قال لي : "كلما انتظمت في الصلاة؛ حصل لي مكروه، فإما أفقد وظيفتي، أو أقع في مشاكل مع من حولي، أو أدخل في أزمات أكون في غنى عنها وأنا قاطع للصلاة أو مقصر فيها."
أتساءل، ما الذي جعل الناس يربطون بين العائد المادي؛ والانتظام في العبادات؟
ما الذي أقنع الناس بأن مثوبة الامتثال؛ دنيوية صرفة واقعة في عالم الكد والسعي؟
من الذي أقنع المصلي أنه في حل من كل امتحان فقط لأنه انتظم في الصلاة؟
من الذي أخبر المتصدق بماله بأنه سيحصل على أضعافه في الدنيا، وحولنا من تصدق بآخر ما كان يمتلك من لقمة فبات طاويا، وغيره أقرض معوزا ثم اضطر هو أيضا للاقتراض بعد أن ضاق به الحال، و من تركت زوجا فاسقا لله ولم تعوض بزوج أفضل منه، وغيرهم كثير ممن يسعى، ويكد، ويسجد، ويقترب؛ لكنه فاقد لمال، أو لزوج، أو لوظيفة، أو لغيرها من مقومات الحياة؟
إنما العبرة ليس بما فقد من عائدات دنيوية، وليس بما أنعم الله عليه منها، وإنما بذلك الذي يقر في القلب فيملكه جنة الدنيا ونعيمها، ويجعله أسعد خلق الله وهو أفقرهم، إلى حين لقاء المولى؛ يوم العطاء الأكبر؛ حيث المثوبة حسنات وجنات.
هذه السنن؛ إنما تدبيرها بيد المولى الذي جعل الفتنة والابتلاء مصاحبة للإيمان، وبها يعرف صدق أو كذب السائر. فانظر إلى قوله سبحانه يذكر من أرادوا العيش الهانئ في دنيا الأكدار، ومن حسبوا أن إيمانهم مانعهم من الابتلاءات:
( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۖ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ)
وانظر إلى إغلاقه سبحانه باب المفاصلة عن المتذاكين الذين سيفضلون عدم الامتثال الذي ألفوا معه رغد العيش والرفاهية المادية التي قد يفتقدونها -قدرا- في حال الانقياد لأوامر الله، كما حال الزعم المصدر به هذا الكلام، فأتبع الحديث عن المؤمنين المبتلين؛ بالحديث عمن اختار الضلال السهل عن الامتثال المرهق، فقال جل وعلا:
(3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا ۚ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6)
الأستاذة وصال تقة
الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ملَك إنسان
•
جزاك الله خير
زائرة
•
جزاك الله خير الجزاء
الصفحة الأخيرة