بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع لفضيلة الشيخ ذكرني بما بجري عندنا من دعاة التغريب فما اشبه الخطط هنا وهناك
قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله :
إن للأعراض لصوصاً كما أن للأموال لصوصاً . ولصوص المال أخف شراء ، وأقل ضراً من لصوص الأعراض. وهم يحومون دائماً حول بناتنا، ولكنهم لا يستطيعون أن يقتحموا علينا بيوتنا ، إلا إذا صار الأمر فوضى ،وصار (( حاميها حراميها )) وعاد الناس كوحش الغاب . ففكروا وقدروا ، واستوحوا شياطينهم ، فوصلوا إلى الرأي : وهو أن يدخلوا علينا من طريق المدارس ، فكيف دخلوا من طريق المدارس ؟ إن لذلك قصة طويلة الذيول ، عريضة الحواشي ، أعرفها كلها ، ولكن لا أستطيع الآن أن أرويها كلها ، لذلك أسرد اليوم العناوين وأعود يوماً إلى المضامين .
بدؤوا بإدخال المدرسين من الرجال على البنات ، بحجة فقد المدرسات القادرات ،وكان المدرسون أولاً من أمثال الشيخ محيي الدين الخاني ، والأستاذ أديب التقي البغدادي ، والأستاذ محمد علي السراج وممن درس فيها حيناً شيخنا الشيخ بهجة البيطار ، وأنا .
ثم فتح الباب للشباب ، ومن الشباب قلة هم أصلح وأتقى لله من الشيوخ الكبار . وأكثر الشباب من المستورين الذين لا يعرف عنهم إقبال على المعصية ولا تمسك قوي في الدين . ومنهم من هو فاسق يخفي فسوقه . ومنهم من يجاهر به ويعلنه ويجد من الناس من يعجب بهذه المجاهرة ويصفق لهذا الإعلان . ثم احتجوا بالرياضة فكشفوا من أجلها العورات ، واستباحوا المحرمات .
ثم اتخذوا الحفلات السنوية طريقاً إلى ما يريدون ، يصنعون فيها ما لا يجرؤون عليه في غيرها .
ولما كنت أدرس في ثانوية البنات سنة 1949 م دعيت إلى هذه الحفلة السنوية ، فلم أذهب ، وكانت الطالبات وكلهن بالغات كبيرات ، يأتين المدرسة بالثوب الرسمي الساتر ، وكن يحتجبن في درسي ودرس الشيخ بهجة ، فلما كان يوم الحفلة وقد جئت المدرسة لبعض المعاملات رأيت الطالبات في الثياب العادية أي التي يذهب بها إلى الأعراس ، أي أنني رأيتهن متكشفات بأبهى زينة ، فنصحت من سلمت علي ، و انصرفت عائداً فلما انقضت الحفلة ومرت عليها أيام ، أهدت إلي إحدى الطالبات ظرفاً كبيراً فيه أكثر من ثمانين صورة ملونة أخذت في الحفلة . والذي صورها رجل أجنبي عنهن ، ليس أباهن ولا أخاهن . ثم رأيت هذه الصور في محل هذا المصور ،ومحله على طريقي الذي اجتازه كل يوم ، معروضة في واجهة المحل .
ثم اخترعوا نظام المرشدات وهو مثل نظام الكشفية للأولاد ، وصرن يذهبن في رحلات قصيرة في قرى دمشق .
ثم جاءت المصيبة التي أنست ما قبلها من المصائب ، وهي نظام الفتوة ، أي إلباس الطالبات لباس الجند ، وتدريبهن على حمل السلاح ،لماذا ؟
وهل انقرض الرجال حتى نقاتل بربات الحجال ؟ ولمن تترك إدارة البيوت وتربية الأطفال ؟ لماذا والشباب يتسكعون في الطرقات ويزدحمون على أبواب السينمات فندع الشباب لهذا ونقاتل أعداءنا بالبنات ؟
قالوا : أنتم رجعيون متأخرون جامدون . ألا ترون اليهود كذلك يصنعون ؟ أتكون الفتاة اليهودية أشجع من العربية ؟
ولو أنهم قرؤوا ما نقله الدكتور محمد علي البار جزاه الله خيراً ( في كتابه ) عن النساء المجندات في الجيش والشرطة ، في أمريكا وأوربا ، لعضوا الأنامل ندماً ، وبكوا بدل الدموع دماء على أنهم جعلوا أئمتهم اليهود . تقول العوام ، وفي بعض ما يقولون حكمة بالغة ، وحق بين يقولون : (( المال الداشر يعلم الناس السرقة )) . ذلك لأن كل نفس تميل إلى المال ، وأكثر وأقوى من الميل إلى المال الميل إلى الجمال . وهؤلاء الذين سلمناهم بناتنا، ومنهم من لا تعصمه زوجة ، ولا يردعه دين ، ولا يمسكه خوف من الله والدار الآخرة ، هؤلاء تدفعهم غرئزهم إلى هذا الذي فعلوا ، ولا يزالون دائبين ليصلوا لأكثر مما نالوا
رحمك الله يا شيخنا وجزاك الله خير الجزاء

رفة @rf_4
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

¤ حكي العيون ¤
•
يعطيك العافيه




*ساندرا*
•
*( مرآم )* :
اقرأ المقال وكأني اسمع صدى صوته في اذني رحمه االله واسكنه فسيح جنانهاقرأ المقال وكأني اسمع صدى صوته في اذني رحمه االله واسكنه فسيح جنانه
سبحان الله نفس الشئ
الصفحة الأخيرة