قانون تفريج الكربات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والصلاة والسلام على سيدنا وحبينا محمد صلى الله علي وسلم
أما بعد ..

أحببت أن أبدأ ملخصي بمثال يسير لتقريب الفهم ..

فلو تأملنا السياره لماذا صنعت ؟
صنعت من أجل أن تسير .
لماذا وضع فيها المكبح ؟
وضع المكبح في أصل وظيفته يوقف السير ويتناقض مع علة وجود السياره لكنه ضروري جدا لسلامة الركاب .

وكذلك المصائب نحن في دار إبتلاء وأمتحان نحن في دار فينا نوازع نحو الأرض وإتجاهات نحو السماء
فعندما يغفل الأنسان قد يقع في خطأ والخطأ لابد أن يعالج من قبل رب العالمين قال تعالى : (( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ))


*الأمام الشافعي سؤل ندعو ربنا بالابتلاء أم بالتمكين
فتبسم وقال : لن تمكن قبل أن تبلاء*

الله عز وجل يؤكد ذلك في كتابه يقول :
((ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس و الثمرات وبشر الصابرين ))

هذه مصائب المؤمن مصائب المؤمنين مصائب دفع لباب الله ورفع لمقامات المؤمن
هذه مصائب كلها خير ..

تحدث القران عنها فقال :
(( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ))
الباطنه هي المصائب التي تصيب المؤمنين لكي يسوقهم لباب الله وتحملهم على التوبه وترقى بهم لأعلى المقامات , ولكن مصائب العصاه والمجرمين والفجار مصائب قصم واذا كان في هذا الأنسان بقية خير مصائب ردع ..

الدنيا مفعمه بالمصائب والاحزان هكذا جعلها ربي لكي نسعى للاخره الله جل علاه يربينا في الدنيا ويكرمنا في الاخره ..

~وهنا لفته جميله~

بأن الدنيا حظوظ المال حظ الوسامه حظ القوة حظ العمر المديد
أن هذا التوزيع في الحظوظ في الدنيا وزعها ربي توزيع إبتلاء
وسوف يوزعها في الاخره توزيع جزاء ..

قال تعالى : (( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً))

فالمؤمن عندما يقع في مصيبة
ماذا يفعل كي ينجو منها ؟

هناك قانون رباني للمخرج من الكربات ..

الله عز وجل يقول : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا))
الأنسان احيانآ يرى أن الأبواب قد غلقت كلها فيبداء يبحث عن المخرج
والحكمه بالغه بالغه ..

تغلق الابواب أمام المؤمنين أحيانآ ويفتح له هذا الباب فيه سعادته وسلامته ورقيه ..

ان زوال الكون أهون على الله من أن لا يحقق وعوده للمؤمنين سبحانه جل في علاه ..

اذا دخلت الى مسجد ورأيت فيه آلآف من المصلين إعلم علم القين أن معظم هؤلاء ساقهم الله سوقآ بتدبير حكيم وتربيه راقيه فكانت النتيجه أنهم اصطلحو مع ربهم وسلموا وسعدوا في الدنيا والآخره ..

لذلك يقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : (( عش ما شئت فإنك ميت وأحبب من شئت فإنك مفارق وأعمل ما شئت فإنك مجزي به))

قانون تفريج الكربات في هذه اآيه الجامعه المانعه
(( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ))
هذه الآيه لها سياق وهي تتحدث عن الشريعه في الطلاق ولكن من عظيم هذا القرآن أن كل آيه إذا نزعت من سياقها كانت قانونآ ..

مثلآ من يتقي الله في كسب الحلال يجعل له مخرجآ من إتلاف المال ..
من يتق الله في اختيار زوجته اختارها ذات صلاح ودين فسعد بها وكانت وفيه له يجعل له مخرجآ من الشقاء الزوجي ..
من يتقي الله في تربية اولاده تربيه اسلاميه صحيحه يجعل له مخرجآ من عقوقهم ..
من يتقي الله بالايمان والتوحيد يجعل له مخرجا من الشرك ..

صدقوا أيها الاخوه لزوال الكون أهون من أن لا تحقق نتائج هذه الآيه ..
أيها الأخوه الأحباب
قال تعالى : ((وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ))
ربنا وخالقنا في قرانه بين أن مكرهم يزيل الجبال من مواقعها ومع ذلك طمئننا ويقول (( وإن تصبروا وتتقوا لايضركم كيدهم شيئا))
إذا ما ساق الله لنا مصيبه إلا لمصلحتنا ويجمع كلمتنا ..
والله عز وجل لايسمح لطاغيه على الاطلاق يكون طاغيه الا ليوظف طغيانه لخدمة دينه والمؤمنين بلا شعور وبلا إراده وبلا أجر ولا ثواب ..

إذآ كل شي وقع أراده الله ..
إذآ كل شي أرده الله وقع ..
وإراده الله متعلقه بالحكمه المطلقه ..
والحكمه المطلقه متعلقه بالخير المطلق ..

لذلك فلنستبشر بهذا الدين
الدنيا زائله و الآخرة باقيه
الأنسان عندما يربح الآخره والجنه فقد فاز فوزا عظيما ..


ملخص محاضرة
دزراتب النابلسي