سنابل العطاء

سنابل العطاء @snabl_alaataaa

عضوه شرف في عالم حواء

قبل أن يرحل رمضان.

ملتقى الإيمان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دع البكاء على الأطلال والدار *** واذكر لمن بات من خل ومن جار
وذر الدموع نحيباً وابك من أسف *** على فراق ليال ذات أنوار
على ليال لشهر الصوم ماجعلت *** إلا لتمحيص آثام وأوزار
يالائمي في البكاء زدني به كلفاً *** واسمع غريب أحاديث وأخبار
ما كان أحسننا والشمل مجتمع *** منا المصلي ومنا القانت القاري



وداعاً يا شهر يا رمضان ! وداعاً يا شهر الخيرات والإحسان ! وداعاً يا ضيفنا الراحل ! مضى كثيرك ولم يبق بين أيدينا منك إلا أيام قلائل ، عشر تجاورنا اليوم وهي إلى الرحيل أقرب من البقاء ،

ولئن قال ابن رجب في لطائفه عند الفراق : ياشهر رمضان ترفّق ، دموع المحبين تدفّق ، قلوبهم من ألم الفراق تشقّق . عسى وقفة للوداع تطفيء من نار الشوق ما أحرق ، عسى ساعة توبة وإقلاع ترقع من الصيام ماتخرّق ، عسى منقطع من ركب المقبولين يلحق ، عسى أسير الأوزار يُطلق ، عسى من استوجب النار يُعتق .

فما أحرانا بتدبّر قوله ، وفعل يطفيء حرارة الوداع .

أيها الأحباب قبل أن تُشيعوا ضيفكم الميمون عودوا إلى أنفسكم حفظكم الله وتأملوا ماذا قدّمتم بين يديه ؟ وما هي الأسرار التي بينكم وبين ربكم في أيام شهركم وسيرحل بها رمضان ؟

هاتفني شاب في رمضان بعد سماع إحدى المواعظ وحدثني في الهاتف حديث طويل أذكر من قوله : أشعر من حديثكم أنكم تشعرون بفقد الشهر ، وتتحسّرون على فوات أيامه ؟ فلماذا أنا لا أشعر بذلك ؟ وبعد حديث طويل عن سر فقد الفرحة في قلب من يحاورني

قال لي : عفواً أخي في شهر رمضان أسررت المعصية ، وتجاهلت الطاعة ، وكم هي المرات التي لا أشهد فيها صلاة التراويح ، وإن شهدتها فصورة بلا معنى ، وحركات بلا روح ، القرآن عهدي به من زمن بعيد ، وقد حاولت أن أمد يدي إليه مع جملة الذاكرين لكن نفسي حبستني عن الاستمرار وهاأنا لا زلت في بدايته إلى اليوم .

أما المعصية فتدفعي لها نفسي دفعاً حتى أنني واقعت أنواعاً من المعاصي مراراً في شهر رمضان فعيني تخطّت ستار المعروف واجتالت في حرمات الله تعالى ، وأذني أبت إلا أن تتجاوز حدها الشرعي فانتهكت ماحرم الله ، ونفسي التي بين جنبيّ جاهدتها كثيراً فكابرت ومانعت واستعصت علىّ ، بل ما زالت بي حتى أوقعتني في الفاحشة ...........

ومازال يحدّث حتى أنهار باكياً ، واستعبر أمامي في البكاء ، وأخذ يردد أثناء حديثه أخشى أن لا أكون ممن غفر الله لهم ، أو تقبّل منهم ، أخشى أن يختم الله لي بخاتمة السوء ! فأصبح أسير أحزاني ! أنا لست وحيداً في طريق اليأس فكثير من الشباب أمثالي ،

