
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى كل من ستشرفني بقراءة قصتي هذه... الى كل من ستتألم لألمي والم الكثيرين امثالي...
الى أمي الحبيبه التي عوضتني عن فقدان والدي الحبيب
الى اخوتي الذين صبروا وشدوا على يدي
والى وطني الذي حرمني ان اعيش بين احضانه .....
الى كل من نطقت بكلمة ابي ولم تشكر الله على تلك النعمه..
الى اعضاء هذا المنتدى الرائع ...
اهدي قصتي هذه ...
ارجوكم احبتي ان بخلتم علي برد فلا تبخلوا بدعوة صادقه بان يتقبله الله من الشهداء ويجمعنا في جنات خلد مع النبين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
وان يتقبل شهداء المسلمين ويلهم ذويهم الصبر والسلون
احبتي هذه القصه واقعيه وقد جرت احداثها في صيف عام 1981
في مدينة حماه بسوريا وهي احدى القصص التي كانت ضمن المجزره التي تعرض لها المسلمون هناك ولكن عتم عليها اعلاميا
فلا تؤاخذوني على سردها لانها ستفتقر لكثير من العناصر الادبيه
وجزاكم الله خيرا
اترككم مع القصه........................
في يوم من ايام صيف عام 1918 كانت الحرب قد اوقدت نارها وحمي وطيسها واشتد سعيرها ليحرق الاف الابرياء .لاترى في تلك البلدة الصغيره سوى شبح الموت يلوح هنا وهناك وجثث الشهداء تملء الازقة والطرقات من شيخ كهل وشاب في ريعان شبابه الى امراة بائسه وصبي في عز صباه وحتى الطفل الرضيع لم تكن لتناله رحمة اولئك الجنود الغاصبون الذين لم تجد الرحمة لقلوبهم المتحجره سبيلا.
ولم يكن يحتوي قاموسوهم سوى على كلمة الموت والقتل والدمار.كان هؤلاء القتله ينتقلون بين البيوت والدور يحطمون ما تقع عليه اعينهم من نوافذ وابواب ليهجموا على من في البيوت دون ان يرعوا حرمة او يحترموا ذمه.يشبعوهم قتلا وضربا حتى لتسيل دمائهم وتختلط ببعضها
وعلى ذلك استمر الحال ثلاث ليال لاتسمع فيها الادوي الرصاص وانفجار القنابل ممتزجا بنواح الثكالى وبكاء الايتام وانين الارامل.......
وقد كان منزلنا يقبع على اطراف البلده ..وكان لابد ان تصله ايديهم الملطخه بدماء الابرياء
وفجأة في منتصف الليل بينما كنا مجتمعين حول والدي ووالدتي مذعورين فزعين لا نستطيع حراكا ولانتوقف عن البكاء ....................
اذ بباب المنزل يطرق بشده شعرت حينها ان الباب سيقتلع من مكانه بالرغم انه من الحديد
وبدا اطلاق الرصاص عشوائيا مصحوبا بصراخنا وكان لابد لوالدي ان يفتح الباب والا ابدنا عن بكرة ابينا
وامي تحاول تهدئتنا فقد كنا ثماني اطفال اكبرنا لم تبلغ الخامسة عشر بعد
وعندما فتح والدي الباب تدفق الجنود كالسيل العارم وكانوا اكثر من عشرة جنود يرتدون زيا مخيفا ويحملون الرشاشات الثقيله في ايديهم شلها الله
توزعوا بسرعة البرق في انحاء المنزل ينبحون وينعقون,,
وفي ثوان كان المنزل قد قلب راسا على عقب
وعندما لم يجدوا شيئا توجهوا نحو والدي واعينهم تقدح شررا ولسانهم لم يكف عن الشتائم المقذعه اخذوا والدي الحبيب يجرونه جرا نحو الشارع
وبين صراخنا وبكاء والدتي ودعائها عليهم تجمع الاقارب والجيران حولنا لتهدئتها ولكن دون جدوى
واولئك الكلاب يتبجحون ويضربون والدي بالمناوبة بينهم
حتى لا يقوى على الوقوف والمقاومه
وفي اخر الامر تمالك والدي ووقف على قدميه وهو يترنح من شدة الضرب وقسوته
وقف امامه جندي حقير يسدد نحوه بندقية اليه
ولم يكد والدي يستجمع قواه وينطق بالشهاده حتى اخذ ذلك الجندي الوضيع يقهقه ويستهزا هو وزملائه كمن اصابه مس من الجنون ويقول لابي اتريد ان تموت؟
من تريد ان يقتلك انا ام صديقي ؟وكم رصاصة تريدني ان ازين بها جسدك المفتول وراسك الجميل؟
اما زلت تريد ان تعيش ؟الاترى ان الموت خير لك ولامثالك؟
لاتتعب نفسك هاك الاجابه
وامطره بسيل من الرصاص اردته شهيدا مضرجا بدمائه الزكية العطره.......................
