استخدمت ثمرة الملوخية زمنا طويلا دون أن يعرف لها اسم ويقال أن اسمها الأساسي هو الملوكية وسبب التسمية هذه الثمرة بهذا الاسم كما تذكر لنا كتب التاريخ هو أن الخليفة الحاكم بأمر الله اصدر أمرا بمنع أكل الملوخية على عامةالناس وجعلها حكرا على الأمراء والملوك فسميت (الملوكية) ثم حرف هذا الاسم إلى اسم الملوخية·
ولكن هناك رواية مؤكدة وهي أن الحاكم بأمر الله، وهو حاكم غريب الأطوار، حكم مصر زمن الدولة الفاطمية في القرن الحادي عشر منع المصريين من تناول الملوخية. ويقول البعض إن الحاكم بأمر الله أمر بمنع هذا الطبق إدراكا منه للخصائص المقوية للملوخية، لكي يحول دون انغماس الرجال والنساء في الملذات.
الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي حكم الدولة الفاطمية من سنة 386هـ إلى سنة 411هـ ، وقد كان هذا الحاكم عجيب التصرفات ، غريب الأفعال ، وقد عرف عنه أنه كثير التلون في أفعاله وأحكامه وكان يخترع الأحكام ويحمل الناس عليها ثم يأمر بنقضها ( ما أكثر ما يفعل حكامنا مثل هذا الفعل ) ..
وكانت من أحكامه العجيبة أن يدعى الألوهية ، فكان قد أمر الناس إذا ذكر الخطيب على المنبر اسمه أن يقوم الناس على أقدامهم صفوفا إعظاما لذكره واحتراما لاسمه ، وأمر بذلك في جميع البلدان التي تتبعه ذلك في سائر ممالكه ، بل أمر أهل مصر خاصة أن يسجدوا لذكره..
وفي فتره من حكمه أجبر اليهود والنصارى بالدخول في دين الإسلام كرها ثم أذن لهم في العود إلى دينهم وخرب كنائسهم ثم عمرها وخرب القمامة ( كنيسة القيامة ) ثم أعادها ..
وقد بنى المدارس وجعل فيها الفقهاء والمشايخ ثم قتلهم وأخربها !!
بل في فترة من حكمه منع فتح الأسواق في النهار وأمر بأن تفتح الأسواق والدكاكين في الليل ، ومنع فتحها في النهار ! ونفذوا أمره في هذا ، حتى حدث له موقف مع أحد النجارين الذي فتح دكانه بالنهار ( وكان الحاكم يركب حمار ويقوم بالحسبة بنفسه في الأسواق ) فسأله الحاكم لما فتح محله بالنهار فقال له هذا النجار : أنه يعمل كما يعمل الباعة عندما يسهرون بالليل للعمل ، فعمله في النهار من جملة السهر !!
وكان لهذا الموقف بركته على أهل مصر فأعاد لهم حالهم من البيع في النهار !
وقد منع أيضا بيع الملوخية ، والجرجير ، والسمك الذي بلا قشر ، وشدد على هذا حتى أنه علم بتجار قد باعوا هذا فأمر بضربهم بالسياط ! ثم ضرب أعناقهم !!
ثم منع الزبيب والعنب وقطع كرومه في جميع بلاده خوفا من أن يتخذها الناس منها خمراً !
ثم منع النساء من الخروج من منازلهن حتى بقين أكثر من سبع سنين وهن ممنوعات من الخروج من المنزل !!!
وقد كره الناس حكم الحاكم لاضطرابه ، وكانوا يكتبون له بالسب والشتم حتى استباح القاهرة لعبيده بسبب قصاصة تشتمه وتلعنه ، ولم يخلص أهل مصر إلا مقاومتهم وانحياز الأتراك لهم حتى تدخل هذا الحاكم وفض الاشتباك بين الحزبين !!
وكان يتنصل من فعل السودان ويدعي أنه لم يكن يعلم بالأمر ، ومع هذا فهوا يرسل إليهم بالسلاح ، حتى أحرقت ثلث القاهرة !!!
وكان مقتله على يد عبدين بتدبير أخته ، في جبل المقطم ، وكان دأبه كل ليلة يذهب إلى تلك الجبال ليراغب النجوم ، فقاموا بقتله ( قطعوا يديه ورجليه وبقروا بطنه ) وكان شاهده الأخير حماره ( المدعو بالقمر ) والذي كان يسير معه في حسبته !!
AsMaaNini @asmaanini
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ارجوoooان
•
مشكوره
الصفحة الأخيرة