nada19 @nada19
عضوة جديدة
قصة (إسراف)
عندما توشك الشمس على المغيب و تبدأ بجمع أشعتها لتودعنا إلى صبح قريب...يبدأ العم صالح بلم شتات نفسه و جمع محصوله القليل من مزرعته الصغيرة ليبيع ما تيسر له بيعه و يذهب بالباقي لأبنائه الجياع، يحمل سلته الصغيرة بيده المعروقة و بالأخرى يمسك عصاه ليمضي في طريقه الشاق المصطف على جنباته الجنود.
يمضي سائرا بخطى أثقلها الهم و الكبر..يستوقفه أحد الجنود و يأبى أن يسمح له بالمرور في هذا الطريق إلا إذا أعطاه بعضا من الثمار التي في سلته..طأطـأ رأسه..أذعن له..و أعطاه بعض ما فيها..و هكذا..في كل بضع خطوات يستوقفه أحد الجنود و يرفض أن يدعه يمر إلا إذا أعطاه بعض الفاكهة.
عندما وصل العم صالح للسوق..لم يكن قد بقي في سلته شئ..لقد أخذ جنود الاحتلال كل ما تعب في النهار في جمعه و قبله بأشهر في رعايته..ألم يكفهم اغتصاب الأرض أيريدون أن نموت أيضا، قالها و هو يتمتم بنبرة أعياها الهم و الحزن..سقطت منه دمعه..جلت همته..وقتها صرخ بقوة...لا..لن أسكت على هذا الوضع المخزي..و لكن ليس في استطاعتي عمل شئ فلست شابا أستطيع القتال..إني ضعيف جدا..قالها بحسرة و مضى في طريقه...صراخ..انفجار..هتاف..ما هذا؟ يبدو أنها إحدى العمليات الاستشهادية..ولكن من البطل هذه المرة..انه أحد الأطفال (أطفال الحجارة) قالها أحدهم بإعجاب..نظر فإذا الأطفال في كل مكان..يجمعون الحجارة و يرمون بها على الجنود الخائفين..عجبا..أيخافون من حجارة..كلا بل من إيمان صاحب الحجارة..قالها و مضى لمنزله.
في تلك الليلة لم ينم كان يفكر في ما حدث له و يعيده تكرارا و مرارا حتى تفتق ذهنه بفكرة أعجبته فتحول لجنبه الأيمن ذاكرا الله و نام.
في الصباح ذهب العم صالح لمزرعته و عمل فيها بجد حتى قاربت الشمس أن تغيب و مضى للسوق..و كالعادة استوقفه الجنود بابتسامة صفراء و هم يمدون أيديهم انتظارا للفاكهة..ابتسم و هو يرفع الغطاء عن السلة و إذا به يفاجئهم برمي الحجارة عليهم بكل ما استطاع من قوة..ارتبك الجنود كثيرا من ذلك فما كان منهم إلا أن عاجلوه برصاصات متتالية من بنادقهم حتى خر صريعا..ابتسم الجنود لبعضهم فرحا بمقتله و لكن الجندي الأعلى منهم رتبة صرخ فيهم قائلا:ما هذا أيها الأغبياء..ماذا فعلتم ؟و ماذا سأقول لهم ؟
نظر الجنود للرجل الغارق في دمائه بخوف ثم نظروا للقائد و هو لا يزال يصرخ: عشر رصاصات.أيها المسرفون..عشر.
2
524
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
nada19
•
الأخت الغالية بحور217 .......................
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررراً جزيلاً.
و تقبلوا تحياتي
شكرررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررررراً جزيلاً.
و تقبلوا تحياتي
الصفحة الأخيرة
ورغم القهر الذي نشعر به عند قراءتها ... إلا أن تصويرها لدناءة نفوسهم وحقارتهم يعطينا اعتزازا وفخرا أنهم اعداؤنا
وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل ..
حياك الله معنا