قشرة فصفص اشغلتني

الأسرة والمجتمع

اسمعي يامن اشغلها الزوج عن فعل الطاعات
اسمعي يامن اشغلتها الحياه عن يوم القيامه
اليك ما اشغلني فصحاني مما كنت فيه من انشغال

أشغلتني قشرة (فُصفُص) رأيتها بين قدمي أثناء ركوعي في الصلاة .
رحلت بي هذه القشرة في رحلة مستقبلية ..
أدخلتني في مشهد مهول ..
إنه يوم القيامة ..
ها قد بدأت الصحف تتطاير ...
وبدأ الوزن .. وزن الناس وأعمالهم ..
ميزان ربي يوم القيامة ميزان دقيق لأقصى درجة يمكن تخيلها ..{فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} والشر كذلك .
الجموع تنفضّ عن أحدهم وقد دعي به ونودي عليه ..
قم يا فلان .. لعرض الحساب والوزن ..
قام فلان ..
المشهد عصيب ..
الجموع كأمواج المحيط المتلاطمة ..
الكلّ ينتظر دوره ..
أعماله تحيط به ..
والنّار تلقاء وجهه يحطم بعضها بعضاً ..
والرجل يتصبب عرقا ..
جيء بسيّئاته فوزنت ..
بدأت سيئاته تملأ كفة السيئات ..
ظنّ بنفسه الهلاك ..
- الحمدلله .. ها قد جيء بحسناتي ..
وضعت حسناته في الميزان .. فامتلأ .. لكنّ كفة السيّئات ما زالت أرجح بمثقال ذرّة ..
مثقال ذرة يحتاجها لينجو من النار .. {فمن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية ومن خفت موازينه فأمّه هاوية}
- يا للهول .. فتشوا أيّها الملأ .. عن حسنة مهما دقّت ..
عن عمل صالح مهما قلّ ..
للأسف .. لا يوجد .. فنيت الحسنات !
يا الله ! حسنة واحدة فقط ..
- من أين لي ..
هنا تذكّر أيّامه الخوالي ..
كم حسنة فرّط فيها لم تكن تكلّفه شيئاً ..
تذكر يوم دخل المسجد والإمام ساجد فلم يسجد معه بل انتظره حتّى قام .. تُرى لو أنّه سجد معه ألم تكن تلك الحسنة أنقذته اليوم ؟ «إذا دخل أحدكم المسجد والإمام ساجد فليسجد معه»
تذكر فقيراً عن باب مسجد لم يتصدق عليه لأنّه خرج من باب آخر فتكاسل ولم يكن معه إلاّ نصف ريال..
ليتني خرجت من ذلك الباب وتصدقت عليه ولو بنصف ريال .. «اتقوا النار ولو بشق تمرة»
تذكر ساعات طويلة قضاها في انتظار طبيب أو طلب في مطعم أو طابور في المطار .. شغل نفسه بمراقبة الناس .. تُرىة لو أنّه نطق بتسبيحة واحدة أو استغفر مرة واحدة ألم تكن جديرة بإنقاذه ..
جاء الفرج ..
تذكّر قشرة فصفص رآها في المسجد فحملها وألقاها في سلة النفايات ..
شكرا لك يا رب .. يا من لا تضيع عنده حسنة .. {إنّ الله لا يظلم مثقال ذرة }
فتش الملائكة مرة أخرى فوجدوها في طرف قصيّ من كتابه .. «عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها من المسجد» .
وفي الجهة المقابلة تكرر مشهد مشابه .. لكنه عكس الأوّل ..
فبعد أن تساوت حسنات رجل مع سيئاته وطمع في النجاة مع أصحاب الأعراف جاءت قشرة فصفص ألقاها في المسجد لترجّح كفة سيئاته فتدخله النار ..
قشرة الفصفص أنقذت شخصا من النار وأوبقت شخصا آخر ..
ليست القصة في قشرة الفصفص .. بل في طبيعة تعاملنا وفهمنا لحقيقة الابتلاء الرباني ..
العبد في الدنيا في سباق محموم مع الزمن ليملأ صحيفته بأكبر قدر ممكن من الحسنات وإن دقّت في عينه واحتقرها ..
هذه الحسنات على أقل تقدير تعادل كفة السيئات التي لا نستطيع الفكاك منها ..
بعض الناس يريد أن يحمل في صندوقه حسنات لا يطيقها فإذا عجز عجز عن كل شيء ..
نصيحتي أن تبدأ بحمل كل ما تستطيع من الحسنات مهما حقرها الشيطان في نفسك .. «لا تحقرن من المعروف ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق» أي مبتسم .
هذه الحسنات الصغيرة في أعيننا الكبيرة عند الله بقدر قد لا نتصوره ..
فقارورة (بيبسي) تحملها عن الأرض وتضعها في برميل النفايات قد تكون سببا في الجنان ..
فقد دخل رجل فاسق الجنة وغفر له بغصن شوك أزاحه عن الطريق .. كما أخبر بذلك النبيّ صلى الله عليه وسلّم .
نسيت أن أقول : إن قشرة الفصفص - غفر الله لمن ألقاها -كانت سببا لانشغالي في الصلاة فلم أدر كيف صليت .. أستغفر الله العظيم .

منقول بتصرف
وضعته هنا لتعم الفائده للجميع ولتذكير لما رايت ان هذا القسم اكثر نشاط



10
958

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ندى الايام1
ندى الايام1
جزاك الله خير
ام يحيى م
ام يحيى م
جزاك الله خير
..Lolita..
..Lolita..
جزااااااك الله خير
سديم الغلا
سديم الغلا
الله يجزاك الــــــــــــــــــ1000ــــــــــــــف خير
رواية جرووح
رواية جرووح
جزاك الله خير الله يشغلنا طاعته يارب