قال تعالى: "قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا"
قال تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ... مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا أي: من قبل أن نخلقها، فإذا أصاب الإنسان شيء يسوءه، فعليه أن يعلم أن الله قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة قد كتبه عليه، فلماذا إذا أصابه جزع وقنط قال: لو كنت فعلت كذا لكان كذا؟! وربما تسخط المتسخط، فشكا الخالق سبحانه وتعالى إلى الناس، يقول: فعل بي كذا، وقدر علي كذا!! الله سبحانه وتعالى قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كتب هذا عليك، فلماذا تشكو الله إلى عاجز مثلك، مع أنه مكتوب عليه هو أيضاً قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة أنه سيقع له مثل ما وقع لك أو أكثر؟!
إذاً: نجد هنا أهمية الإيمان بالقدر، حتى ضعاف الإيمان من المسلمين عندهم شيء من الإيمان بالقدر؛ فإن أحدهم يقول: قدر الله، وهذا قدر الله.. فيجد الراحة والأنس والطمأنينة، ويجد التسلية على المصيبة التي قد وقعت له، وبعضهم يقول: لا أدري ما فيه الخير؛ أي أنه عسى أن يكره شيئاً وهو خير له، وعسى أن يحب شيئاً وهو شر له، وهذه الجرعات من الطمأنينة لا تكون إلا للقلوب المؤمنة التي تتحمل المصائب والآلام والمحن، ولهذا فإن المسلمين حتى في أشد عصور الهزائم والفقر والضياع والهوان متماسكون؛ لأن لديهم طمأنينة تعينهم على تحمل الحياة، لكن الذين لا يؤمنون بالقدر كالغربيين، سرعان ما يجزعون من المصائب، ثم ينتحرون في الأغلب الأعم -نسأل الله العفو والعافية- لأنهم يفتقدون هذه الطمأنينة التي لا يصب بردها في القلب إلا الإيمان بالله والإيمان بأقدار الله سبحانه وتعالى، وأن كل ما كتبه لا مرد له، وأن ما فيه العبد من خير ومن نعم فهو من الله، وما أصابه من شر فهو أيضاً من الله سبحانه وتعالى.
الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي
من درس: العمل على ما جرت به المقادير

بشـــائر الخير @bshayr_alkhyr_8
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

خبرة حياة1
•
جزيت الجنة نقل مميز نفع الله بك.




الصفحة الأخيرة