ياويلكم مني
ياويلكم مني
السلام عليكم جزاكم الله خيرا في الدارين وجعله في ميزان اعمالكم ونفع به الاسلام والمسلمين. كيف نستقبل شهر رمضان المبارك ؟ الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد: فقد كان سلفنا الصالح من صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والتابعين لهم بإحسان يهتمون بشهر رمضان ويفرحون بقدومه , كانوا يدعون الله أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه أن يتقبله منهم , كانوا يصومون أيامه ويحفظون صيامهم عما يبطله أو ينقصه من اللغو واللهو واللعب والغيبة والنميمة والكذب , وكانوا يحيون لياليه بالقيام وتلاوة القرآن , كانوا يتعاهدون فيه الفقراء والمساكين بالصدقة والإحسان وإطعام الطعام وتفطير الصوام , كانوا يجاهدون فيه أنفسهم بطاعة الله ويجاهدون أعداء الإسلام في سبيل الله لتكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله فقد كانت غزوة بدر الكبرى التي انتصر فيها المسلمون على عدوهم في اليوم السابع عشر من رمضان , وكانت غزوة فتح مكة في عشرين من رمضان حيث دخل الناس في دين الله أفواجا وأصبحت مكة دار إسلام . فليس شهر رمضان شهر خمول ونوم وكسل كما يظنه بعض الناس ولكنه شهر جهاد وعبادة وعمل لذا ينبغي لنا أن نستقبله بالفرح والسرور والحفاوة والتكرم , وكيف لا نكون كذلك في شهر اختاره الله لفريضة الصيام ومشروعية القيام وإنزال القرآن الكريم لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور , وكيف لا نفرح بشهر تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتغل فيه الشياطين وتضاعف فيه الحسنات وترفع الدرجات وتغفر الخطايا والسيئات. ينبغي لنا أن ننتهز فرصة الحياة والصحة والشباب فنعمرها بطاعة الله وحسن عبادته وأن ننتهز فرصة قدوم هذا الشهر الكريم فنجدد العهد مع الله تعالى على التوبة الصادقة في جميع الأوقات من جميع الذنوب والسيئات , وأن نلتزم بطاعة الله تعالى مدى الحياة بامتثال أوامره واجتناب نواهيه لنكون من الفائزين يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ وصدق الله العظيم إذ يقول وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا وأن نحافظ على فعل الواجبات والمستحبات وترك المحرمات والمكروهات في رمضان وغيره عملا بقول الله تعالى وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ أي حتى تموت وقوله تعالى قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ينبغي أن نستقبل هذا الشهر الكريم بالعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه إيمانا واحتسابا لا تقليدا وتبعية للآخرين , وأن تصوم جوارحنا عن الآثام من الكلام المحرم والنظر المحرم والاستماع المحرم والأكل والشرب المحرم لنفوز بالمغفرة والعتق من النار ينبغي لنا أن نحافظ على آداب الصيام من تأخير السحور إلى آخر جزء من الليل وتعجيل الفطر إذا تحققنا غروب الشمس والزيادة في أعمال الخير وأن يقول الصائم إذا شتم "إني صائم" فلا يسب من سبه ولا يقابل السيئة بمثلها بل يقابلها بالكلمة التي هي أحسن ليتم صومه ويقبل عمله , يجب علينا الإخلاص لله عز وجل في صلاتنا وصيامنا وجميع أعمالنا فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان صالحا وابتغي به وجهه , والعمل الصالح هو الخالص لله الموافق لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ينبغي للمسلم أن يحافظ على صلاة التراويح وهي قيام رمضان اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وخلفائه الراشدين واحتسابا للأجر والثواب المرتب عليها قال - صلى الله عليه وسلم - من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه متفق عليه. وأن يقوم المصلي مع الإمام حتى ينتهي ليكتب له قيام ليلة لحديث أبي ذر الذي رواه أحمد والترمذي وصححه . وأن يحيي ليالي العشر الأواخر من رمضان بالصلاة وقراءة القرآن والذكر والدعاء والاستغفار اتباعا للسنة وطلبا لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر - ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر - وهي الليلة المباركة التي شرفها الله بإنزال القرآن فيها وتنزل الملائكة والروح فيها , وهي الليلة التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه , وهي محصورة في العشر الأواخر من