قُبلة" د.غازي القصيبي وشبابنا العاطل

لا أخفيكم أني ضحكت كثيراً عندما قرأت قبل أيام خبر ( تقبيل ) وزير العمل الدكتور غازي القصيبي لأحد الشباب والذي يعمل في أحد المطاعم وكيف واجه (المتملقون) هذا السلوك بموجة تصفيق ( صفراء ) عارمة مكافأة ً لتلك ( القُبلة ) وإرضاءً لطموحاتهم ( التملقية ) حتى وصل الخبر إلى جميع وسائل الإعلام والتي بدأت تظهر ( الأضحوكة ) صوتاً وصوره !!

إن ضحكي لم يأتي سخريةً ممّا يحدث إنما جاء نتيجة ألمٌ يعتصر فؤادي وقد قيل بأن شرَ البلية ٍ ما يضحك والطير دائماً يرقص ٌ مذبوحاً من الألمِ ، فمجتمعنا ولله الحمد يزخر بالجامعات الشامخة والكليات المتعددة والأقسام المختلفة والتي تستوعب الكثير من العقول وتنتج الكثير من الإبداع والتميز وقبل ذلك فهي تحتوي شبابنا خير احتواء ، كذلك فإن مجتمعنا مجتمع يٌشكل فيه الشباب نسبة الستين بالمائة على عكس باقي المجتمعات والتي لو مشيت في أحد شوارعها لوجدت الكهول والعجائز يتكئون على عصيهم ويكاد تندر فيهم فئة الشباب ومع ذلك فهم يقفزون قفزات هائلة في مجال العلم والعمل حتى يشكّلوا مجتمعاً يرتقي إلى سلالم العلا والتميز !!

ونحن هنا شبابنا نسبتهم تتجاوز الستين بالمائة و( نُقبلهم ) لأنهم يعملون في أحد المطاعم ومع ذلك نصفق لهم في ظل ٍ غياب شبه كامل للجدية في طرح المواضيع التطويرية والتخطيط الفعّال لأوضاع الشباب التي تسوء يوماً بعد يوم، حتى نرتقي بعدها بشبابنا إلى مستويات عليا في العلم والعمل الجاد والذي ينافس الآخرين على القمة !!

لا يخفى على الجميع بأن مجتمعنا يمتلك ميزانية كبرى نحتاج أن نستثمرها لشبابنا الذي يملأه الحماس للعمل من أجل الوطن ومن أجل أن يرتقون بعقولهم وأنفسهم وأسرهم ، ولا نحتاج أن نستثمرها في مجالات قد لا تفيـــــد مجتمعنا !!

وأين نستفيد منها والنتيجة هي شباب سعودي يكاد يحيط فيه الضياع مجبراً وليس محباً له وشباب يكاد لا يملك قوت يومه وشباب قد وقع في براثن الإدمان والدمار والاعتداء على أنفسهم الطاهرة ومجتمعهم الطاهر !!

إن الشباب السعودي لديهم من الطاقات والقدرات ولكن للأسف في كل ٍ يوم نفقد نسبه منهم بسبب وقوفنا أمام طموحاتهم وقضاياهم بشيء من الجمود المقارب للموت !!

دائماً ما نفخر و( نتشدق ) عندما نسمع قصة شاب سعودي سائق ( لليموزين ) وآخر طاهياً في أحد المطاعم مع إني لا أرى للفخر في هذا الأمر أي داعي لأن شبابنا يمتلك من المقومات ما تؤهلهم حتى يصلوا إلى مستويات أعلى بكثير من سائق ( تاكسي ) أو طاهي أو حتى بائع بسيط !!

إن مجتمعنا السعودي وكما يعلم الكثيرون مجتمع محسود من أغلب المجتمعات الأخرى لما يملكه من ميزانية ضخمه ومن قدرات شبابيه عاليه ووزارات منظمة وقادرة على وضع الحلول الناجحة التي تقضي على المستجدات المؤلمة والتي يواجهها شبابنا .

إن شبابنا وللأسف أصبح يفقد ثقته بمجتمعه لأنه وببساطه بدأ يشعر بأن مجتمعه يفقد ثقته فيه وما مسألة أن ننادي بأن يكون هناك ( حلاقين ) سعوديين أو غيره إلا ترجمه لفقد هذه الثقة !!

دكتور غازي إن أخشى ما أخشاه أن نُصفق قريباً لخبر افتتاح أقساماً أكاديمية تختص بمسألة تعليم الحلاقة حتى نُخرج حلاقين أكاديميين ، أو نُنظم لدورات تدريبيه وتعليمية نشرح من خلالها طريقة توصيل ( البيتزا) من أيدي الشباب السعودي لمنازلنا !!

أتمنى في نهاية سطوري أن لا نصل إلى مرحلة يتعدى فيها الضحك إلى أولئك الذين يمتلئون حسداً على مجتمعنا وشبابنا العاطلين !!

يا تُرى هل ( قُبلة ) الدكتور تؤكل شبابنا عيشاً حتى مع زحمة التصفيق !!

لا أعتقــــــــــد ..


صحيفة سبق الالكترونية

ودمتم لقلب يحبكم في الله