ثم يمضي لسبيله كانه ما صنع شيئا فلا يسير وراءها سير المتسمع المتجسس
ليعلم ما راي الناس فيها وماحديثهم عنها وهل سخطوا عليها او رضوا بها ؟
ولايمسي منتقلا في المجامع والانديه مسائلا عنها كل غاد ورائح ليجد خيرا فيضحك ويستبشر
او شرا فيبكي ويبتئس بل كثيرا مارايته يسمع حديث الناس عنه في حالي رضاهم وسخطهم ساكنا هادئا
كانما يتحدثون عن غيره ويعنون شخصا سواه حتى كنت اتخيل الا فرق عنده بين احسنت واجدت
واسات واخطات بل قلما رايته على كثير لصوقي به وتفقدي في مواقع سمعه وبصره
يقرا ماتكتبه الصحف عنه وما تعلقه غلوا ارائه وافكاره من مدح او ذم حتى احمل
تلك الحاله الغربيه من امره على البله والغفله او العظمه والكبرياء
لولا اني فاتحته مره في ذلك وسالته لم لا تحفل براي الكتاب فيك ولم لا تقرا مايكتبون عنك
اجاباني مااقدمت على الكتابه للناس في اصلاح شؤؤنهم وتقويم معوجهم الا بعد ان عرفت
اني استطيع ان انزل منهم منزله المعلم من المتعلم للناس خاصه وعامه
اما خاصتهم فلا شان لي معهم ولاعلاقه لي بهم ولا دخل لكلمه من كلماتي في شان من شؤنهم
فلا افرح برضاهم ولا اجزع لسختهم ولاني لم اكتب لهم ولم اتحدث اليهم ولم اشهدهم امري
ولم احضرهم عملي بل اتجنب جهد المستطيع ان استمع منهم كل مايتعلق بي من خير او شر
لاني راض عن طريقتي التي اكتب بها رسائلي فلا احب ان يكدرها علي مكدر وعن ارائي
التي اودعها اياها فلا احب ان يشككني فيها مشكك ولم يهبني الله من قوه الفراسه
مااستطيع ان اميز بين مخلصهم ومشوبهم فاقبل الاول لاستفيد علمه واعرض عن الثاني لاتقي غشه
فانا اسير بينهم مسير رجل بدا يقطع مرحله لابد له ان يفرغ منها في ساعه محدوده
ثم علم ان على يمين الطريق الذي يسلكه روضه غناء تعتنق اغصانها وتشجر افنانها وتغرد اطيارها وتتالق ازهارها
وان على يساره غابا تزار اسوده وتعوي ذئابه وتفتح افاعيه وصلاله
فمشي قدما لايلتفت يمنه مخافه ان يلهو عن غايته بشهوات سمعه وبصره
ولا يسرة مخافه ان يهيج بنظراته فضول تلك السباع المقعيه والصلال الناشره فتعرض دون طريقه
منقوله من كتاب تجارب وخبرات قد تغير مسار حياتك
باسل شيخو