رمضان فينبغي للمسلم أن يجتهد في كل ليلة منها بالصلاة والتوبة والذكر والدعاء والاستغفار وسؤال الجنة والنجاة من النار لعل الله أن يتقبل منا ويتوب علينا ويدخلنا الجنة وينجينا من النار ووالدينا والمسلمين , وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله وشد مئزره وأيقظ أهله ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسوة حسنة , وشد المئزر فسر باعتزال النساء وفسر بالتشمير في العبادة. وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان والمعتكف ممنوع من قرب النساء. وينبغي للمسلم الصائم أن يحافظ على تلاوة القرآن الكريم في رمضان وغيره بتدبر وتفكر ليكون حجة له عند ربه وشفيعا له يوم القيامة وقد تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه أن لا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة بقوله تعالى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وينبغي أن يتدارس القرآن مع غيره ليفوزوا بالكرامات الأربع التي أخبر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله في من عنده رواه مسلم. وينبغي للمسلم أن يلح على الله بالدعاء والاستغفار بالليل والنهار في حال صيامه وعند سحوره فقد ثبت في الحديث الصحيح أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول "من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فاغفر له" , حتى يطلع الفجر رواه مسلم في صحيحه. وورد الحث على الدعاء في حال الصيام وعند الإفطار وأن من الدعوات المستجابة دعاء الصائم حتى يفطر أو حين يفطر وقد أمر الله بالدعاء وتكفل بالإجابة وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ [سورة غافر :آية 60] . وينبغي للمسلم أن يحفظ أوقات حياته القصيرة المحدودة , فما ينفعه من عبادة ربه المتنوعة القاصرة , والمتعدية ويصونها عما يضره في دينه ودنياه وآخرته وخصوصا أوقات شهر رمضان الشريفة الفاضلة التي لا تعوض ولا تقدر بثمن وهي شاهدة للطائعين بطاعاتهم وشاهدة على العاصين والغافلين بمعاصيهم وغفلاتهم. وينبغي تنظيم الوقت بدقة لئلا يضيع منه شيء بدون عمل وفائدة فإنك مسئول عن أوقاتك ومحاسب عليها ومجزي على ما عملت فيها. تنظيم الوقت ويسرني أن أتحف القارئ الكريم برسم خطة مختصرة لتنظيم أوقات هذا الشهر الكريم , ولعلها أن يقاس عليها ما سواها من شهور الحياة القصيرة فينبغي للمسلم إذا صلى الفجر أن يجلس في المسجد يقرأ القرآن الكريم وأذكار الصباح ويذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس وبعد طلوعها بحوالي ربع ساعة أي بعد خروج وقت النهي يصلي ركعتين أو ما شاء الله ليفوز بأجر حجة وعمرة تامة كما في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه. ولنا في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام أسوة حسنة فقد كانوا إذا صلوا الفجر جلسوا في المسجد يذكرون الله تعالى حتى تطلع الشمس , ويلاحظ أن المسلم إذا جلس في مصلاه لا يزال في صلاة وعبادة كما وردت السنة بذلك وبعد ذلك ينام إلى وقت العمل ثم يذهب إلى عمله ولا ينسى مراقبة الله تعالى وذكره في جميع أوقاته وأن يحافظ على الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة , والذي ليس عنده عمل من الأفضل له أن ينام بعد الظهر ليرتاح وليستعين به على قيام الليل فيكون نومه عبادة. وبعد صلاة العصر يقرأ أذكار المساء وما تيسر من القرآن الكريم وبعد المغرب وقت للعشاء والراحة وبعد ذلك يصلي العشاء والتراويح وبعد صلاة التراويح يقضي حوائجه الضرورية لحياته اليومية المنوطة به لمدة ساعتين تقريبا ثم ينام إلى أن يحين وقت السحور فيقوم ويذكر الله ويتوضأ ويصلي ما كتب له ثم يشغل نقسه فبل السحور وبعده بذكر الله والدعاء والاستغفار والتوبة إلى أن يحين وقت صلاة الفجر. والخلاصة أنه ينبغي للمسلم الراجي رحمة ربه الخائف من عذابه أن يراقب الله تعالى في جميع أوقاته في سره وعلانيته وأن يلهج بذكر الله تعالى قائما وقاعدا وعلى جنبه كما وصف الله المؤمنين بذلك , ومن علامات القبول لزوم تقوى الله عز وجل لقوله تعالى إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا. عبد الله بن جار الله الجار الله
السلام عليكم جزاكم الله خيرا في الدارين وجعله في ميزان اعمالكم ونفع به الاسلام...
الدروس التربوية في الصيام

