فيضٌ وعِطرْ

فيضٌ وعِطرْ @fyd_oaatr

فريق الإدارة والمحتوى

~ قبس من نور الشافي ~

ملتقى الإيمان

....

﴿الَّذِي خَلَقَنِي فهُوَ يهْدِينِ
وَالَّذِي هُوَ يطْعِمُنِي ويَسْقِينِ
وَإِذَا مَرِضْتُ فهُوَ يَشْفِينِ ﴾٨٠/٧٨ / الشعراء

::
الحياة مختبر لشتى الابتلاءات :
الأمراض .. الأوجاع .. وصنوف المحن ..
ولن يسلم من مكاره الدنيا أحد ..
لاشك إذن أنّ كلّ واحد رضته الأوجاع وأتعبته الآلام ..
كل واحد اختبر لون المرض الرمادي الذي يسلب من الحياة ألوانها ..
::
ندور في أروقة المشافي .. ونقرع باب الأطباء ..
وندون تواريخ المراجعات ..
ونداوم عليها مكرهين ..
ثم نتجرع غصص الدواء ..ومرارة العلاج ..
طالبين حلاوة العافية ..
تلك النعمة التي نغفل عن شكرها ونحن نعيشها ..
ونتبرم .. و نشتكي من هذا وذاك
فنحن كقول الشاعر :
أيها الشاكي وما بك داءٌ
كيف تغدو إذا غدوت عليلا؟!
::
العافية نعمة بل هي من أكبر النعم ..
لايعرف قدرها إلا من فقدها .::أما المرض فهو مديةٌ تجرح تكبر البشر ..
وتكسر شوكة الغطرسة والاختيال ..
المرض ذبول قد يكون مفاجئاً لزهرة العمر ..
تخفت به شعلة الحياة ، وتنتكس الحيوية والنضارة ..
إنه اختبار صعب .. للمريض ولأهله ..
إفاقة من غفلة .. انتباه من لامبالاة .. درس من دروس الصحوة
يقول : أيها الغافل انتبه ..قبل فوات الأوان !.
::
والله تعالى .. هو الشافي حين يبهضك المرض..
يشفيك بسبب ..
ويشفيك بلا سبب.
::
فإن مسّك الضرّ والسقم ..
اغسل روحك باسم الله ( الشافي ) ..
وتفيأ ظلاله ، وعش يقين هذا الإسم..
الذي يسكب الأمان في قلبك ..
ويهبك العافية .

::
من واقع الحياة ~
هي قصة الدكتور "جابلورد هاوزر" ..
من أشهر اختصاصيّ التغذية في العالم..
عاش تجربة مريرة ونجا منها بما يشبه المعجزة ..
فقد أصيب في صغره "بسل الورك"..
وأجريت له ست عمليات جراحية..
وتولى معالجته عشرات الأخصائيين
من أشهر الأطباء في أوروبا وأمريكا ..
وأصدرواجميعاً حكمهم عليه بالموت..!
وأذنوا لوالده أن ينقله إلى الريف ليستمتع بالهواء العليل
في آخر أيامه ..
وبينما هو يمشي وبيده كعكة باردة يقضم منها ..
إذ لقيه رجل طاعن في السن ونظر إلى عينيه الذاويتين وسأله :
هل تريد الحياة يابني ؟
فهز رأسه : نعم ..
قال له : كيف تحصل على الحياة وأنت تأكل طعاماً ميتاً ؟
عليك بني بالطعام الحي :
اللحوم والخضراوات وكل ماخلقه الله في الطبيعة ..
وما زال نضراً طريّاً ، وأثر الحياة عليه ..
:
دخلت النصيحة قلب الطفل وطبقها ..
وأصبح لايأكل إلا الطازج الترف ..
وشيئاً فشيئاً استعاد عافيته ، وصح جسمه ..
وبعد الكشوف والتحاليل تبين أن المرض قد اختفى ..!
ولم يعد له وجود..!
فسبحان الذي شفاه ..!
::
كبر هذا الطفل وأصبح من أشهر المعالجين بالغذاء
وأصدر كتاب ( الغذاء يصنع المعجزات ) يحكي تجربته فيه ..
وأفاد به الملايين.
::
ياترى من حكم على هذا الإنسان بالحياة ..
بعد أن حكم الجميع بموته ؟!
ومن لم يعجزه علاجه وشفاؤه ..
بعد عجز عنه الأطباء ؟!
هو الله الشافي لاغيره ..
يشفي .. بسبب وبغير سبب .
وهو سبحانه يشفي بالدواء ..
ويشفي بالصبر ..
ويشفي بالاستغفار ..
ويشفي بالتوبة ..
ويشفي بالصدقة ..
ويشفي بلاشيء.
.



