دعة فرح @daa_frh
عضوة فعالة
قال لي: "أنت محسود.."
قال لي: "أنت محسود.."
ألتفت إليه متعجباً: "حسب علمي ليس لدي شيء أحسد عليه".
فرد قائلاً:" أنت طائر طليق!!" يقصد أني لست متزوجاً في تلك الأيام.
عندما علم هذا الشاب وبقية زملائي تقدمي لخطبة إحدى الفتيات منذ أمد دعاني أحدهم ذات يوم إلى الغداء في أحد المطاعم (حيث يصعب الحديث في هذه المواضيع في البيت) وبدأ يعطيني نصائح (وجيهة) عن الحياة الزوجية حسب خبرته (الطويلة).. كنت أقرأ في عينيه ومن نبرة صوته أسى وتحسر على متعة ضائعة وأيام جميلة ماضية.
ليسوا قلة أولئك الذين ينظرون كل صباح إلى زواجهم على أنه قيد يلف أعناقهم وحمل ثقيل يدفعون ضريبته دون أي مكسب منه.
أليس لنا الحق أن نتساءل أين ذهبت تلك الفرحة والغبطة؟ كان هنا شاب يطير فرحاً بسماع صوتها.. بالحديث معها حتى ساعات الصباح الأولى.. تراه يقول وهما غارقان في الحديث: (ياااه طلع الفجر ولم نشعر). أين ذهب هذا الشاب؟ ما الذي حدث؟
كل هذه العواطف الدافقة تختفي وتضمحل دون سبب أو مكدر واضح.
أليس من حقنا أيها العقلاء أن نسأل أين المشكلة؟ وما هو السبيل إلى الحل ؟
استمع لكلام أحد الأزواج وهو يصف زوجته..
هي هي نفس الكلمات.. نفس الاهتمامات.. نفس القصص التي قالتها مرات عديدة بل حتى نفس النكت التي ما عادت تضحك من كثرة تكرارها.. تغير شكلها كثيراً لكنها لا تتغير هي.. روحها.. طبعها.. ضحكتها.. حركتها في البيت.. تفاعلها مع أحداث اليوم.
وفي المقابل استمع لإحدى الزوجات..
أما هو فكما هو منذ سنين.. نفس مشاكل العمل.. نفس الأصدقاء.. نفس الشكاوي (باستثناء الشكوى من الطفل المزعج الذي لم يتركه ينام في الليلة الماضية!!).. حتى نفس الطلبات.
حياة تسير بروتين غريب.. فما الحل.. دعونا نتذاكر بعض هذه الأفكار الصغيرة:
النقطة الأولى: التغيير روح.. هي روح البحث عن الجديد.. الرغبة في أن نعيش حياة متجددة.. أن نجرب شيئاً جديدا ونستمتع به. وما من سبيل غلا أن نسعى لامتلاك هذه الروح وتنميتها في أنفسنا ومن ثم ننزلها على أرض الواقع أفكارا وأنشطة..
النقطة الثانية: اسعيا إلى ضخ الحب والمودة والعاطفة الجياشة في كل فعل تقومان به.. كل شيء يمكن أن نقوم به يمكن أن نصبغه بصبغة عاطفية رقيقة تمنحه روحا ورونقا جميلا: "هذا اللباس لم يكن جميلا إلا لأنك أنت التي لبستيه", "لا أشعر بلذة الأكل إلا إذا أكلته معك", " كم استمتع بالجلوس معك". كلمات قليلة وبسيطة لكنها عندما تكون صادقة فإنها تفعل فعل السحر بين الأزواج.
لقد عرفت بعض الأزواج الذين يقدمون الهدايا الثمينة لزوجاتهن (بدون نفس!) ويستغربون لماذا لا تشعر زوجاتهن بالغبطة والسعادة.. وأظن أن السبب أصبح واضحا جليا..
النقطة الثالثة: احذروا من الأمية العاطفية.. هي ليست أمية القراءة والكتابة ولكنها أمية قراءة العواطف. هي الفشل في التعرف على مشاعر شريك حياتنا والتعاطف الحقيقي معها. والإحساس بما يمر به من أزمات ومشاعر والوقوف معه (أو معها) عبر الاستماع الصادق الذي يقرأ ما خلف الكلمات.
النقطة الرابعة: لا تنسوا سحر الكلمة.. رغبتنا في سماع الثناء والمدح واحدة من حاجيتنا الأساسية.. سواءاً كنت وزيراً أو عامل نظافة سيبقى لديك الرغبة العارمة لسماع الثناء والمديح. لذا ابحثي كل أسبوع عن صفة جديدة في زوجك وامتدحيه بها. كوني سخية في مدحك ولكن أيضاً صادقة. لأنه لا أحد يسر من الإطراء الكاذب. (والخطاب للرجل أيضاً).
النقطة الخامسة: صناعة اهتمام مشترك. قال أحدهم : "الحب ليس أن تنظر في عين حبيبتك بل أن تنظرا سوية نحو هدف واحد ". عندما يصبح بين زوجين اهتمام مشترك فهما في الواقع يبنيان علاقة جديدة بنكهة جديدة.
الاهتمام المشترك له اوجه كثيرة من عمل تجاري صغير إلى الاشتراك في دورة تدريبية سويةً أو الانخراط في مشروع مشترك لحفظ كتاب الله أو قراءة سنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والتنافس في ذلك, أو وضع برنامج مشترك للصلاة في الليل أو بناء موقع إلكتروني أو ***** جمعية خيرية وغيرها الكثير من الأعمال المشتركة والتي قد لا تدر مالاً ولكن تمنح ما هو أغلى من المال.. "الإحساس بأننا نستمتع بالحياة لأننا سوية".. دعوني أكرر: (الإحساس بأننا نستمتع بالحياة لأننا سوية).
النقطة السادسة: الذكريات القديمة هي واحدة من مصادر المتعة بين أي شخصين عندما يسترجعانها ويتذاكرانها سوية. الذكريات أيها الأخوة والأخوات لا تطرق أبواب بيوتنا بل تصنع صناعة عبر خوض تجارب مشتركة في شتى مجالات الحياة مثل رحلة أو خوض غمار أي تجربة جديدة من أي نوع.
هذه بعض الأفكار العملية أرجو أن تؤتي ثمارها.. وتذكرا دائماً أن اجتماعكما كان إرضاءً لله وتنفيذا لتعاليمه, وما أروع أن تقوما هذه الليلة سوية بين يدي الله وتناجياه "يا رب فعلنا ما يرضيك فأرضنا وارض عنا".
منقوووووووووول
24
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
طويل لكن لا تحرمونا
رفعكم له للفائدة
بوركتم ووفقتم