الدكتور راشد بن معيض العدواني *
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد:
لقد فرض الله فرائض متعددة وواجبات متنوعة لتزكو النفوس وتتطهر القلوب, قال تعالى: }قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى{.
وهذه الفرائض منها ما هو على مستوى اليوم والليلة كالصلاة, ومنها ما هو على مستوى السنة كالصيام, ومنها ما هو على مستوى العمر كله كالحج والعمرة.
وشهر رمضان يستقبله المسلمون في كل عام, حيث تستقبله المعمورة كلها رجالاً ونساءً تفرح به القلوب المؤمنة وتسعد به النفوس المسلمة شعارها:
مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام
يا حبيبا زارنا في كل عام
قد لقيناك بحب مفعم
كل حب في سوى المولى حرام
فاقبل اللهم ربي صومنا
ثم زدنا من عطاياك الجسام
والصيام دروسه عظيمة, وفوائده كثيرة, إيمانية وأخلاقية واجتماعية, منها أنه دليل على صدق الإيمان, قال تعالى مصدراً آية الصيام بالإيمان: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام", كذلك تحقيق الإخلاص حيث إن الإخلاص قضية غيبية بين العبد وربه, والصيام يحقق ذلك ويربي عليه, قال تعالى في الحديث القدسي: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به", ومنها ترك المعاصي حيث يربي الصيام الفرد المسلم على ترك المعاصي, قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون", والتقوى ترك المعاصي, قال الشاعر:
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرةً إن الجبال من الحصى
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء".
وقال عليه الصلاة والسلام: "من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه", فجعل الصوم من أسباب صيانة المسلم من المعاصي, بل إن ترك الأكل الحلال والمشرب الحلال والوطء الحلال من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تربية على ترك المأكل الحرام والمشرب الحرام والوطء الحرام, ومن فوائد الصيام بيان يسر الشريعة, قال تعالى في آيات الصيام: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر", ويظهر يسر الشريعة في تصدير آيات الصيام بلفظ شريف وهو الإيمان قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا", وبيان أن فرض هذا الصيام على جميع الأمم حتى يسهل على النفس القيام به, قال تعالى: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم", وفي بيان أثر الصيام وفائدته, قال تعالى: "لعلكم تتقون", أن الله جعله أياما قليلة, قال تعالى: "أياماً معدودات", فرمضان ثلاثون أو تسعة وعشرون يوماً ولم يجعله الدهر كله, بل نهى الدين عن صيام الدهر كله, الإفطار عند الحاجة في هذه الأيام المعدودة كالمسافر والمريض, قال تعالى: "فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر", والإفطار للكبير والمريض مرضاً لا يرجى زواله مع الإطعام عن كل يوم, قال تعالى: "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين".
وتعليق صيام رمضان برؤية الهلال بالعين المجردة قال تعالى: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه", وإباحة إتيان الرجل أهله في ليالي رمضان حيث كان محرماً, قال تعالى: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم, هن لباس لكم وأنتم لباس لهن, علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم, فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم.
وفي تحديد وقت الصيام, قال تعالى: "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل", ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال بل إن الأمم السابقة كانت تواصل الصيام إذا لم تفطر في وقت الغروب إلى اليوم التالي, والصائم عندما يحس بألم الجوع يتذكر نعمة الله عليه من الطعام والشراب وغيرها لذا كان الدعاء عند الفطر: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله".
والصيام يحافظ على صحة القلب والجسد, ومن ذلك الصيام, حيث قال رسول الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا", وهذا الحديث حوله خلاف من ناحية صحته وضعفه ولكن يذهب بعضهم إلى تحسينه.
والواقع يشهد على أثر الصيام الصحي في كثير من الأمراض ومنها مرض السكر والقرحة والسرطان وغيرها, والإعجاز العلمي في القرآن والسنة وما صدر عن هيئته التابعة لرابطة العالم الإسلامي أكبر شاهد على ذلك.
تذكر الفقراء
الصيام رسالة لكل مسلم, حيث يقول يا من آلمه الجوع شهراً, إعلم أن هناك إخوة لك يتألمون جوعاً الدهر كله فتذكرهم بمد يد العون والمساعدة لهم, قال صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره", ولذلك نجد أن كثيراً من الناس يجعل زكاته في رمضان رغبة في زيادة الأجر وتذكر أهل الفقر, كما أن الصوم يربي على الأخلاق الفاضلة, فالعبادات تربي على حسن السلوك وسلامة الأعمال ودماثة الأخلاق ومنها رمضان, حيث يربي على كل خلق جميل, ومن ذلك التربية على الحلم وعدم الغضب, قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم", وفي رمضان تتغير القلوب حيث تقبل على الطاعات وترك المنكرات وتتسابق في الخير, وهذا دليل على أثر العبادات في تغيير السلوك إلى الأفضل حيث ترى كثرة المصلين لجميع الصلوات وقراءة القرآن والإنفاق في سبيل الله, قال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر".
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله صحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ياويلكم مني
ياويلكم مني