حينها اطلق الناس صرخة مدويه قائلين الله اكبر..الله اكبر
ولم تتمالك والدتي الحبيبه فسقطت مغشيا عليها وجريت نحو والدي انظر اليه واناديه بابا .. بابا
واعود لاخوتي لاقول لهم بابا نام
فلا اسمع ردا سوى البكاء والصراخ ليمتزج بصوت الرصاص الذي انهمر على المتجمعين كالمطر دون رحمه لتعلن عن شهداء وثكالى وارامل وايتام اخرين................
فلله درك ياوالدي الحبيب لقد سقطت نعم ولكن لم ولن تسقط روحك باذن الله
بل ستحلق الى جنان الخلد لتلقى الاحبه محمدا وصحبه باذن الله
لقد عشت عزيزا ومت شهيدا وستحيا كذلك باذن الله..................
لقد رويت يا حبيبي الغالي ثرى ذلك البلد بدمائك الزكيه التي فاح شذاها هنا وهناك...................
لقد غرست في قلوبنا حب الشهاده وكنت رمزا لنا ووسام على صدورنا ونبراسا يضيء طريقنا...........
فمازلت يا والدي الحبيب اردد مقولتك التي قلتها لنا قبل استشهادك بسويعات قليله
ابنائي الاحبه لاتقبلوا بالظلم والذل...وجاهدوا من اجل الحريه ورفعة الاسلام
فاما النصر او الشهاده..
رحمك الله يا والدي رحمة واسعه واسكنك فسيح جناته وجمعنا بك في الفردوس الاعلى مع الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ..
انه ولي ذلك والقادر عليه.
فليسقط الشهداء فداءا لك ايها الاسلام فمن اجل ان تعلو رايتك تبذل الانفس والارواح..................ومن اجل رفعتك وعزتك يهون كل مصاب .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختكم المغتربه
أم أيمن
غاليتي المغتربة....
أتشرف أن أكون أول من يرد عليكي عزيزتي... كيف لا و أنا أرد على ابنة واحد ممن تفخر بهم هذه الأمة... ابنة رجل في زمن قل فيه الرجال.....؟؟
لا أملك من الكلمات سوى أن أقول لكي.. هنيئا لكي بشهادة والدك..و هنيئا لوالدك بالحور و جنان الخلد باذن الله... نعم لا أعزيكي و لكن أهنئك.... و تعسا لعبدة الشياطين.. تعسا لمن لطخوا أيديهم بدماء الأبرياء و الشهداء... خسارة فيهم ان نقطت نقطة من دم أبيكي في أيديهم فهم لا يستحقون حتى أن يروا هذه الدماء الشريفة الطاهرة.....
هنيئا لكي اختي الغالية شفيعا لكي و لأهلك يوم نبرأ من كل معارفنا و أحبابنا....
سامحيني أخيتي..و لكن هذا ما تجرأ قلمي على كتابته.... و جزاكي الله الجنة كما جزاها والدك باذن الله:)
تحياتي لكي عزيزتي.... و ندعي لك بظهر الغيب...:):)