فما زلت به أخفف عنه هذه الآلام حتى عاد يسمع حديثي من جديد فقلت له أخي الشاب لازال في الأمل فسحة ، وفي الوقت بقية ، والعبرة بالخواتيم . وأنا وإياك نشهد هذه العشر المباركة فهل يمكن أن تضع يدي في يدك وتعاهدني على المسير فقال أي والله مسير يعيد لي الفرحة والبسمة في حياتي من جديد لم لا أقبل به ؟ ولما لا أعيشه وقد عشت كل معاني الحرمان في المعصية والدأب عليها ؟ فقلت له أقبل حفظك الله إلى حديث ، أرعني سمعك ، وجُد علىّ بشيء من وقتك فعندي سر السعادة التي تنتظرها ، عندي لك قول الله تعالى : (( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم )) دواء للمنكسرين من أمثالك لكن بشرطها الوحيد : التوبة الصادقة التي رأيت من آثارها أثر الدموع بين عينيك .

وعندي لك قول رسولك صلى الله عليه وسلم : (( لله اشد فرحاً بتوبة عبده عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة ، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها ، فأتى شجرة قاضطجع في ظلها ، وقد أيس من راحلته ، فبينما هو كذلك إذ هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح : اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح . متفق عليه من حديث أنس . إذاً لم يبق عليك حفظك الله إلا الإقبال على ما بقي من شهرك إذ هذه الأيام هي الخاتمة ، وهي سر الشهر ، وأفضل أيامه على الإطلاق ، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول عنه عائشة رضي الله عنها : (( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجدّ ، وشد المئزر )) ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة .

هذه الليلة العظيمة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ماتقدم من ذنبه )) متفق عليه من حديث أبي هريرة . وقد أخبر الله عن هذه الليلة أنها خير من ألف شهر في كتابه المبين فقال تعالى : (( إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ماليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر )) وأخبر رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة في ليالي العشر حين قال صلى الله عليه وسلم : (( تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان )) أقبل على عشر رمضان حفظك الله بكل جهدك وقوتك واحرص على أن يكون ختام شهرك ختاماً حياً مباركاً ، تزوّّد فيها بالطاعات ، احرص على الفريضة مع الإمام والله الله أن يشهد الله عليك أو حتى أحد من خلقه تخلُفاً عن الجماعة بنوم أو كسل ، إلزم النافلة القبلية والبعدية ، واحرص على أداء صلاة التراويح والقيام مع جموع المسلمين ، ولا زم فيها دعاء : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني فهي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأم المؤمنين .

أكثر من قراءة القرآن ، ونوّّع في القراء مابين حدر وترتيل ، ولتكن عنايتك بالتدبّر لآيات القران الكريم فإن في ذلك خير كثير . قم برعايتك والديك وقبّل رأسهما كل مساء ، والزمهما بالطاعة والبر فإن ذلك من أعظم فرص استغلال شهر رمضان . صل أرحامك ، وتعاهد جيرانك فإن ذلك من خلق المسلم . وإنني إذ أدعوك إلى التمعّّّن في هذه الأحاديث إنما أدعوك للتحرر من الكسل واستقبال الآخرة ، والإقبال على عشر رمضان الأخيةر ففيها بإذن الله تعالى سر السعادة المرتقبة التي تبحث عنها ، وإنما حين أقرر لك أن هذا هو طريق السعادة آمل منك أن تجرّب هذا الطريق ولن تجد أجمل منه ولا أسعد على وجه هذه الحياة ،

وهؤلاء الذين تراهم في مجتمعك تبرق أسارير وجوههم يالاستقامة هم كانوا مثل ما أنت فيه الآن من الحيرة والاضطراب ، والهم والغم ، وخاضوا هذه التجربة في بداية حياتهم وحينما وجدوا المفقود والسر الغائب في حياتهم قرروا التوبة ، وهم اليوم وكل يوم يرددون قول القائل : والله إنها لتمر بي ساعات يرقص فيها القلب فرحاً من ذكر الله . ويلهجون بقول الله تعالى : (( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )) وفقك الله وسدد خطاك وعلى طريق الخير بإذن الله تعالى نلقاك .

المصدر: صيد الفوائد.