الدروس التربوية في الصيام الدكتور راشد بن معيض العدواني * الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد: لقد فرض الله فرائض متعددة وواجبات متنوعة لتزكو النفوس وتتطهر القلوب, قال تعالى: }قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى{. وهذه الفرائض منها ما هو على مستوى اليوم والليلة كالصلاة, ومنها ما هو على مستوى السنة كالصيام, ومنها ما هو على مستوى العمر كله كالحج والعمرة. وشهر رمضان يستقبله المسلمون في كل عام, حيث تستقبله المعمورة كلها رجالاً ونساءً تفرح به القلوب المؤمنة وتسعد به النفوس المسلمة شعارها: مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام يا حبيبا زارنا في كل عام قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام فاقبل اللهم ربي صومنا ثم زدنا من عطاياك الجسام والصيام دروسه عظيمة, وفوائده كثيرة, إيمانية وأخلاقية واجتماعية, منها أنه دليل على صدق الإيمان, قال تعالى مصدراً آية الصيام بالإيمان: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام", كذلك تحقيق الإخلاص حيث إن الإخلاص قضية غيبية بين العبد وربه, والصيام يحقق ذلك ويربي عليه, قال تعالى في الحديث القدسي: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به", ومنها ترك المعاصي حيث يربي الصيام الفرد المسلم على ترك المعاصي, قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون", والتقوى ترك المعاصي, قال الشاعر: خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرةً إن الجبال من الحصى ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء". وقال عليه الصلاة والسلام: "من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه", فجعل الصوم من أسباب صيانة المسلم من المعاصي, بل إن ترك الأكل الحلال والمشرب الحلال والوطء الحلال من طلوع الفجر إلى غروب الشمس تربية على ترك المأكل الحرام والمشرب الحرام والوطء الحرام, ومن فوائد الصيام بيان يسر الشريعة, قال تعالى في آيات الصيام: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر", ويظهر يسر الشريعة في تصدير آيات الصيام بلفظ شريف وهو الإيمان قال تعالى: "يا أيها الذين آمنوا", وبيان أن فرض هذا الصيام على جميع الأمم حتى يسهل على النفس القيام به, قال تعالى: "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم", وفي بيان أثر الصيام وفائدته, قال تعالى: "لعلكم تتقون", أن الله جعله أياما قليلة, قال تعالى: "أياماً معدودات", فرمضان ثلاثون أو تسعة وعشرون يوماً ولم يجعله الدهر كله, بل نهى الدين عن صيام الدهر كله, الإفطار عند الحاجة في هذه الأيام المعدودة كالمسافر والمريض, قال تعالى: "فمن كان منكم مريضاً أو على سفر فعدة من أيام آخر", والإفطار للكبير والمريض مرضاً لا يرجى زواله مع الإطعام عن كل يوم, قال تعالى: "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين". وتعليق صيام رمضان برؤية الهلال بالعين المجردة قال تعالى: "فمن شهد منكم الشهر فليصمه", وإباحة إتيان الرجل أهله في ليالي رمضان حيث كان محرماً, قال تعالى: "أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم, هن لباس لكم وأنتم لباس لهن, علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم, فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم. وفي تحديد وقت الصيام, قال تعالى: "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل", ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال بل إن الأمم السابقة كانت تواصل الصيام إذا لم تفطر في وقت الغروب إلى اليوم التالي, والصائم عندما يحس بألم الجوع يتذكر نعمة الله عليه من الطعام والشراب وغيرها لذا كان الدعاء عند الفطر: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله". والصيام يحافظ على صحة القلب والجسد, ومن ذلك الصيام, حيث قال رسول الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا", وهذا الحديث حوله خلاف من ناحية صحته وضعفه ولكن يذهب بعضهم إلى تحسينه. والواقع يشهد على أثر الصيام الصحي في كثير من الأمراض ومنها مرض السكر والقرحة والسرطان وغيرها, والإعجاز العلمي في القرآن والسنة وما صدر عن هيئته التابعة لرابطة العالم الإسلامي أكبر شاهد على ذلك. تذكر الفقراء الصيام رسالة لكل مسلم, حيث يقول يا من آلمه الجوع شهراً, إعلم أن هناك إخوة لك يتألمون جوعاً الدهر كله فتذكرهم بمد يد العون والمساعدة لهم, قال صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره", ولذلك نجد أن كثيراً من الناس يجعل زكاته في رمضان رغبة في زيادة الأجر وتذكر أهل الفقر, كما أن الصوم يربي على الأخلاق الفاضلة, فالعبادات تربي على حسن السلوك وسلامة الأعمال ودماثة الأخلاق ومنها رمضان, حيث يربي على كل خلق جميل, ومن ذلك التربية على الحلم وعدم الغضب, قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني صائم", وفي رمضان تتغير القلوب حيث تقبل على الطاعات وترك المنكرات وتتسابق في الخير, وهذا دليل على أثر العبادات في تغيير السلوك إلى الأفضل حيث ترى كثرة المصلين لجميع الصلوات وقراءة القرآن والإنفاق في سبيل الله, قال صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران ونادى مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر". وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله صحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الدروس التربوية في الصيام الدكتور راشد بن معيض العدواني * الحمد لله وحده والصلاة والسلام على...
شهر رمضان

