالم على الانضمام إلى مساعي الكنيسة المشيخية.
ويرى محللون أنه إذا تمت هذه الخطوة فإن هذا سيعتبر ضربة كبيرة للاقتصاد الإسرائيلي والشركات العاملة هناك؛ إذ إن استثمارات الكنيسة الإنجيلية الأسقفية تُعَدّ بعشرات المليارات من الدولارات، وتعتبر أكبر بكثير من استثمارات الكنيسة المشيخية.
ودعا المجلس الاستشاري الإنجيلي الكنائس الإنجيلية في يونيو 2005 إلى الضغط على الشركات التي تمتلك أسهمًا فيها؛ لوقف ممارساتها الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وهو القرار الذي رأى فيه أنصاره دعوة للكنائس الإنجيلية (38 كنيسة في العالم) لبيع أسهمها في الشركات التي ترفض تغيير ممارستها الداعمة للاحتلال.
تهديدات للكنيسة
جاءت هذه الخطوة من جانب الكنيسة المشيخية رغم انتقادات واعتراضات حادة من جانب إسرائيل والجماعات والتنظيمات المؤيدة لليهود، وتصريحات لبعض أعضاء الكونجرس ضد الخطوة غير المسبوقة من قبل الكنيسة.
ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت": إن الكنيسة تلقت مطالبات تهديدات بتدمير وحرق بعض المباني التابعة لها، وتعرضت لضغوط إعلامية لعدم سحب استثماراتها الضخمة في الشركات التي تدعم إسرائيل.
وقامت بعض الجماعات اليهودية بالاتصال بالجماعات المسيحية وخاصة الكنيسة الإنجيلية؛ في محاولة لإيقاف أي خطط مستقبلية نحو سحب الاستثمارات من إسرائيل.
وتواجه الكنيسة المشيخية أيضًا ضغوطًا من الكونجرس الأمريكي للعدول عن سياستها، تمثل في خطاب احتجاج أرسله 14 عضوًا من المؤيدين لرئيس الوزراء الإسرائيلي إريل شارون إلى الكنيسة.
يُذكر أن أتباع هذه الكنيسة هم رابع أكبر طائفة في أمريكا تابعة لما يسمى بالكنيسة الإصلاحية التي تكونت في عصر النهضة في أوربا، وانشقت عن الكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

دبه تسوي ريجيم
•
up
الصفحة الأخيرة