!!!!! قرية الأشباح !!!!
في كل مرة ...
ابحث عن الزوج الأخر للـ (كبك) بين أغراض غرفتي المبعثرة..
كانت أمي على حق.
كلما دخلت غرفتي تقطب جبينها وتصيح قائلة:
( الله يعين اللي بتاخذك) وتخرج مسرعة ..
فلم يعد يفيد كثرة الحديث..
هل هذا السبب الوحيد الذي سيقف حجر عثرة في طريق إكمال نصف ديني! أم راتبي المتواضع؟؟؟
وكان هذا سبب جدالي المستمر مع أبي،
و كنت أجادله قائلا:
(لو كان خليتني أسافر زي إخواني كان لقيت وظيفة براتب أعلى)
ولكني لم اعد أتطرق إلى هذا الموضوع كثيرا،بعد أن سمعته يشتكي لامي قائلا :
(كل أولادي بعيدين ، لو امرض اواموت ماحد حولي،كمان ذا الولد يبغى يسافر! مين يشوف أحوالنا؟؟ من يراعينا في كبرنا؟)
كانت كلماته تخرج من القلب...ومازالت ترن في أذني...
لكنني كلما تذكرت زملائي الذين سافروا إلى المدن للعمل والعيش أصاب بالمغص ( غشيشة).........
اشعر باني ضيعت مستقبلي الوظيفي.
قطع حبل أفكاري صوت أبي الذي يستعجلني ، فلم يبقى الكثير على خطبة الجمعة، وفي تلك اللحظة..وجدت الكبك تحت الجرائد المتراكمة.
تلثمت بشماغي ووضعت الجبة (الكسا) على كتفي احث الخطا....
فتحت الباب الحديدي البارد ..فدخلت موجة من الضباب إلى داخل المنزل
بالرغم أن الوقت (ظهيرة؟).
شددت الكسا على جسدي لأحتمي من البرد القارص(كأني في ثلاجة)
ومشيت بخطوات سريعة ...وفجأة ...توقفت .. سمعت أصوات ..
تلفت يمنة... ويسرة..؟؟ لم يكن هناك احد...سواي..
لكن الصوت عاد مجددا..مع كل هبة ريح..
رفعت بصري ..فإذا هي صوت نافذة خشبية!!!
ومعها أصوات فرقعة أبواب حديدية مرعبة...
ثم هبة ريح تحث التراب على وجهي...فأغمضت عيني وأكملت المسير بتثاقل....
لكنني اتخذت قرارا غريبا!!!
قررت الذهاب إلى المسجد من الطريق الأخر!! لأجد ونيسا!!
وياللمصادفة لم أجد احد ؟
وقفت ...لأعرف كم بقيت من الوقت؟؟؟؟
توقف الزمن ...أخذت أفكاري تذهب بعيدا..
ربما تضحكون إذا قلت أني تذكرت أفلام الكاوبوي المرعبة عن البيوت
الخالية المسكونة بالأشباح .
....سرت في جسدي قشعريرة ..
عندما أخذت احسب عدد البيوت المهجورة في القرية ..صعقت!!
إنني أعيش في القرية منذ أن ولدت – لست كبيرا- لم تراودني هذه الأفكار من قبل!!
إن عدد سكان القرية اخذ بالتناقص!!؟
حتى بعض المدارس انتقلت منها لقلة التلاميذ!!
إنني ابتسم عندما أرى مدرسة الشفا..من سيدرس فيها؟؟ القرود!؟!
اغلب البيوت هجرها أصحابها.. والبقية يسكنها عجائز، مع أن لديهم أبناء!!
أين هم؟؟
في المدن المزدحمة..
الكل يرغب في ترك القرية..!!
؟؟ لماذا؟؟ الحقيقة إنا كنت أفكر مثلهم.
المدن الكبيرة مثل المغناطيس.
كل مافيها مغري..العمائر، الأسواق ، الخدمات (التي تفتقر إليها القرية)
أماكن الترفية المتعددة..مدن لاتنام ابدآ حتى الفجر..
لكن قريتنا الحبيبة؟؟؟؟؟ لم نتركها ؟؟ لمن؟؟؟
وأنا كذلك اقتربت من المسجد، وتنفست الصعدا عندما رأيت الأحذية عند بابه...
دخلت سعيدا وكأنها لأول مرة منذ سنين.. أخذت أجول بناظري على الجالسين والوقوف،
التفت إلي بعضهم مبتسما واخررفع حاجبيه فرحا برؤيتي ..وآخرون أشاروا بأيديهم للسلام ..ومن بينهم نظرات أبي الفخورة بي وكأنه يقول : هاهو ابني – سندي- انظروا إليه....
كاد قلبي أن ينفطر رحمة و شفقة به.............
أقبلت عليه وقبلت رأسه وكأنني اعتذر له عن كل لحظة فكرت فيها تركه في القرية وحيدا.....
وجلست بقربه ..وربت بيديه الحانية على كتفي...
وانا انظر إليه وهو يسبح...عاهدت نفسي بان لا اتركه وحيدا ..
ولن اترك ارض أجدادي ..فمهما كانت الظروف..
على احد إن يبقى فيها...
حتى لا تصبح قريتنا يوما ما...............
.............قرية الأشباح.....................
وارتقى الخطيب درجات المنبر........
ROSETA* @roseta_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
عاشفة الضباب
•
تسلمين عزيزتي على القصه المعبره
ROSETA*
•
عاشفة الضباب :تسلمين عزيزتي على القصه المعبرهتسلمين عزيزتي على القصه المعبره
جزاك الله خير
بردتي على خاطري
لاكن ليش الباقيين ماردوا؟؟
بردتي على خاطري
لاكن ليش الباقيين ماردوا؟؟
ROSETA*
•
جمال النور :قصة بها الكثير من المعانى الجميلة لكِ مودتىقصة بها الكثير من المعانى الجميلة لكِ مودتى
اختي العزيزة
جمال النور
مشكورة على الرد الحلو
جمال النور
مشكورة على الرد الحلو
الصفحة الأخيرة