سيد الشهور تضاعف فيه الحسنات والأجور

موسم المنافسة في الخيرات والتجارة التي لن تبور



إعداد: عبدالله علي الزهراني

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم, ها هو سيد الشهور, شهر رمضان, شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار قد أقبل, فمرحباً بشهر الرضوان الذي أمر الله سبحانه وتعالى عباده بصيامه فقال سبحانه وتعالى:

}يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{ (183) سورة البقرة, وقال صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس, شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله, وإقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً) "رواه البخاري ومسلم".



فضائل الصيام

للصيام فضائل عديدة, وهذه الفضائل لا تكون إلا لمن صامت بطونهم عن الطعام والشراب, ونفوسهم عن الشهوات, وجوارحهم عن الآثام والسيئات, وكان صيامهم خالصاً لله سبحانه وتعالى, ومن فضائله أن الله تعالى نسبه إلى نفسه وذلك لعظم أجر الصائم فقال جل شأنه في الحديث القدسي: "كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به", متفق عليه.

والصيام جُنة من النار وجنة من الشهوات يحفظ صاحبه بإذن الله من الآثام والوقوع في الحرام, كما أنه سبيل إلى الجنة وسبب من أسباب تكفير الذنوب, جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبن الكبائر", كما أن الصيام سبب من أسباب إجابة الدعاء, فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد", رواه ابن ماجه والحاكم.

والصائم يوفى أجره بغير حساب حيث قال صلى الله عليه وسلم: "للصائم فرحتان يفرحهما, إذا أفطر فرح بفطره, وإذا لقي ربه فرح بصومه" متفق عليه.



آداب الصيام

من آداب الصيام أن يصوم المسلم في الوقت المحدد شرعاً فلا يتقدم ولا يتأخر عنه, قال صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا" متفق عليه, وأيضاَ تأخير السحور إن لم يخش طلوع الفجر الثاني, وتعجيل الفطور إذا تحقق غروب الشمس, ويستحب أن يفطر الصائم كما كان المصطفى عليه الصلاة والسلام يفطر وذلك على رطبات فإن لم تكون رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من ماء.



فوائد الصيام

للصيام فوائد اجتماعية منها شعور الناس بأنهم أمة واحدة يأكلون في وقت واحد ويصومون في وقت واحد, ويشعر الغني بنعمة الله ويعطف على الفقير, كما أن الصيام يقلل من مزالق الشيطان لابن آدم, وفيه تقوى الله, وتقوية الأواصر بين أفراد المجتمع.

