اريبه

اريبه @arybh

محررة برونزية

قاعده في الصبر لابن تيميه(سطوووور من ذهب)

ملتقى الإيمان

أعلم أنه ما انتقم أحد قط لنفسه إلا أورثه ذلك ذلاً في نفسه، فإذا عفى أعزه الله. وهذا مما أخبر به الصادق المصدوق حيث يقول: "ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً" فالعز الحاصل له بالعفو أحب إليه وأنفع له من العز الحاصل له بالانتقام، فإن هذا عِزٌّ في الظاهر وهو يورث في الباطن ذُلاً، والعفو ذل في الباطن وهو يورث العز باطناً وظاهراً.
و من أعظم الفوائد -: أن تشهد أن الجزاء من جنس العمل، وأنك أنت نفسك ظالم مذنب، وأن من عفى عن الناس عفى الله عنه، ومن غفر غفر الله له، فإذا شهد أن عفوه عنهم وصفحه وإحسانه مع إساءتهم إليه، سبب لأن يجزيه الله كذلك من جنس عمله فيعفو عنه ويصفح ويحسن إليه على ذنوبه، ويسهل عليه عفوه وصبره ويكفي العاقل هذه الفائدة.
أعلم أن الانسان إذا اشتغلت نفسه بالانتقام وطلب المقابلة ضاع عليه زمانه، وتفرق عليه قلبه، وفاته من مصالحه،ما لا يمكن استدراكه، ولعل هذا يكون أعظم عليه من المصيبة التي نالته من جهتهم، فإذا عفى وصفح فرغ قلبه وجسمه لمصالحه التي هي أهم عنده من الانتقام.
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انتقم لنفسه قط فإذا كان هذا خير خلق الله وأكرمهم على الله لم يكن ينتقم لنفسه مع أن أذاه أذًى لله ويتعلق به حقوق الدين، ونفسه أشرف الأنفس، وأزكاها، وأبرها وأبعدها من كل خُلقٍ مذموم، وأحقها بكل خُلقٍ جميل، ومع هذا فلم يكن ينتقم لهافكيف ينتقم أحدنالنفسه التي هو أعلم بها وبما فيها من العيوب والشرور بل الانسان العارف لا تساوي نفسه عنده أن ينتقم لها، ولا قدر لها عنده يوجب عليه انتصاره لها.(المرجع قاعده في الصبر لابن تيميه)
44
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

اسرارالفجر
اسرارالفجر
جزاك الله خير
للأمل عنوان
للأمل عنوان
جزاك الله خير
للأمل عنوان
للأمل عنوان
جزاك الله خير
ماسية@@@
ماسية@@@
جزاك الله خير
جزاك الله خير
جزاك الله خير
اريبه
اريبه
الهم أسلل سخيمة قلوبنا