
خامر ذهنه سؤال وهو يشعر بأمواج التوتر ..
تجتاح شواطئ السلام في قلبه ،
والضوضاء وهي تلوث وداعة الكون من حوله
والقلق تزداد رقعته في شعابه..
:
ترى هل عرف أحدكم سكينة الهدوء ،
أو جاور طيفه؟ ؟
أنبئوني ..!
فأنا بالكاد أذكر أن غريباً زارني ذات يوم ..
ثم رحل ..!
......🌼🌼
أجاب شيخ من زمن الصفاء :
كيف لانعرفه وقد كان واحداً منا ..؟
شاركنا رحلة الحياة..بقناعة ورضا
في منأى عن لهاث الجشع والضوضاء الذي جرفكم تياره ..
كان لنا بمثابة ضمادة على موطن الجرح نعالج به أيامنا
ومحطة استجمام لأفكارنا وأبداننا المتعبة ..
نستعيد به وضوح الرؤيا، ونتصالح به مع أنفسنا ..
لنواجه بصبر وقناعة وجلَد مشاق العيش ومعضلات واقعنا.
.......🌼🌼
كنا في زمن الصفاء أحفل أياماً ،
وأطول مقاماً ،
وأصدق أحلاماً
و لم ندع يوماً هدير الموج يحجب عنا جمال البحر..
ولا عصف الرياح... يقتلع بادرات السلام ..
المغروسة في ترابنا
ولا التعب يقعدنا عن كسب خبز الحياة بالعرق والجهد..
منذ الصباح الباكر ، وحتى تغيب ملامح نهارنا ..
قلوبنا سكنتها القناعة فاستكانت ..
وآمنت ان الرزق مقسوم ، وأن يد الله مع الشرفاء الكادحين
الذين يقطرون عرق جهدهم ،
وحين يسلمون رؤوسهم للوسادة ..
ينامون بضمير مرتاح ..
وليس في قلوبهم شعور
بأنهم ظلموا ، أو سلبوا أحداً حقه .
.......🌼🌼
إن الذين انشغلوا بتعلية صروح الطمع ..
مقتنصين كل الفرص ..
التي سايرت تطور الحياة الماديه و التقنية..
وتفننوا في ضروب التحايل ، وفتّقوا سبل الخداع
لسلب الناس أموالهم وأمانهم ..
هؤلاء هم المتسببون في تلوث الحياة ..
وصداع القلق ..
هم الذين نزعوا سدادة الأمان والهدوء والراحة
من حياتهم وحياة من زينوا لهم وهمَ سعادة أبدية
فتعلقوا بها ، وأصبحوا أسرى وعودها ..
فإذا ما أصاب سهمهم رمية ..
طمعوا بصيد آخر .. !
ولن يقعد بهم شيء عن طلب المزيد
وبذلك فقدوا السكينة و راحة البال ..
وأصبحوا يتناولون الهدوء أقراصاً ..
ليعالجوا داء القلق الذي تمكن منهم ..
وأخذ يسلبهم الراحة ، ويلوّح لهم بالورقة الرابحة
فما عاد يجدي علاج ..
......🌼🌼
قد يخسرون حظوظهم المادية هم ..
ومن سار تحت مظلتهم
وقد يربحون ..!
ولكنهم في الحالين فقدوا لمس الشعور البارد
في هدوء القلب ..
وخسروا راحة البال ، والأمان ..
بينما ربحت تجارة المسكنات التي تربتُ على الألم ..
ليستكين ..
مع بقاء أصل الداء دون علاج فعلي ..
.....🌼🌼
ولن يكون الشفاء إلا بيقظةٍ تأتي من داخل النفس
لتعيد للإنسان المفرط في حياته ..
الهدوء ...!
والتوازن ..!.
......🌼🌼
تملأ نفسه الراحة والسكينة
بعيداً عن الطمع الذي قد يسلب الآخرين حقوقهم ...
استمتعت بحروفك الرائعة
مع بداية الصباح وأعدت قرائتها ...
فهي ليست مجرد كلمات
إنما حكمة بالغة في زمن كثر فيه الجشع وسلب السلام والأمان ...
دام نبض قلمك فيضنا الغاليــــة ❥