وينبغي على الصائم أن يكثر من الطاعات, ويجتنب جميع المنهيات, كما يجب عليه المحافظة على الواجبات والبعد عن المحرمات, فيصلي الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة, ويترك الكذب والغيبة والغش والمعاملات الربوية وكل قول أو فعل محرم, قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه" البخاري في الأدب (6057).



متى يجوز الفطر

يجوز للمسافر سفراً تقصر فيه الصلاة "ما زاد على 85 كلم" أن يفطر سواء كان مسافراً على الأقدام أو على الدواب أو السيارات أو الطائرات أو السفن, فمتى وجد السفر جاز الفطر سواء وجد مشقة أو لم يجد لأن الله سبحانه علق الفطر على مطلق السفر, قال سبحانه وتعالى: }وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ{ (185) سورة البقرة, وصيام المسافر أفضل, وإن أفطر فلا بأس, ويقضي عدد الأيام التي أفطرها, إلا أن يكون الفطر أسهل له فالفطر أفضل لأن الله يحب أن تؤتى رخصه.



أبواب الخير في رمضان

من أبواب الخيرات في رمضان الدعاء عند رؤية الهلال: "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان, والسلامة والإسلام, ربي وربك الله" رواه أحمد والترمذي, وصيام رمضان إيماناً واحتساباً, قال صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري ومسلم, وقيام رمضان إيماناً واحتساباً قال صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" رواه البخاري ومسلم.

وللعمرة في رمضان فضل عظيم, قال صلى الله عليه وسلم: "العمرة في رمضان تعدل حجة, أو حجة معي" رواه البخاري ومسلم, ومن أبواب الخير أيضاَ تفطير الصائم, قال صلى الله عليه وسلم: "من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً" رواه الترمذي وقال: حسن صحيح, ويتضاعف الاجتهاد في العشر الأواخر حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل, وأيقظ أهله, وشد مئزره, وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان, رواه البخاري.



التوبة في رمضان

التوبة عبادة وقربة قبل أن تكون استعتاباً ورجعة, بل هي من أعظم العبادات وأجلها, إذ بها تنال محبة الله عز وجل كما قال سبحانه وتعالى: }إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ{ (222) سورة البقرة, والحمد لله الذي يقبل التوبة في أي وقت من ليل أو نهار ويفرح بها أشد الفرح مع أنه سبحانه وتعالى لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين, ومن نعم الله تعالى على عباده أن كرر لهم مواسم الخيرات ونوع فيها الطاعات وهذه المواسم تعود عليهم كل عام حينما يستغرق العبد في اللهو بالولد والمال وينسى ربه ويخل بشعائر دينه ويمارس بعضاَ من المعاصي في غفلته, فرمضان جدير بأن تجدد فيه التوبة إذ تكثر فيه الحسنات وتمحى السيئات وتُقال العثرات وترفع الدرجات.



رمضان والقرآن

شهر رمضان هو شهر القرآن كما قال تعالى: }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ{ (185) سورة البقرة, وفي رمضان يجتمع للمؤمن جهادان لنفسه, جهاد بالنهار على الصيام وجهاد بالليل على القيام وتلاوة القرآن, فمن جمع بين هذين الجهادين ووفى بحقوقهما وصبر عليهما وُفي أجره بغير حساب, كما أن رمضان فرصة سانحة لإحياء المساجد والبيوت بقراءة القران الكريم وحفظه وتفسيره وتدبر معانيه وما ذاك إلا لأن شهر رمضان المبارك موسم للخيرات وتتنوع فيه الطاعات وينشط فيه العباد بعد أن سلسلت الشياطين وفتحت أبواب الجنان وغلقت أبواب النيران, وكان جبريل عليه السلام يدارس رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان.



<H3 dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">الجود في رمضان

شهر رمضان شهر الجود والإحسان وكان جود النبي صلى الله عليه وسلم يتضاعف في شهر رمضان, ففي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس, وكان أجود ما يكون في رمضان, كما أن جود الله سبحانه وتعالى يتضاعف أيضاً, وكان صلى الله عليه وسلم يلتقي جبريل عليه السلام وهو أفضل الملائكة وأكرمهم ويدارسه الكتاب وهو أشرف الكتب وأفضلها وهو يحث على الإحسان ومكارم الأخلاق, ولهذا كان يتضاعف جوده وأفضاله عليه الصلاة والسلام في هذا الشهر الكريم لقرب عهده بمخالطة جبريل عليه السلام وكثرة مدارسته له هذا الكتاب الكريم الذي يحث على المكارم والجود, وفي تضاعف جوده عليه الصلاة والسلام في رمضان فوائد عديدة منها أن الله سبحانه وتعالى يجود فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار, وأيضاَ شرف الزمان ومضاعفة أجر العمل فيه, فعن أنس مرفوعاً: "أفضل الصدقة صدقة في رمضان" رواه الترمذي, كما أن الجود في رمضان فيه إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم.