تقبل الله منا ما مضى من رمضان،
وبارك لنا فيما بقي من رمضان،
وختم لنا رمضان بالعتق من النيران.

اللهم بلغنا رمضان مرات عديدة وأزمنة مديدة.
4
460

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أمونة المصونة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً أختي سنابل العطاءعلى التذكرة..

فلم يبقى من رمضان إلا أيام معدودة..

ومازال هناك فرصة لتجديد التوبة مع الله قبل أن ينقضي شهر رمضان..

تقبل الله منا ومنك صالح الأعمال..
ورده الجوري
ورده الجوري
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير...غاليتي..سنابل العطاء

اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتقبل صيامنا وقيامنا واختم بالصالحات أعمالنا
...آميــــن.

:26:
سنابل العطاء
سنابل العطاء

أختي الحبيبة أمونة المصونة:

أهلاً بك.

وإياك أخية.

رحل رمضان وتركنا.

رحل رمضان وترك قلوبنا منفطرة.

اللهم اجبر كسرنا بمفارقة الحبيب.

وبلغنا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.

نفعك الله أختي أمونة ونفع بك.



أختي الغالية ورده الجوري:

وإياك أخية.


اللهم آمــــيـن.

وفقك الله وثبتك على دينه.

ويسر لك الخير أينما كنت.
سنابل العطاء
سنابل العطاء

أخواتي الغاليات:

أعجبني هذا الحوار فأحببت أن أنقله لكم.