الله وحده الشافي ..!
لايطلب لعبده غير الهداية ..
وأن يطرق بابه .. ويدعوه مخلصاً ..
موقناً أن الشفاء عنده والرجاء منه وحده
وأن لامخلوق يملك لأحد ضراً ولا نفعاً إلا أن يشاء الله
( وإن يمسسك الله بضرٍ فلا كاشف له إلا هو
وإن يردك بخير فهو على كل شيءٍ قدير ).

:
الله يبتليك بالمرض لتصحو من غفلتك وتعود إليه ..!
يبتليك بالمرض ليخبرك أنك ضعيف مهما بلغت من قوة وجاه..
لتتواضع وتعرف قدر نفسك ..!
يبتليك بالمرض وأنت ذا مال وبنين ليكسر حدة غرورك ..
يخبرك أنك لست في منعة ..
وانك بشر ضعيف مهما بلغت من مكانة
وأن مالك وجاهك ومنزلتك في الدنيا ..
لن تدفع عنك المرض فأنت وأفقر الناس سواء ..!
يبتليك بالمرض وأنت المؤمن ليختبر صبرك ويمحو ذنوبك
ويفيض عليك بالجزاء الأخروي ..
فهو تعالى يحبك ... ويحب لقاءك وقد حُتت خطاياك ..
وصفت مرآة صحيفتك ..
:
وحين يشاء الله يزيل أسباب المرض عنك ..
ويمنّ عليك بالشفاء ..
ويُجري في عروقك المريضة دماء العافية ..
تتحقق إرادته ومشيئته ..
:
الله الشافي
لن يحتاج إلى موعدٍ مسبق ليمنحك العلاج
أفرد سجادتك ..
وتوجه إلى ربك بقلب مفعمٍ باليقين والرجاء ..!
وانتظر لطف الله .

::
برح المرض بأيوب ونهش جلده حتى لم يبق فيه
مغرز إبرة سليماً ..
تشتت أهله وفقد أبناؤه ..
ضاع ماله .. وتركه أصحابه ..
نبذه جميع أهله وطرد من بينهم ..
وبقي على ذي الحال أعواماً لاأحد معه ..
غير رحمة الله.. ممثلة في زوجه ( رحمة ) التي بقيت ملازمة له
بعد أن نبذه جميع الناس ، وطرد من بينهم ..
فكانت تخدم بالأجرة وتطعمه نحواً من ثماني عشرة سنة
بلغ الجهد أشده على أيوب ..واشتد عليه الحال ..
وضاقت به السبل ..
وحين انتهى القدر المقدور
رفع يد الضراعة .. متوسلاً موقناً أن الله لن يرده :
( أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) ..
فاستجاب له ربه وكشف مابه من ضرّ ..
لقد اجتاز ايوب امتحان المرض بصبر ..
وآن أن يكشف الله عنه الأذى ...
فأمدّه بالأسباب ..وعوّضه خيراً ..
وكان الدواء أقرب مايكون لأيوب ولكنه لايدري
وحين شاءت إرادة الله أن يكشف عنه المحنة
أمره أن يضرب برجله الأرض:
( اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب )..
فكان هذا الماء الذي اغتسل وشرب منه ..
سبباً للشفاء ..
::
لن أنسى تجربة مريرة مرت بحياتي منذ سنوات خلت ..
داهمت أمي فيها أعراض مرض يستدعي جراحة عاجلة..
كانت كبيرة في السن ، والخطر محدق بها ..!
والظروف جد مؤلمة ..
وأنا معها وحيدة ليلتها في غرفة المشفى ..
وهي شبه واعية ..
والأفكار تتزاحم في رأسي والقلق يتآكلني ..
والصبح المرتقب يقرع بالخوف على قلبي منذ الآن ..
غداً العملية .. !
وأسوأ الاحتمالات تجثم على صدري بالهموم ..
وزاد ت وطأة الأمر عليّ حين شعرت بحركة غير عادية في الجناح..
وعلمت أن المريضة في الغرفة المجاورة قد انتقلت إلى جوار ربها
عندها شعرت بروحي تفر من مشاعري المكتظة ..
وتسقط في أوقيانوس اللاشعور
وصار قلبي كفؤاد أم موسى فارغاً ..
لايستطيع أن يبدي به ..
الذكر والدعاء على لساني ، ولكن ذهني شارد لايستوعب ..!
قمت أذرع الغرفة جيئة وذهاباً ..
وتوقفت عند الباب المغلق ..فوقعت عيناي على ورقة..
تركها أحدهم ملصقة بالباب من الداخل ..
الورقة كأنها تنادي : اقرئيني ..!
كانت الورقة عبارة عن أبيات من الشعر ..
لم تمرّ عليّ من قبل ..
شدّتني إليها ..
وتوقفت عند هذين البيتين أرددهما مراراً :
تزود من الدنيا فانك لا تدري..
اذا جن الليل هل تعيش الى الفجر
:
فكم من صحيح مات من غير علةٍ
و كم من سقيم عاش حينا من الدهر

