الطائف: ساعد الثبيتي، خالد الزهراني
لا يزال المواطن الذي قتل أطفاله الثلاثة الأسبوع الماضي في محافظة الطائف منوما في مستشفى الصحة النفسية، ويعاني من إعاقة جسدية نتيجة حادث مروري، ويخضع لفحوصات مكثفة من قبل الأطباء لتحديد ما به من أعراض وتشخيص مرضه، لتقديم تقرير طبي للشرطة يحدد مصير القضية التي كانت مثار حديث وفاجعة في المجتمع.
من جهته أشار اختصاصي الطب النفسي مدير مستشفى الصحة النفسية في محافظة الطائف سابقا الدكتور عدنان عاشور إلى أن المرض النفسي قد يأتي فجأة نتيجة ضغوط نفسية، وقد يأتي تدريجيا، مشيرا إلى أن المرض النفسي الذي يأتي فجأة لدى الشخص عادة ما يكون حاداً وشديداً ويصعب تداركه، والمرض النفسي التدريجي قد يكون في بعض البيئات غير محسوس وملموس.
وقال إن الحكم على الأب بأنه يعاني من مرض نفسي أم لا، لا يمكن الجزم به إلا بعد أن تقرر اللجنة المختصة ذلك، وقد تكون الجريمة نتيجة دوافع انتقام بسبب خلافات زوجية.
وأشار إلى أن الشخص الذي يعاني من إضراب في الشخصية، أو لا يكترث بمعاملة الآخرين ربما ينتقم من ذاته، وقد يكون سلوك الأب من باب الانتقام والكراهية للأم، وحب السيطرة، وقد يكون مرضاً عقلياً مفاجئ، وقد يكون تدريجياً، وعلى اللجنة الطبية الشرعية التي تشرف على حالة المريض أن تدرس الحالة والقضية بالتفصيل فيما يتعلق بكيفية ارتكاب الجريمة، والتعرف على الدوافع سواء عادية أو مرضية، ولابد من إجراء المقابلات الشخصية للمريض من قبل اللجنة المختصة، وجمع المعلومات من المناوبين المباشرين للحالة عن تصرفاته وأكله وتعامله مع من حوله، بالإضافة إلى تاريخ المريض النفسي والمرضي من الأقارب، والذين يعملون معه، أو لهم علاقة به، وتاريخه الجنائي للوصول إلى النتيجة النهائية.
وأبان عاشور أن الأمراض النفسية أحد أهم الأسباب لحدوث القتل داخل الأسر، لكون طبيعة الأب الرحمة بالأبناء، وكذلك جميع أفراد الأسرة، ولكن المرض العقلي يسهم في نزع هذه الرحمة، حيث يصيب المرض العقلي الشخص في بعض الأحيان بالتبلد الوجداني الذي يدفع إلى القتل، كما أن الاختلال أو الاكتئاب الشديد أو الشعور بأن الحياة لا تساوي شيئاً يدفع إلى قتل الأبناء لتخليصهم من المصير السيئ الذي ينتظرهم من هذه الحياة، وعادة بعد قتل الأبناء – بسبب الحالات المرضية – يقدم القاتل على التخلص من نفسه ليريحها من المصير المؤلم، وهي تعرف بحالة الاكتئاب العقلي الشديد، والذي يتسم باعتقادات خاطئة لدى الشخص المصاب بهذا الاكتئاب.
وأشار إلى أن الحالة النفسية مرتبطة بالحالة الصحية لدى المريض، وقد تؤدي في بعض الحالات إلى الشلل نتيجة الصدمة النفسية، وهو ليس شللاً حقيقياً بقدر ما هو شلل نفسي، ومن خلال إجراء الفحوصات على الجهاز العصبي يتضح ذلك.
لا حول ولا قوة إلا بالله والله صورتهم تحزن وش ذنبهم يا ربي رحمتك
هنا يقف كل شئ عن التعليق