رفة

رفة @rf_4

محررة برونزية

قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله ( 2 )

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم


قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله : ( علينا أن نحفظ أنفسنا وأن نحفظ من استرعانا الله أمره ، من أهلنا و أولادنا ، فكيف أعمل على تعليم بناتي الحجاب ؟ أنا لا أريد أن أجبر بنتي عليه إجباراً ، فتتخذه وهي كارهة له ، ضائقة به، حتى إذا استطاعت نبذه نبذته ، بل أريد أن تتخذه مقتنعة به ، مطمئنة إليه ، محبة له.
لما جاوزت بنتي الأولى التاسعة ومشت في طريق العاشرة ، أو قبل ذلك بقليل ـ لقد نسيت الآن ـ قلت لأمها : اذهبي فاشتري لها خماراً ( إشارب ) غالياً نفيساً ، وكان الخمار العادي يباع بليرتين اثنتين ، وإن ارتفع ثمنه فبثلاث ، قالت : إنها صغيرة تسخر منها رفيقاتها ، إن غطت شعرها ، ويهزأن منها ، قلت : لقد قدرت هذا وفكرت فيه ، فاشتري لها أغلى خمار تجدينه في السوق مهما بلغ ثمنه . فكلمتني بالهاتف من السوق وقالت : لقد وجدت خماراً نفيساً جداً من الحرير الخالص ولكن ثمنه أربعون ليرة ، وكان هذا المبلغ يعدل يومئذ أكثر من ثلث راتبي في الشهر كله ، فقلت لها : اشتريه ، فتعجبت وحاولت أن تثنيني عن شرائه فأصررت ، فلما جاءت به ولبسته البنت وذهبت به إلى المدرسة ، كان إعجاب التلميذات به أكثر من عجبهن منها بارتدائه ، وجعلن يثنين عليه ، وقد حسدها أكثرهن على امتلاكها ، فاقترن اتخاذها الحجاب وهي صغير ة بهذا الإعجاب ، وهذا الذي رأته من الرفيقات ، وذهب بعضهن في اليوم التالي فاشترين ما يقدرن عليه من أمثاله ، وإن لم تشتر واحدة منهن خماراً في مثل نفاسته وارتفاع سعره .
بدأت اتخاذ الحجاب فخورة به ، محبة له ، لم تكره عليه ، ولم تلبسه جبراً ، وإذا كان العامة يقولون الشيء الغالي ثمنه فيه ، فإذا الخمار بقي على بهائه وعلى جدته حتى لبسه بعدها بعض أخواتها وهو لا يزال جديداً ، فنشأ جميعاً بحمد الله متمسكات بالحجاب ، تمسك اقتناع به ، وحرص عليه )
11
804

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

افكارثم افكار
ما شاء الله ... تفكيره سليم رحمه الله
واقعي يصدم
واقعي يصدم
ياحبي له ولحكمته الله يرحمه ويجمعنا به في جنات النعيم
فتاة الحوراء
فتاة الحوراء
الله يرحمه رحمه و اسعه

مملكة الإيمان
جزاك الله خير والله يرحمه ويغفرله واسكنه فسيح جناته
شيهانة عتيبه 511
ما شاء الله ... تفكيره سليم رحمه الله