ليلة القدر

من أعظم ليالي العام التي يفيض فيها المولى عز وجل على عباده وتنزل عليهم الرحمات في ليلة هي خير من ألف شهر, قال تعالى: }إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3){ سورة القدر, وهي ليلة الخيرات وليلة النفحات والرحمة وليلة العتق من النار, من فاتته فهو المحروم حقاً, وليلة القدر أنزل الله فيها القرآن, ووصفها عز وجل بأنها ليلة مباركة يكتب فيها الآجال والأرزاق خلال العام قال تعالى }فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ{ (4) سورة الدخان, وفيها فضل عن غيرها من الليالي فهي خير من ألف شهر في العبادة, وتنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة, وهي ليلة خالية من الشر والأذى, وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير, قال الله تعالى: "سلام هي حتى مطلع الفجر", وفيها غفران الذنوب لمن قامها إيماناً واحتساباً.



<H3 dir=rtl style="TEXT-JUSTIFY: kashida; TEXT-ALIGN: justify; TEXT-KASHIDA: 0%">المحرومون في رمضان

قوم لم يقدروا لشهر رمضان قدره ولم يعظموا في نفوسهم فضله, صاموه عادة لا عبادة, فما نهاهم صومهم عن الآثام, وغاية همتهم فيه إمساك عن الطعام, يقضون ليلهم ساهرين في لهو ولعب وينسون ما فاتهم من أجر القيام والتعبد لله في ليالي رمضان المبارك, فأولئك هم المحرومون من فضل شهر رمضان والمغبونون في خيره, والذين لم يتحروا ليلة القدر ولم يعظموا أمرها, عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في شهر رمضان: "فيه ليلة خير من ألف شهر, من حُرم خيرها فقد حرم".

أخطاء شائعة في رمضان

الإسراف في أنواع المطاعم والمشرب, وهذا أمر لا يليق بالمسلم, وأيضاَ النوم الكثير في نهار رمضان لما يترتب عليه من فوات صلاة الجماعة وربما تأخير الصلاة عن وقتها, وتعجيل السحور وتأخير الفطور, يعجل بالأول أو يؤخر بالثاني زعماً منه أنه يمكث فترة أطول وهو ممتنع عن الطعام أو لأنه يتكاسل عن القيام للسحور قبل طلوع الفجر, أو التأخر عن صلاة المغرب وكلاهما خطأ فيه مخالفة للسنة, كما أن ترك السواك بعد الزوال تحرجاً من الإثم خطأ والصواب أن السواك مشروع قبل الزوال وبعده.

ماذا بعد رمضان

إذا كان شهر رمضان موسماً عظيماً من مواسم الخير والطاعة فإن الزمان كله فرصة للخير والتزود للدار الآخرة, وليست العبادة خاصة بشهر رمضان, بل الحياة كلها عبادة قال الله تعالى: }وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ{ (99) سورة الحجر99, فعلينا أن نواصل أعمال الخير من الصلوات والصيام والصدقة والذكر وقراءة القرآن وسائر القربات, فإن من علامة قبول العمل إتباع الحسنة الحسنة, فلنبادر قبل حلول الأجل ونغتنم حياتنا وشبابنا وفراغنا وصحتنا وغنانا قبل حصول أضدادها, قال صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمساً قبل خمس, شبابك قبل هرمك, وصحتك قبل سقمك, وغناك قبل فقرك, وفراغك قبل شغلك, وحياتك قبل موتك".



خاتمة

إن شهراً هذه فضائله وصفاته لحقيق بأن يُذرف الدمع على فراقه, وتتفتت الأكباد عند وداعه.

اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة وأنت راض عنا, ووفقنا لصيامه وقيامه, واقبلنا فيه, وتقبله منا, اللهم زدنا ولا تنقصنا, وأعطنا ولا تحرمنا, وأكرمنا ولا تهنا, وآثرنا ولا تؤثر علينا. اللهم آمين, آمين, آمين.



