قبل أن أنــــام أســــامح الأنــــــــــام حتى يرتاح ضميري ويهدأ تفكيري

الأسرة والمجتمع

الحمدالله رب العالمين يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ...




أختي القارئة



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


لك أن تتخيلي صعوبة الموقف ،،
حينما تختلف اثنتان قريبتان إلى نفسك
ويزداد الأمر سوءاً عندما لا تدرين مع أيهما الحق ،،
فهذه قوية حجتها لدرجة أنها تستهويك في الخطاب ..
أما الأخرى فتسبق عَبَراتها عِبَاراتها فتعودين على الأولى باللّائمة والعتاب !
واعجبي ثم اعجبي ثم قفي حائرة !!!
حينما تحلف كل واحدة أنها على حق والأخرى ظالمة جائرة !!!
طبعاً لا نريد أن نفتح ملف تحقيق معهما ونوسع دائرة الخلاف ،،
و لا نريد أن نزيد الطين بلّة ونجاري واحدة على حساب الأخرى

قامت إحدى قريباتي واستعملت الحكمة واللين ،،،
وحركت جانب الدين ...
وذكّرت بنعمة العافية وأجر العفو وكظم الغيظ وعاقبة الصبر وأثر سلامة الصدر ...
نعم ،،،، الحل لا يكون إلاّ بربط كل طرف بخالقه
وتذكيره بأن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور
وأن كل إنسان مسؤول عن عمله وقوله ...
والدنيا مهما طالت قصيرة ..
فإذا كنت أنت المسلم المعافى تشقي نفسك بالقيل والقال وسوء التفاهم وتوقد في قلبك فرناً من العداوات والأحقاد حتى يغلي منها تفكيرك
فماذا تركت للمهموم والعاجز والمريض والمحروم ..؟؟!!

فلا أنت مرتاح رغم ما تتمتع به من نعم يتمناها كثير كثير …
وقد تهدم صحتك بنفسك ،
نسأل الله أن يرحمنا فأنفسنا تحتاج إلى وقفة محاسبة ...
فلماذا ننشغل بغيرنا
ونجعل للشيطان ثغرة ليفسد العلاقات ويفرق الجماعات ؟؟
نحن لسنا في مأمن أن يغير الله علينا إذا لم نتوجه الى الله بالتوبة النصوح والدعاء ،
وتصفية القلوب من الحسد والغل والشحناء.
نسأل الله أن يلطف بنا ويردنا إليه رداً جميلا ..




لتترك الناس وشأنهم وإن نالك منهم ضرر أو أذى ،،
فلك البشرى الربانية على صبرك





قال تعالى : وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ





وقال تعالى : وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ





ولك العقبى الحميدة في عفوك



ففي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه ،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
(.....وما زاد الله عبداًبعفو إلا عزاً وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)





والعز هنا يشمل عزاً ومحبة في قلوب الخلق في الدنيا وعزاً في الآخرة.





هذا وإن كان شديداً على النفس، إلا أن الله يعين العبد إذا علم صدقه وإخلاصه،





سبحان الله لا يزال الإسلام بخير يهذب أهله ،،
سرعان ما هدأ البال وصلح الحال .
والمرأة بالذات تحتاج إلى الكلمة الطيبة الهينة اللينة ..

وحتى نرضي الرب ونعيش روعة الحب
ما أحوجنا إلى سلامة القلب !
لأن القلب ملك الأعضاء في صلاحه صلاح للجسد كله ..
وفي سلامته راحة لجميع الجوارح ..
يقول ابن القيم ( القلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا فسلم من كل آفة تبعده عن الله)
والقلب هو محل نظر الرحمن كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)
ولذلك على الإنسان أن يصلح قلبه في تعامله مع خالقه ثم في تعامله مع مجتمعه ...
سليم القلب إذا رأى أخاه المسلم في نعمة فرح له ،،
وإذا لحقه أذى رحمه ورجا الله أن يفرج كربه ..
* سلامة الصدر سبب في دخول الجنة وصفه من صفات أهلها
(ونزعنا ما في قلوبهم من غل)
* صاحب القلب السليم يجد لذة في العبادة وأنسا بالصالحين
ومحبة للحق وخوفا من الله
لأن قلبه صحيح سليم من الشرك والنفاق والحقد والشقاق مملوء بمحاسن الأخلاق..

وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلّم حتى مع أعدائه كانوا إذا ضربوه قال :
( اللهم أغفر لقومي فإنهم لايعلمون)
فما أروع إحسان الرسول صلى الله عليه وسلّم هنا
في أربع مقامات :
عفوه عن قومه ..واستغفاره لهم ..و اعتذارهم عنهم بأنهم لايعلمون ..
و استعطافه بإضافتهم إليه (لقومي)


* ما أسعد أصحاب القلب هنيئاً لهم وفد ملا قلوبهم الإيمان هنياً لهم بأتوا وليس في قلوبهم غلاً للذين أمنو طوبى لهم وحسن مآب ...
* ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا



روى الطبراني في معجمه الكبير بسند ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا شداد بن أوس إذا اكتنـز الناس الذهبَ والفضةَ فاكْنـز هؤلاء الكلمات:
( اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب"



أسأل اللهالكريم بمنه وكرمه أن يجمع المسلين على الحق ويؤلف بين قلوبهم.
و يجعلني وإياكم والمسلمين من الصابرين الشاكرين، وأن يرزقنا العفووالعافية في الدنيا والآخرة
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...










































27
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عروس ابها
عروس ابها
ماشاءالله عليك .. كلامك روعه وعين العقل والحكمه .. الله يرضى عليك ويوفقك ويجزاك عنا خير الجزاء
المشتاقه لامها
جزاك الله خير علي هذا الطرح الرائع
cafee gerls
cafee gerls
جزاك الله خير علي هذا الطرح الرائع
جزاك الله خير علي هذا الطرح الرائع
قد اصبتي في مجتمعنا العله


وشخصتي الداء



وصرفتي الدواء



فهل من قلب متعظ


او لبٍ يعقل


فقلب المؤمن كالارض الخصبه حينما تستقبل وابل المطر تنبت وتثمر


كلامتك رائعه



هي كالبلسم للجراح


وكالماء حين الضمأ


اسال الله الذي جمعنا في دنيا فانيه ان يجمعنا في جنة قطوف دانيه



اسال الله لك التوفيق

منااار
منااار
جزاك الله خير على هذا الطرح الرائع
حـكـايـة طـهـر
اللهم آمين
دعوات تثلج الصدر
أسعدني مروركن حبيباتي
ورااااااااق لي هذا الرد الرقيق والحرف الأنيق
بارك الله فيكن وحقق أمانيكن
ونفع بنا وجعل ما تخطه أيماننا حجة لنا ...