أخذ مكانه في مصلى العيد .. وبدأ يناجي نفسه ويحادثها ويسترجع
معها شريط الذكريات لشهر كامل ... شهر مضى وكأنه يوم واحد ...
جلس وهو يعتصر ألما على تلك الليالي التي تصرمت .. والأيام التي
تقضّت .. ومما زاد ألمه أنه قارن نفسه ببعض من حوله فإذا المسافة
بينه وبينهم كبيرة !!
لقد دخلوا الميدان معه في في ساعة واحدة .. ولكنه تباطأ وسوّف ..
بل ونام كثيراً حتى سبقه السابقون .. لقد حاول أن ينظر إليهم عن قرب
فلم يستطع .. فقد سبقوه سبقاً بعيداً وظفروا بالجوائز الكبرى !!
استنجد صاحبنا بذاكرته ليقلب من خلالها صفحات عمله في هذا الشهر
الذي انصرم .. لعله يجد فيها ما يرفع من معنويات نفسه المنكسرة ..
فبدأ يقلب صفحات البر التي تيسر له أن يقوم بشيء منها ..
ففتح صفحة قراءة القرآن .. فإذا هو لم يكد يصل إلى ختمة واحدة
إلا بشق الأنفس !!
وهو يسمع - ليس في أخبار السلف السابقين - بل في أخبار أناس
حوله من الصالحين ومن الشباب من ختم خمس ومن ختم ست
ومن ختم عشر مرات !!
حاول أن يخفف حسرته هذه ليفتح صفحة البذل والجود والعطاء لمن
هم حوله أو لمن هم خارج بلاده من منكوبي المسلمين .. خاصة
وأنه يعلم أن الله تعالى قد أعطاه وأنعم عليه بالمال .. وإذا هو لم يكن له
النصيب الذي يليق بمثله من الصدقة والصلة والإحسان ..
فالسائل والمحروم ليس لهم من ماله في هذا الشهر إلا النـزر اليسير
بل قد يكون بعض كرام النفوس الذين عافاهم الله تعالى من شح النفس
- مع قلة ذات أيديهم - أكثر منه بذلاً !!!!!
.. تنهـد .. سكـت قليلاً ..
أشاح بوجهه عن هذه الصفحة .. وحاول أن يخفي ألمه وحسرته
بتقليب صفحة أخرى لعله يجد نفسه سابقاً ولو في ميدان واحد .. فإذا
بصفحة صوم الجوارح تواجهه !! وهنا أسقط في يده !!!
لقد تذكر ليال كثيرة أطلق لبصره ولسمعه وللسانه فيها العنان
تذكر تلك المجالس التي يجتمع فيها هو وأصحابه على مشاهدة البرامج
التي يعدها قطاع طريق الجنة في هذا الشهر المبارك من الدعاة إلى
أبواب جهنم ببرامجهم الفضائحية ... من أفلام ومسلسلات يستحي العاقل
- فضلاً عن المؤمن المشفق على قلبه وعمله - أن يشاهدها في غير
رمضان فكيف في شهر الرحمة والرضوان ؟!
تذكر كم ضاع وقته في تتبع المسابقات الدنيوية في الصحف والقنوات
التي أشغلته عن المسابقات الآخروية ... تذكرها وهو يبكي على
ما أصيب به من خذلان !!!
لقد أشغل نفسه بمسابقات نسبة فوزه بها في أحيان كثيرة تصل
إلى الواحد من 500,000 أو أكثر !! وكيف أعرض عن مسابقات
الفوز فيها مضمون ؟!
وأي فوز هو ؟!! إنها أنهار .. وقصور .. وجنات .. وحور عين
كأمثال اللؤلؤ المكنون .. ونسبة الفوز فيها لمن أخلص وتابع
مضمونة 100% !!
فهل بعد هذا الحمق .. حمق !!!
وبينما هو جالس في مصلى العيد .. التفت صاحبنا فرأى بعض أصحابه
في الجلسات الرمضانية ، رآهم في أحسن حُلّة .. وأجمل لباس ..
والابتسامات تتوزع هنا وهناك ...
ولما حوّل بصره إلى ناحية أخرى نظر فإذا جملة من العباد والصالحين
في مقدمة الصفوف ممن عرفهم بأنواع الطاعات وأصناف القربات ..
رآهم والبشر والسرور يطفح على وجوههم .. وكأن الواحد منهم
- لولا خشية إفشاء العمل - لقال بلسان حاله : هاؤم اقرؤوا كتابيه !!
لقد لبسوا الجديد كما لبسه أصحابه .. ولكن شتان بين جديد وجديد ...
وشتان بين ابتسامة وابتسامة !!
هنا .. أخذت الأحاسيس تتردد في نفسه .. وبدأت الأسئلة تتدفق على
ذهنه ... هؤلاء أصحابي الذين أمضيت ما أمضيت معهم من الوقت
فيما لا فائدة فيه وفيما حرَّم الله أحيانا .. على ماذا يبتسمون يا ترى ؟
أيبتسمون ويضحكون على التخلص من رمضان ؟ أم فرحا بإطلاق العنان
لشهوات النفس ؟ أم على لبس الجديد ؟ أم على ماذا يا ترى ؟
طافت به هذه التساؤلات وهو يقلب طرفه في أولئك الصالحين والعباد
وهو يتذكر ما قرأه في بعض الكتب .. وهو أن الصالحين يفرحون
بالعيد لتمام نعمة الله عليهم ببلوغ الشهر .. والرجاء يحدوهم أن يتقبّله