:
لقد أصابت بسهمٍ .. موقع اليقين من قلبي ..
فصحوت من شرودي وقلقي وشعور الضياع ..
كما يفيق النائم من حلمٍ مزعج ..!
وفئت إلى ظلال رحمة الله ..
وزحف مايشبه السلام إلى قلبي..
وتخففت عن صدري أحمال القلق والخوف ..
وتساءلت :
لم أحمّل نفسي مالا تطيقه ..
والله قد جعل لكل شيء قدراً لانستطيع ردّه
ولا نملك تغييره؟
إن كان الله كتب لها الشفاء فأمره لايرد
ماعليك يانفس سوى التسليم لأمر الله ..
والتوجه إليه بالدعاء والرجاء ..
واتركي الأمور بين يديه يفعل مايشاء.
:
والحمد لله
فقد كان الشفاء !! وعاشت !.. إلى حين
:
حقاً صدق القول :
(وكم من مريض عاش حين من الدهر ..!)
:
ويشاء قدر الله أن يتحقق الشطر الأول من البيت
بعد زمن قصير ..
ففي حادث سيارة نعي إلينا خبر وفاة شاب
من الأهل .. وهو في ريعان صباه ..
فكان أن نزل علينا هذا الخبر نزول الصاعقة ..
خرج صباحاً معافى ..
ولم يرجع ..
(فكم من صحيحٍ مات من غير علّةٍ ..!)
سبحان الله ..!
:
ما زالت هذه الأبيات تتمثل لخاطري
كلما طرقت سمعي حكاية مريض ..
أو موت صحيح ..!
:
دعوة شفاء~
اجعلي كل مرض تمرين به أنت
أو يعانيه عزيز لديك ..
وسيلة إلى بداية عهد جديد ..
واجعلي قلبك راضياً بكل ماقدر الله
مستكيناً إليه ..
مستيقناً إن الشفاء بيديه
ولا تعتقدي أن المرض عقوبة لك ..
بل هو اختبار وغسل للذنوب .
وتوجيه لك ..
إلى المسار السليم ..
::
آ لهي أذهب البأس ربّ النّاس،
اشف وأنت الشّافي،
لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً.

::
رمضان باب دعاءٍ لايُرد .
12
886

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

في مهب الريح 2015
في مهب الريح 2015
اللهم اشف مرضانا ومرضى المسلمين

جزاك الله خير فيض وعطر
ورده الجوري
ورده الجوري


بارك الله فيك على طرحك المتميز جدا
وفقك الله لكل خير...
حنين المصرى
حنين المصرى
طرح مميز حقا أختي فيض
جزاك الله خيرا حبيبتي وشفي الله كل مريض وعافاه
سلمت يداك حبيبتي ودمت بود وحب دائمين غاليتي فيض الواحة الرقراق وعطرها
المحامية نون
المحامية نون
والنعم بالله فهو الشافي المعافي ....
اللهم اجعلنا من المتوكلين الراضيين بما كتبه الله لنا ..
شكراً لك فيض على تلك الكلمات القيمة
والطرح الوافي جزاك الله كل خير...❤
يارا7
يارا7
جزاك الله كل خير
الله يطمن قلبك ويهدي سرك
ويتقبل منك