
سعد العتيبي ( خبر )
كادت مجموعات من قرود البابون المتوحشة تفترس عددا من الأطفال وكبار السن، أثناء تنزههم بالقرب من مرتفعات الهدا؛ للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، ومشاهدة التوسعة الجديدة للطريق.
ويؤكد علي الغامدي تعرضه وعائلته لهجوم ضار من القرود، التي حاولت خطف أطفاله، قائلا: عزمت أنا وأطفالي الذهاب إلى الهدا للتنزه، وعند وصولنا إلى بداية الطريق لمشاهدة التوسعة الجديدة ترجلنا لمسافة 500 متر تقريبا وإذا بأعداد كبيرة من القرود تهاجمنا، ولم يكن أحد في الموقع سوانا، وأخذت مجموعة منها تسحب ابني الصغير، الذي لم يبلغ عامه الرابع، تريد خطفه من بيننا، إلا أنني أمسكت به وحملته على كتفي، وطلبت من أطفالي الأخرين الإمساك جيدا بثيابي وليس معي للدفاع سوى الحذاء؛ لأن المكان كان خاليا تماما من الحصى والعصي كونه ممهدا ومسفلتا، وحاصرتنا من جميع الجهات وهي تحاول عرقلتي وطرحي أرضا كوني حميت أطفالي، ورغم الصياح والنداءات المتكررة لطلب النجدة إلا أنه لم يسمعنا أحد، وبفضل من الله وصلت إلى مركبتي بعد صراع مرير مع هذه الوحوش.
أما المواطن عبد الله العتيبي فيضيف قائلا: هاجمتني القرود المتوحشة في جبال الهدا قبل عدة أيام، عندما وضعت طعام الغداء وهممنا بتناوله أنا وعائلتي، وحاصرتنا من جميع الجهات، وحينما اقتربت منا هربنا وتركنا أغراضنا الخاصة والطعام لها لننفذ من شرها، وهنا أحذر الأهالي والمتنزهين من شراسة القرود وعدم الأمان لها وهم يقتربون منها لإطعامها، وأطالب المسؤولين وضع حل لهذا الخطر المحدق الذي ستكون له عواقب وخيمة على السياحة في محافظة الطائف وفي الهدا خاصة.
من جهته، أوضح الدكتور منصور أحمد الغامدي، الباحث الأكاديمي في جامعة الملك عبد العزيز في مجال البيئة وصحتها، أن القصص التي ذكرت حول قرود البابون في الهدا تشير إلى أن المشكلة قد وصلت إلى حد خطير يجب علاجه وإيجاد الحلول المناسبة له، مشيرا إلى أنها كانت في السابق تتعدى على الممتلكات، وتسبب بعض التلفيات، ولكن تفاقمت المشكلة إلى هذا الحد حتى أصبحت تشكل خطرا على حياة السكان والمصطافين وأمنهم، يحتاج إلى خطة استراتيجية ومتكاملة لإيجاد الحلول المناسبة. وبين الدكتور أن المشكلة لها عدة أسباب ينبغي أخذها في الإعتبار، من أهمها تحول القرود إلى مستأنسة بعد أن كانت برية؛ بسبب عدم وعي المواطنين والمصطافين ممن يستمتعون بإطعامها ومشاهدتها، مما نتج عنه اعتمادها الكلي على الإنسان في تغذيتها، إلى جانب ساهمة موجات الجفاف وإغلاق طريق الهدا خلال الفترة الماضية الأمر الذي دفعها لسلك سلوك عدواني للحصول على نصيبها من الغذاء المتناقص.
من أبرز أهداف الخطة الإستراتيجية ***** محمية لها، يتم فيها توفير الحد الأدنى من الغطاء النباتي، كما يجب أن يتم النظر في تقليص أعدادها بخطة مدروسة عن طريق وسائل تؤدي للعقم على سبيل المثال.
كما أن العامل الثالث المهم هو توعية المواطنين وإرشادهم عن كيفية التعامل مع القرود وسلوكياتها، وكيفية التصرف في أوقات الخطر، وتحذير السياح من عدم الاقتراب منها واستئناسها، ليس فقط لما تسببه من أمراض عند ملامستها، بل لخطر مهاجمتها للإنسان وحفاظا على حياتهم.
كما يجب أن تشمل التوعية معرفة كيفية معاملتها، فالقرود عند مهاجمتها لمنزل أو مكان تخييم، فإن همها الأول هو الحصول على الطعام، فمن المهم أن يتم تخزين الطعام في أماكن لاتصل إليه أعينها، وعند هجومها أو اقترابها من المكان يجب طردها بحزم، ومطاردتها قبل مشاهدة مكان تخزين الطعام، لأنها إذا شاهدت مكان الطعام فإنها حتما ستعود لتحصل على نصيبها منه، ولعل هذا ما يفسر كثرة مهاجمتها للأشجار المثمرة والمزارع المكشوفة والمصطافين الذين يقومون بالطبخ في الهواء الطلق، أو عودتها لبعض المنازل أكثر من مرة، وعند إطعامها وهو ما لاينصح به فإن القردة لايجب أن تعامل مثل الحيوانات الصغيرة بحيث تعطى قطعة واحدة من الفواكه مثلا؛ لأنها حيوانات شرهة لاتكتفي بذلك، بل قد تهاجم للحصول على بقية الطعام، وفي حالة الرغبة في إطعامها ينصح بإعطائها قطعة واحدة وإخفاء بقية الأكل. وفي حال لمسها فيجب غسل الأيدي بالماء والصابون جيدا قبل الأكل أو الشرب لمنع انتقال الأمراض الخطيرة إلى الإنسان. ويضيف الدكتور الغامدي أن من الأشياء المهمة في التعامل مع القرود هو احترام خصوصيتها، لأن التطفل عليها، والاقتراب منها، خاصة وقت التزاوج أو الإقتراب من صغارها أكثر من اللازم حتى لو كان للتصوير، فإنه قد يؤدي إلى هجوم القطيع بكامله. وينصح الشخص عند مهاجمته من قبل هذه القرود بطردها بأقل جلبة ممكنة؛ لأنه كلما ارتفع الصوت زاد اضطرابها وخوفها وبالتالي قد تقدم على تصرفات عشوائية مثل الإعتداء على الأطفال أو مهاجمة الأشخاص. كما ينصح بعدم النظر في عينيها مباشرة لأنه قد يفسر على أنه نوع من التحدي وعلامة عدوانية، ولايجب قذفها بالحجارة إلا في حال الدفاع عن النفس، وعند ظهور علامات العدوانية يجب تجاهلها وإدارة الظهر بثبات وبالتالي ستقوم هي بتجاهل الشخص أيضا.
وحذر الدكتور الغامدي، في ختام حديثه، من أنه إذا لم يوجد حل فعال وشامل للمشكلة، فإنها معرضة للتفاقم والانتشار في مناطق أخرى وخاصة في جنوب المملكة مما سيؤثر سلبا على السياحة الداخلي
انتبهوا على عيالكم الصيف جايللحصول على آخر الاخبار الحصرية والعاجلة ارسل الرقم 1 إلى 805564