قرابة عقدين من الزمن..قرية يمنية جميع مواليدها من البكم

صنعاء /كونا
تستقبل قرية نائية في جنوب غرب اليمن منذ ما يقارب العقدين من الزمن موالديها الجدد فاقدين القدرة على النطق (بكم) وينشأ في قرية قريع الواقعة على بعد 85 كيلومترا الى الجنوب الغربي لمدينة تعز جيل من الاطفال جميعهم يعانون فقدان القدرة على النطق ويبلغ عمر أكبرهم اليوم 18 سنة. وبدأت هذه الظاهرة الغريبة قبل نحو 20 سنة عندما قررت مجموعة من الاسر في منطقة مجاورة الانتقال الى مرتفع على سفح جبل قريع منشئة منازل وقرية جديدة. وفي المكان الجديد حيث شيد سكان قرية قريع منازلهم الجديدة استخدموا في بنائها نوعا من الصخور قاموا بجلبها من موقع في الجبل. وبدا ملفتا للنظر كيف أن أبناء الأسر المولودين في القرية القديمة يتحدثون لهجتهم بطلاقة فيما اشقاؤهم الصغار مواليد قرية قريع مصابون جميعا بالبكم. وتقع القرية المستحدثة عند سفح جبل قريع في مكان يجعلها معرضة للفح الشمس طيلة النهار اذ لاتوجد جبال محيطة تخفض من وطأة أشعة الشمس المباشرة. وتزامن ظهور الاصابة بفقدان القدرة على النطق بعد انتقال السكان الى هذا المكان .واقتصر على المواليد الجدد مما يؤكد ارتباطها بالمكان وينفي احتمال أن تكون وراثية لاسيما ان الجيل الأكبر من الابناء غير مصاب بالبكم. ومنذ بدأ السكان في عملية النقل الى قرية قريع رفضت احدى الاسر الانتقال الى المكان الجديد مفضلة البقاء في القرية القديمة الواقعة على بعد قريب.ولكن هذه الأسرة ايضا رزقت في السنوات الاخيرة مولودا ظهر بعد فترة انه مصاب بحالة البكم نفسه.
ويقول أحد السكان انه يجهل السبب تماما لكنه يذكر أن شيئا جديدا طرأ في حياة الاسرة التي رفضت الانتقال من القرية القديمة وانها قبل ان ترزق مولودها الجديد بنت منزلا جديدا استخدمت فيه نفس نوعية الصخر الذي بنيت منه منازل قرية قريع. ويعتقد بعض السكان المسنين أن أشياء خارقة وراء ما يحدث لمواليدهم الجدد وبعضهم يتصور ان المكان مسكون بالجان. ويقول محمد سالم وهو جيولوجي يمني حاول دراسة الحالة لوكالة الانباء الكويتية (كونا) أن الصخور المستخدمة في بناء منازل القرية قد تكون على علاقة نسبية بالظاهرة اذا ما افترضنا احتواءها على عنصر مشع يؤثر في خلايا الاجنة كون العامل الوراثي مستبعد الى حد كبير بحسب قوله.
وتحول ظاهرة الاعاقة هذه دون تمكن أطفال قرية قريع من الحصول على التعليم رغم وجود مدرسة قريبة في المنطقة وهي بحاجة لدراسة عاجلة تنقذ الاجيال القادمة من ابناء قرية قريع وتعالج الحالات الحالية قبل فوات الاوان

سبحان الله.