قصة طلاق ناجحة
في الحقيقة لا أعرف كيف أبدأ تجربتي..
فبقدر ما هي مؤلمة إلا أنني خرجت من ورائها قوية وصامدة...
باختصار.. كنت في السنة الثالثة في الكلية .. تقدم أحمد لخطبتي، فوافقنا بعد السؤال والتحري..
وكان الاتفاق على الزواج في الإجازة الصيفية..
مرت الأيام بطيئة .. جهزت فيها كأفضل جهاز لعروس .. ولا أخفيك أنني كنت أتحرق لمعرفة هذا الإنسان، وكيف هي شخصيته، وكنت أتمنى أن أغمض عيني ثم أفتحها لأجدني في عشي الجديد، وقد تجاوزت مرحلة العرس واللقاء الأول..
وحانت تلك الساعة أخيراً.. وجمعنا مع زوجي بيت صغير دافئ..
في البداية شعرت بعدم التوافق بيننا، وانعدام التآلف، إلا أنني صبرت واعتقدت أنها فترة مؤقتة وتنتهي.. وكنت أجبر نفسي على التودد إليه مع إحساسي بشدة النفور، ولكن الأمر طال واستمر حتى أكملت الشهر الرابع بعد زواجي، حاولت خلالها جهدي في كل ما يمكن لزوجة حريصة أن تفعله... إلا أن الأمر لم يتغير .. بل تعبت نفسيتي، وكنت أبكي بيني بين نفسي على واقعي ثم اكتشفت أنه يعاني مثل ما أعانيه، لقد كان خلال هذه الفترة يضغط على نفسه ويدوس على قلبه فهو أيضا لم يشعر بالود والألفة تجاهي.. وحتى لا أظلمه فقد كانت فيه جوانب جيدة، وكان عاقلاً ورجلاً بمعنى الكلمة..
وبعد أن تكاشفنا، وعرفنا حقيقة ما يدور في قلبينا، بكينا على حالنا، حين كنا نتمنى أن يكون هذا الزواج الأول والأخير لنا، وأن يرفرف الحب والود بيننا، وحينما لم يحصل هذا مع كل محاولاتنا وسؤالنا وقراءتنا على أنفسنا عرفنا أنه لا سبيل إلى زواج ناجح سعيد، فقررنا أن يكون طلاقنا ناجحا، حيث لم يكن زواجنا كذلك..
لقد قرأنا فكرة الطلاق الناجح في مقالة للأستاذ جاسم المطوع فأعجبتنا الفكرة..
جلسنا سويا ومعنا ورقة وقلما..
اتفقنا على كل شيء :
* ماذا نقول لأهلنا، والناس.
* متى يتم إعلان الطلاق؟ فقد قررنا أن نعلنه بعد زواج أخته حتى لا نفسد عليهم الفرحة.
* أن يحفظ كل واحد منا للآخر سره، ولا يبوح به لأحد كائناً من كان.
* أن يدعو كل منا لصاحبه بالتوفيق والسعادة.
كنت مترددة وخائفة جداً من الصاعقة التي ستحدثها خبر طلاقنا، وأفكر ليل نهار في حالي بعد الطلاق..
معقول أن أكون مطلقة ولم أكمل إحدى وعشرين عاما؟!!
إنني أبكي نفسي أحياناً، وأحياناً أحمد الله أن كان هذا الشخص هو من تزوجني حيث كان عادلاً يخاف الله في، ولو كان غيره فماذا يمكن أن تكون العواقب؟!
كنت أطمئن نفسي وأقنعها، أن طلاقي في حالتي هذه في هذا الوقت، خير من الطلاق بعد إنجاب عدد من الأطفال الذين لا ذنب لهم.
كذلك كنت أفكر: في والدي وأخوتي وصديقاتي، ماذا سيقولون؟
أعلم أنهم سيظنون أننا اتخذنا القرار في لحظة تسرع، لكنني مقتنعة والحمد لله أننا طرقنا جميع الأبواب لمحاولة التقارب بيننا، ولم نجد نتيجة، فهذا أمر خارج عن طاقتنا وإرادتنا، والحب بيد الله وحده هو الذي يضعه ويرفعه، واطمأننت كثيراً حين قرأت عن تلك الصحابية التي أتت إلى النبي صلى الله عليه وسلم تطلب أن يطلقها من زوجها، وذكَرَت أنها لا تعيب عليه في خلق ولا دين، ولكنها تكره الكفر في الإسلام، إنها لم تحبه ولم يألفه قلبها، وتخاف أن تكفر حقه فتقصر فيه،
وكذلك بريرة رضي الله عنها، فقد كان زوجها يطوف وراءها في طرقات المدينة – بعد أن أعتقت- ويريدها أن تعود إليه ويبكي وهي تأبى، وحين شفع الرسول صلى الله عليه وسلم له سألته إن كان ذلك أمراً؟ فلما لم يكن كذلك، قالت: لا حاجة لي فيه، ولم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم عليها ذلك ..
نحن لم نتخذ قرارنا هذا بحثاً عن حب رومانسي، كما في الأفلام، ولكننا نجد نفورا غير مبرر إلا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف)
إن من يده في النار ليس كمن يده في الماء البارد، وكل يوم يمضي يطيل معاناتنا بلا فائدة، لذا كان هذا القرار الشجاع حتى يسير كل منا في طريقه ويبحث عن شريكه من جديد..
أدعو الله لهذا الرجل المتزن أن يرزقه الله زوجة صالحة تسعده، وأن يعوضني خيراً على ما فقدت، والحمد لله رب العالمين.
أمل
مجلة حياة العدد (60) ربيع ثاني
RASHA @rasha_3
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️