غصن الفرح

غصن الفرح @ghsn_alfrh

محررة ذهبية

قبل إنقطاع الكهرباء

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم
..... قبل إنقطاع التيار الكهربائي كانت " الأم " تجلس في ركنها المعتاد
وأمامها الشاي ..
و فوق الطاولة الخشبية المستديرة أطباق الخبز المقطع والكعك والشوكولاته .
في هذا الركن تفوح رائحة الخميرة والكمون
و رائحة الشوكولاته المحمصة المتماوجة بألوان الذهب ..

في هذا الركن ترتسم صورة " الأم " الذائبة بألوان الأصالة والتقاليد .
بين يديها إبريق الشاي ، وفي فمها أمثال وحكم
وفي ذاكرتها حكايا الأطفال المتوارثة عن الأمهات والجدات
نادت " الأم " البنات والأولاد بأسمائهم ..
أحداً لم يستجيب لـ ندائها ..
الكل مشغول بهواياته وواجباته المدرسية وعوالمه .. ،
وضعت " الأم " يدها على خدها ..
وعادت بها الذاكرة إلى أيام كانوا صغاراً يتوسدون ركبتها
وينامون على صدرها ويتحلقون حولها عند تناول الوجبات
واليوم لا أحد يكترث في أن يشاطرها هذه
التي انقرضت عند الكثير من العائلات ..

الإبن الأكبر يقابل الحاسوب وكأنه في حالة معركة مع الدنيا ..
البنات منشغلات بأحداث الحلقة الأخيرة من المسلسل العربي المشهور ..
الصغير منسجم مع ألعابه الإلكترونية الحديثة ..
الأب ينتظر مكالمات ستأتيه من أصحابه المهمين ..

أعادت " الأم " نداءها أكثر من مرة إلى أن تلبسها اليأس والملل
لا أحد يُقدر مدى تعبها طوال اليوم ..
لا أحد يدري مدى حاجتها للحوار مع أسرتها ..

إنقطع التيار الكهربائي ..
وقرقعت الأجهزة الكهربائية معلنة حالة توقفها ..
ساد الظلام .. وساد الصمت والترقب ..
جاء " الأب " حاملاً شمعة أنارت المكان .. ،
في هذه اللحظة جميعهم أقبلوا وألتفوا حول " الأم "
تركوا خلفهم الظلمة والأجهزة الساكنة وأصبحت هذه الشمعة محور إهتمامهم ..

إمتدت أصابعهم لالتقاط قطع الخبز المعجون بالكمون
انفتحت أكفهم للإمساك بحبات الشوكولاته ..

على ضوء الشمعة أقترب الأبن الأكبر من والده
وشرح له باستفاضة كل المشاكل التي يعانيها في عمله الجديد ..،
الأبنة الكبيرة حدثت والدها عن مشروع تخرجها ..،
الصغار شاركوا وقالوا كلاماً كثيراً ..،

الأبن الأكبر إلى أن " أمه " لم تأكل أي شيء ..
وعندما سألها أجابت أن أسنانها ماعادت صالحة والفك به بعض الالتهابات ..

للمرة الأولى يعلم البن الأكبر أن " أمه " تعاني من مشكلة ما ..
إقترب وأمسك بيدها والقليل من تأنيب الضمير دعاه
لأن يسألها منذ متى وهي تعاني من هذه الآلام .. ؟

وكان هذا السؤال بحد ذاته كافياً لأن يجعلها تستريح .. !
بدأت الشمعة تذوب والحوار لا زال على أشده ..

مضى الوالد .. ربما لـ يأتي بشمعة أخرى .
إلا أن التيار الكهربائي سرعان ما عاد ..،
وسرعان ما عاد كل واحد إلى جهازه .
وبقى على " الأم " أن تستشعر استمتاعها بهذه
التي باتت تفتقدها مع الأيام ..
الأسرة عاشت تقاربها الذي حققه هروب التيار .. كما يعتقد الجميع ..
ولا أحد يعلم أن الوالد هو الذي أطفأ التيار وهو الذي أعاده ..


:: :: ::



الكثير منا يفتقد هذه اللمـة كما تفتقدها هذه " الأم "
اقتربوا من أمهاتكم ..
لا تجعلوا مشاغل الدنيا تأخذكم بعيداً .. عن الاستمتاع بهذه اللحظات
لا تجعلوا .. مشاغل الحياة تفقدكم الجو الأسري الحميم
والحوار العائلي الدافئ .. وهمس الأحاديث الطيبة ..
والضحكات الصادقة ..
كونوا أكثر قرباً من والديكم .. وأخواتكم وإخوانكم ..


لـ تشعروا ب قيمة الحياة وحلاوتها
وتقدروا نعمة الله سبحانه وتعالى



منقول للتذكيرررررررررررر
30
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فاقدة عزوتها
فاقدة عزوتها
(احب امي )جزاك الله الف خير
عالم حواء وبسس
والله هذا اللي حاصل

كل الناس مشغوله

الله يعين ع هالدنيا بخييير
غصن الفرح
غصن الفرح
مشكورره ع مروركم
بناتي /حياتي/
بناتي /حياتي/
جزاك الله خير
غصن الفرح
غصن الفرح
أستغفرالله العظيم