قصة أدمة

وصلني إيميل من أحد أقاربي يدرس في نفس الولاية التي تعيش فيها صاحبة القصة ....
و على الأرجح أنه قابلها و حاول مساعدتها ....و هو من كتب القصة لنا
لن أطيل عليكم و إليكم القصة

أدمة بري
أطلق عليها النار ....
ثم أغتصبت .....
ثم تركت لتموت على جانب الطريق......
لكنها ترفع يديها إلى السماء و تحمد الله وتشكره وهي راضية مبتسمة.
هذه امرأة رسخ إيمانها


أدمة – لاجئة مسلمة من سيراليون التي مزقتها الحرب الأهلية –
تعيش اليوم عندنا في مدينة هارتفورد بولاية كنتيكت بأمريكا.
تكافح لفتح صفحة جديدة من حياتها تساعدها في ذلك عدد من الأسر المحلية و المؤسسات الخيرية.
تحكي قصتها وكيف تقلبت بها الأيام والأحوال إلى اليوم فتقول:
في بلدنا حرب على الاستحواذ على مناجم الألماس و الذهب.
ذات يوم جائت عصابات مدعومة من بوركينا فاسو (دولة أفريقية مجاورة) إلى قريتنا وخربوا البيوت وقتلوا الرجال وقالوا للباقين من أراد الحياة فالينجو بجلده دون أن يحمل معه شئ من متاعه.
خرج زوج أدمة بها وبزوجته الأخرى وبأطفاله على ظهورهم وبين أيديهم وساروا على الطريق الى المجهول: أب وزوجتين وولدين وبنت يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.

تقول: سرنا على هذا النحو في العراء ستة أيام بلياليهن.
وفي اليوم السابع أدركتنا عصابة من الثوار يأسرون الرجال والأولاد ويستعبدونهم ليعملوا بالسخرة ويقتلون النساء والأطفال.
بكينا وارتفع صياحنا وعويلنا نرجوهم ألا يأخذوا الأب والأولاد.
فما أجابونا بكلمة بل صوب أحدهم فوهة رشاشة إلى رأس ضرة أدمة وبوجه عابس أفرغ ذخيرته فيه.
قالوا لأدمة إن أبوها له كلمة مسموعة عند تجار الألماس المحليين ولذلك لن تقتل ولكنها ستعامل معالملة خاصة،
أطلقوا النار عليها خمس مرات: مرة في يدها اليمنى وثلاث مرات في رجلها اليمنى ومرة أخرى في بطنها.
سمعتهم يقولون: هذه لتري أمعائك تندلق بين يديك.
تفسر عن أكمامها لتكشف عن ندبات غاضبة في ساعدها وساقها حيث خرق الرصاص جسمها ليخرج من الجهة الأخرى.
سقطت على الأرض وهي تنزف من كل مكان. عندها نزل الرجال واغتصبوها ثمان مرات أمام زوجها وولديها ثم نحوها لتموت على قارعة الطريق.

أفاقت أدمة على يد تلمس كتفها.
فتحت عينيها لتنظر إلى طفلة يتيمة تائهة قتلت العصابة أهلها وتركوها.
استجمعت أدمة قوها وضمدت جراحها و ضمت الطفلة إليها وبدئتا تبكيان.
قالت لها كلانا يتيم، أنا أمك وأنتي بنتي.
و شاء الله أن لا تموت أدمة.
وبعد أيام مرت سيارة نقل فحملتها وابنتها إلى مركز لقوة تابعة للأمم المتحدة ثم نقلت الى غينيا للعلاج.

بعد ثلاثة أشهر في المستشفى استبد اليأس بأدمة وودت أنها ماتت ذلك اليوم.
وماكان يسري عنها إلا ممرضة في المستشفى أسمها ملة، عطفت عليها وأطمعتها وسقتها هي وابنتها.
ولكن أدمة اليوم حامل من ذلك اليوم الأغبر الذي أغتصبت فيه.

خرجت أدمة من المستشفى وانتقلت إلى مخيم للاجئين وعثرت هناك على أبنتها الأصلية التي فارقتها قبل ثلاث أشهر عندما مزقت عائلتهم.
وبعد أشهر أنجبت أدمة بنتا أخرى أسمتها "ملة" على أسم ممرضة المستشفى.
وبعد ثلاثة أشهر أخرى ذهبت أدمة و ملة الممرضة و البنيات الثلاث إلى مكتب الأمم المتحدة ويسر الله لها ووفقت في الحصول على حق اللجوء لأمريكا وصرفت لها ولبناتها تذاكر السفر.

وصلت الأم والبنات الثلاث إلى نيويورك ووجههم مكتب الهجرة إلى مدينتنا.
تكفلت إحدى العوائل المحلية بها واستأجرو لهم غرفة ينامون فيها.
لاجئة بوسنية أخرى ساعدت أدمة في الحصول على عمل في بيع الخضار في السوق. وهي تتعلم قيادة السيارة واللغة الإنجليزية لتحصل على عمل أحسن ليستأجروا غرفة أخرى.
أدمة تعلمت الكثير عن ديارها الجديدة.
في أيامها الأولى أستأمنت جارا لها على بناتها عندما ذهبت لعملها فسرقها وهرب بمتاع بيتها.
فأقامت مدرسة إبنتها سوقا خيرية لها وجمعوا لها 236 دولار أشترت بها تذكرة للباص ودفاية وتبرع البعض بأثاث للغرفته.

سمعت مؤخرا من أقرباء لها في سيراليون أن أبنيها وزوجها أحياء ولكن لم يتصلو بهم بعد.

تكفلت إحدى الكنائس النصرانية بدروس تعليمها قيادة السيارة وتكفلت كنيستان أخريان بطعامهم وشرابهم وتكفل دير يهودي برسوم الحضانة لأطفالها عندما تذهب للعمل.

أقمنا حملة تبرعات لها في العشر الأواخر من رمضان هذا العام فما جمعنا إلا ألف دولار..... بما في ذلك صدقات الفطر وزكوات الأموال.

أدمة ليست قصة بل أمرأة مسلمة من لحم ودم.
تعيش في بمدينة هارتفورد بولاية كنتيكت.
وكتبت عنها إحدى الصحف المحلية.

‏قال رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم :‏ إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: "‏يا ابن ‏آدم ‏‏مرضت ‏فلم ‏ تعدني" قال يا رب كيف ‏أعودك ‏‏وأنت رب العالمين؟ قال: "أما علمت أن عبدي فلانا مرض ‏فلم ‏ تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده، يا ابن ‏آدم ‏‏ استطعمتك فلم تطعمني" ‏ قال يا رب وكيف ‏‏ أطعمك ‏ وأنت رب العالمين؟ قال: "أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن ‏‏آدم ‏‏استسقيتك فلم تسقني" قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: "استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك " عندي" رواه مسلم

صورة مع التحية لكل من تزينت بالذهب والألماس ِ.

صورة مع التحية لكل لاهي ٍ ناسي.

صورة مع التحية لكل ذي قلب قاسي.

صورة مع التحية للمسلمين من جاكرتا إلى فاس ِ.

صورة لكل الناس ِ.