قالوا لي ابتسمي .....

ما رأيك أن تبتسمي .. ؟؟
وتمدي ذراعيك في فضائنا الواسع..
وتملإي رئتيك من هوائنا النقي ..


دعوة ما كنت لأرفضها ..
لو أن شفتاي تساعداني وتنفرج ..
أو ذراعي تغادرها الغلال وتمتد ..
أو رئتي تستسيغ الهواء فتنملأ به ..
لكني لا أستطيع ..
فالإبتسام غادرني منذ زمن ..
منذ أن عرفتُ معنى الحياة ..
وشربت من ضرع الحرية لبن الكبرياء ..
أدركت حينها ..
أنه لم يعد بإمكاني الإبتسام ..
أدركت أن البسمة جبل أثقل من أن يحمله عظمي الهش ..
وأن في ذراعي قيود من حديد صدئ ..
وأن برئتي هواء كئيب يبتلع الإبتسام ..

أأبتسم ..؟؟
وجسدي أشلاء تأبى أن تلتئم ..
أأبتسم ..؟؟
وقلبي أدمته الفرقة وشتته المحن ..
أأبتسم ..؟؟
وسياط الذل حفرت أخاديدها فوق جلدي المثخن ..
أأبتسم ..؟؟
والغربة تحتلني بين أهلي وفي الوطن ..
أأبتسم ..؟؟
ودمي يراق بلا ثمن ..
أأبتسم ..؟؟
وعرضي ينتهك من صهيون أسن ..
أأبتسم ..
وأرضي يطأها الغدر ويستوطنها العفن ..

لا لن أبتسم حتى يموت الغدر ويدفن العفن ...

تحياتي الغالية لكل من مر من هنا .... وهم