سليمان .. نبي من بني إسرائيل ..
وهو من أعظم الملوك على الأرض..
فقد آتاه الله ملكًا لم يؤته أحد من قبله ولن يكون لأحد من بعده،
سخر له الجن والطير والوحش ، والريح تجري بأمره حيث أصاب
وكان له جيشاًعظيماً فريداً من نوعه ..
يضم في صفوفه الإنس والجنّ والوحوش والطيور ..!
**
ذات يوم ..
خرج سليمان بجيشه من مكان يُطلق عليه اسم اصطخر
قاصداً اليمن، وخلال مسيره مرّ على وادٍ النمل
حيث تحتشد مستعمرات النمل.. وكان هذا الوادي يقع في الشام..
**
لم فزعت النملة ونادت قومها ؟!
بينما كانت النمال منهمكين في أعمالهم وحمل أرزاقهم
لمحت ملكة النمل جيشاً عظيماً مقبلاً في طريق واديهم . ..
عرفت أن هذه التشكيلة الفريدة من الجند هي جيش سليمان
فخافت ونادت في النمل منذرةً بالخطر المحدق بهم،
وأمرت جميع النمل أن يدخلوا مساكنهم
خشية أن يطأهم جند سليمان وهم لايشعرون بوجودهم !
**
سمع النبي سليمان نداء النملة وتحذيرها لقومها ..
فما كان منه إلّا أن تبسم ضاحكًا من قولها،
وتوجه بالشكر إلى الله تعالى على هذه النعم التي اختصها به ..
فرحًا بما وهبه الله من قدرة على فهم كلامها،
وسرورًا بإلهام الله للنملة حسن حال النبي وحسن حال جنده،
وتعجبًا من حرص النملة على سلامة قومها،
**
توقف سليمان عن المسير وأوقف جيشه العظيم بعد سماع قول النملة !!
وبقي كذلك حتى اطمأن النمل في مساكنهم ، ثم تابع السير !!
سبحان الله !
أي تواضع هذا من ملك حكم الإنس والجان والطير والحيوان ..!!
وأتاه الله من الملك مالم يأت لأحد من العالمين !!
فهلا استقينا من ذلك درساً وتواضعنا لعباد الله ؟!
**
ومما يثير الإعجاب والتعجب ذلك الإحساس الرفيع
والشعور بالمسؤولية الذي تميزت به تلك المخلوقة الصغيرة
والدور البطولي الذي قامت به لتنجي قومها من كارثة. محققة ..
ومنها نستفيد إنّ نجاة الفرد لا تكون إلا بنجاة المجتمع ككل ..
**
أخواتي :
من جميل مااستمعت إليه هذه القصة ..
ولا أدري موقعها من الحقيقة ، فقد أحاطت سليمان القصص
والمعجزات في حياته مع الأحياء من جن وإنس وطير ووحش ونمل
وبهذه العبرة في القصة نختم
**
وقالت نملة :
رأى سليمان عليه السلام عند البحر نملة تقف على صخرة
فسألها : ماشأنك ؟
قالت : يانبي الله ! إن في قعر البحر الذي تزاه صخرة مجوفة
بها دودة عمياء ، فلا تقدر أن تخرج لطلب معايشها ..
وقد وكلني الله برزقها ..فأنا أحمل رزقها ..
وسخر لي ضفدعة تحملني كل يوم فلا يضرني الماء ..
قال سليمان : وهل سمعت لها من تسبيحة ؟
قالت : أجل !
تقول : يامن لاتنساني في جوف هذه الصخرة
تحت هذه اللجة برزقك ،
لاتنسى عبادك المؤمنين برحمتك !
سبحانك ربي ماأعظمك !