منهم ! وتذكر تلك الكلمة التي سمعها من إمام المسجد ..
والتي كان الإمام يحيى بن أبي كثير يقولها إذا جاء شهر رمضان :
اللهم سلمني لرمضان وسلم لي رمضان ، وتسلمه مني مُتقبلا ...
خرج صاحبنا من مصلى العيد .. وهو يعد نفسه الوعود الصادقة ..
ويمنيها بالعزمات الأكيدة .. ويقول في نفسه :
لئن أحياني الله تعالى إلى رمضان القادم ليَرينَّ اللهُ ما أصنع !!
ولأعيشنَّ هذه الفرحة التي عاشها الصالحون العاملون ...
هذه - أخي الكريم - مشاعر نادم على التفريط .. جالت في ذهنه
وبسرعة وهو في مصلى العيد ...
وهي بالتأكيد مشاعر كل مؤمن في قلبه حس وإدراك لفضائل هذا الشهر
الكريم ومناقبه وعظيم منزلته عند الله ..
ودارت الأيام .. وأقبل شهر رمضان .. وهاهو اليوم ينقل لكم عزمه
وتصميمه على استغلال أيام وليالي هذا الشهر المبارك
بكل ما يستطيع .. فقد تقطع قلبه شوقاً إليه ...
وما له لا يشتاق .. وهو يسمع قول الحبيب صلى الله عليه وسلم :
"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ؟
" ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ؟
" ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " ؟
أَيلام هذا ؟! وهو يعلم أن الذي يعده بهذه الكنوز ليس قناة فضائية
ولا صحيفة ولا مجلة .. بل الذي يعده هو محمد
- صلى الله عليه وسلم- ؟!.
أًيُلام هذا على شوقه .. وهو يسمع حديث المصطفى عليه الصلاة
والسلام :
" إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار
وصفدت الشياطين " ...
هو متيقن كل اليقين أن أبواب الجنة ما فتحت من أجل الملائكة !
ولا من أجل الجبال ! ولا من أجل الشجر ! ولا من أجل الدواب !
بل فتحت أبواب الجنة من أجله هو وإخوانه المؤمنين إنسهم وجنهم ...
من ذا الذي يلومه ؟! وهو يسمع قول النبي - صلى الله عليه وسلم- :
" من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات "
وقد علم أن القرآن ثلاثُمائة ألف حرف تقريباً .. أي أنه في الختمة
الواحدة له ثلاث ملايين حسنة !!! وفضل الله أوسع وأعظم ولسنا نعده
ولا نحصيه .. فإذا ضوعفت الحسنة إلى سبعمائة ضعف ، فمن الذي
يستطيع عد ذلك ؟!
وبعـد .. أخي الغالي ..
إن القلب ليملي على البنان عبارات اللوعة والأسى ..
فالسلف رحمهم الله كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر حتى يبلغهم رمضان ..
فإذا بلغوه اجتهدوا في العبادة فيه .. ودعوا الله سبحانه ستة أشهر أخرى
أن يتقبله منهم !!
أما أصحاب الفضائيات والإذاعات في زماننا .. فإن معظمهم يستعد
لرمضان قبل مجيئه بستة أشهر بحشد كل فيلم خليع .. وكل مسلسل وضيع ..
وكل غناء ماجن للعرض على المسلمين في أيام وليالي رمضان ..
لأن ( رمضان كريم ) كما يعلنون !!!!
ولسان حالهم يقول : شهر رمضان الذي أنزلت فيه الفوازير والمسلسلات !!
ولأن مردة شياطين الجن تصفد وتغل في شهر رمضان .. عزّ على إخوانهم
من شياطين الإنس الذين يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ! عز عليهم
ذلك فناوؤا دين الله تعالى وناصبوه العداء .. وأعلنوا الحرب ضده
في رمضان بما يبثونه ليل نهار على مدار الساعة على كثير من الشبكات
الأرضية والفضائية !!!
آهٍ من لوعة ضيف عزيز كريم بين قوم من الساهين الغافلين !!!
فيا غافلاً عن شهر رمضان إعرف زمانك ..
يا كثير الحديث فيما يؤذي إحفظ لسانك ..
يا متلوثاً بأوحال الفضائيات والجلسات إغسل بالتوبة ما شَانَك!
رغم أنفه في الطين والتراب من كان رصيده في رمضان
( الأفلام ) و( المسلسلات ) ، وبرامج المسابقات !
فيا من أسرف على نفسه وأتبعها الهوى .. وجانب الجادة في أيامه وغوى ..
هاك رمضان قد أقبل فجدد فيه إيمانك .. وامح به عصيانك ..
فهو – والله – نعمة كبيرة .. ومنة كريمة .. وفرصة وغنيمة ..
فإن أبيت إلا ملازمة المعاصي في رمضان .. فإني أقولها لك صريحة :
أحسن الله عزاءك !!!

منقول.


اللهم بلغنا رمضان أعواماً عديدة وأزمنة مديدة واجعلنا فيه من عتقائك من النار ...