
الحياة من حولنا ..
تعج بالماديات والمغريات والمظاهر
التي تستدرجنا لكي نصرف جلّ اهتماماتنا بها
بيد أن كل تلك المظاهر ظل زائل لايدوم في عمر الزمن
إلا كما يدوم رونق الزهور في عمر الساعات
لذا علينا أن نصرف من يومنا وقتاً نسحب فيه أفكارنا
من النشاط المحموم ، ونبتعد عن عواصف القلق
ونغوص في أعماقنا لنعثر على النفائس النادرة
التي تكمن في قاع محيطنا ..
اللهاث والقلق وراء بضاعة الدنيا لاينتهي ..
ولكننا نخسر اطمئنان حياتنا إن لم نبحث ونظفر بكنوز الباطن
حيث يكمن السلام ..
*(*
إن حياتنا الآن تعتمد على مبتكرات العصر
والتي من المفترض أن تخدمنا بتوفير الوقت، وتسهيل الحياة ..
لكننا أصبحنا أسراها ، وتملكنا الهوس بها ،
ولم نعد نستطيع الاستغناء عنها..
وبذا ضاع علينا ماكنا نتمتع به في الماضي من وقت حر..
*(*
ولكن بالتوفيق بين متطلباتنا المادية والروحية ..
نستطيع أن نبحر بأمان دون أن نخشى الغرق ..
ونحضى بحياة موزونة لايطغى فيها موج ولا تقتلعنا رياح ..
وتحقيق التوازن الفكري والروحي لن يكون بالتمني ..
ولكن بالاجتهاد الشخصي ، والتخطيط الجاد.. بالانتباه والخروج من حالة الإجهاد النفسي اللاواعي
الذي يمسك بخناقنا ..
إلى حالة من الوعي الروحي نفك بها عقال النفس ..
ونلاقي بها طمأنينة الروح ..
*(*
ثقي أن المشاكل تهون بالنظر إليها بعين المؤمن
الذي يرد الأمور كلها لله ..
ويوقن أن المتاعب مآلها إلى الزوال ..
والمحن لن تدوم ..
والمنح لن تنقطع ..
مادام اعتماده ويقينه بالقوة العليا .. وهو الله
الله أعظم وأجل وأرفع من كل الوجود ..
وبه لاخوف من الخوف ..
ولا خشية مما يكون ..
مادام المرء قد ركن إلى لطفه تعالى ، وأسلم له قياده ..
وعقد عليه رجاؤه ..
ونظر بعين قلبه إلى الذات الإلهية نظرة المحب العابد
إلى الحبيب المعبود الأقرب من كل موجود ..
لأنه تعالى سر الوجود ..
والكامن خلف الحياة بكل ظواهرها وخفاياها ..
*(*
أينما يجول البصر في الكون الجميل متأملاً ..يراه !
( وأينما تولوا فثم وجه الله )..
الإيما ن بالله ، والركون إليه ، والثبات على حبه ..
نقطة الارتكاز الثابتة للمؤمن ..
التي لاتتغير بتغير الزمان والمكان والظروف ..
وبها نواجه تعقيدات الحياة المعاصرة ..
ونبحر بأمان في قارب النجاة.
واسلوب راقي وجميل
بارك الله بقلمك فيض
مواضيعك مميزة جدا ماشاء الله