أذكار رمضانية

الدعاء عند رؤية الهلال

"اللهم أهلله علينا باليمن والإيمان, والسلامة والإسلام, ربي وربك الله". صحيح الترمذي (157/3)

دعاء الصائم عند فطره

"اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العُروقُ وثبت الأجر إن شاء الله". صحيح سنن أبي داود (449/2)

دعاء الصائم إذا أفطر عند قوم

إذا أفطر الصائم عند قوم دعا لهم بقوله: "أفطر عندكم الصائمون, وأكل طعامكم الأبرار, وتنزلت عليكم الملائكة" رواه أحمد وصححه الألباني

</H3></H3>
نور البرق
نور البرق


دعوة من القلب.... قبل الندم

دعوة لمحاسبة النفس...فالأيام تمر والصفحات تنطوي والأعوام تتوالى وكل منايستطيع أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب

ويأخذ من سنين عمره المنصرمة المواعض و العبر وأن يراقب الله‘ فهاهي الأيام تركض وهكذا ألأيام تجري من غير أن

نحس أوندري إلا عند بداية سنة أو قدوم الشهر الكريم أوالعيد والسؤال الأهم ماذا

أعددنا للرحلة النهائية؟ ماذا قدمنا لأنفسنا من خيرلنجده عندالله خيرثواب وخيرأمل؟

ماذا سجل في صحائفنا؟ ماذا أعددنا للحفرة التي سنوضع فيها؟فهل تذكرنا اليوم الموت والقبر؟ هل قرأنا شيئا من القرأن؟

هل ثابرنا على الاذكار والأوراد دبركل صلاة؟ هل كنا خاشعين في الصلاة؟ هل سألنا الله الجنة؟ واستعذنا به من النار؟ هل

استغفرنا الله اليوم من ذنوبنا؟ هل تجنبنا كل مالايرضي الله عز وجل؟ هل فكرنا في ألإبتعاد عن قرناء السوء؟ هل نضفنا

قلوبنا من الكبرياء والحسد والحقد وألسنتنا من الغيبة والنميمة والكذب؟ {هل تركنا النظر إلى ماحرم الله؟}هل تركنا سماع

ماحرم الله؟ هل أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر؟ هل بذلنا الغالي والرخيص من أجل نصرة ديننا والعمل له؟ وهل...وهل؟


نور البرق
نور البرق
دعوة من القلب.... قبل الندم دعوة لمحاسبة النفس...فالأيام تمر والصفحات تنطوي والأعوام تتوالى وكل منايستطيع أن يحاسب نفسه قبل أن يحاسب ويأخذ من سنين عمره المنصرمة المواعض و العبر وأن يراقب الله‘ فهاهي الأيام تركض وهكذا ألأيام تجري من غير أن نحس أوندري إلا عند بداية سنة أو قدوم الشهر الكريم أوالعيد والسؤال الأهم ماذا أعددنا للرحلة النهائية؟ ماذا قدمنا لأنفسنا من خيرلنجده عندالله خيرثواب وخيرأمل؟ ماذا سجل في صحائفنا؟ ماذا أعددنا للحفرة التي سنوضع فيها؟فهل تذكرنا اليوم الموت والقبر؟ هل قرأنا شيئا من القرأن؟ هل ثابرنا على الاذكار والأوراد دبركل صلاة؟ هل كنا خاشعين في الصلاة؟ هل سألنا الله الجنة؟ واستعذنا به من النار؟ هل استغفرنا الله اليوم من ذنوبنا؟ هل تجنبنا كل مالايرضي الله عز وجل؟ هل فكرنا في ألإبتعاد عن قرناء السوء؟ هل نضفنا قلوبنا من الكبرياء والحسد والحقد وألسنتنا من الغيبة والنميمة والكذب؟ {هل تركنا النظر إلى ماحرم الله؟}هل تركنا سماع ماحرم الله؟ هل أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر؟ هل بذلنا الغالي والرخيص من أجل نصرة ديننا والعمل له؟ وهل...وهل؟
دعوة من القلب.... قبل الندم دعوة لمحاسبة النفس...فالأيام تمر والصفحات تنطوي والأعوام تتوالى...
http://www.dawah.ws/sounds/0070.RA
نسائم رمضان - للشيخ نبيل العوضي
نور البرق
نور البرق