قال العلامة محمد تقي الدين الهلالي الحسيني الهاشمي
ـ رحمه الله ـ في كتابه العجاب :
( سبيل الرشاد في هدي خير العباد ـــ ) ج4 / ص 162 ما نصّه :
إن في كتاب الله من الأخبار والقصص والأمثال ما يفتح القلوب المقفلة الغلف والعيون العمي والآذان الصم ،
ولكن لا يحصل ذلك إلا لمن طلب الحقّ بإخلاص
وتجرّد من هوى نفسه الأمّارة بالسوء ، فهذا هو الذي ينتفع بالنذر .
والمقلد المتعصّب الذي اتّخذ إلهه هواه لا ينتفع بذلك .
وقد يسّر النطق به ، فترى التركي والهندي كلاهما يقرآنه بغاية التجويد مع بعد لغتهما عن اللغة العربية ،
ويسّر حفظه ، حتى أنه يوجد في البلدان التي تحبّه وتعتني به
كثير من الصبيان يحفظونه في سنّ مبكرة ، فمنهم من يحفظه وهو ابن سبع سنين .
يوما من الأيام كنت أسير ومعي رفيق في شارع من شوارع ( لكنو ) ـ مدينة مشهورة بالهند ـ
فمررت على باب قرأت في أعلاه ما نصّه :
في هذا البيت طفلة لا يتجاوز عمرها خمس سنين ، تحفظ القرآن كله فمن أراد أن يشاهدها فليدخل ، فدخلنا وصعدنا درجا انتهى بنا إلى غرفة كبيرة ،
وجدنا فيها رجلا ذا لحية سوداء جالسا على حصير ،
ورأينا طفلة تلعب بلعب مختلفة في ناحية من الغرفة ،
فسلّمنا عليه فردّ علينا السلام ،
ودعانا إلى الجلوس فجلسنا ، فقال لنا : أي جزء من القرآن تريدان أن تقرأ لكما منه هذه الطفلة ؟
فقلت أنا :
من قوله تعالى في سورة هود : ( وقالوا اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ) فلم ينادها ولم يأمرها بالقراءة ، بل بدأ هو يقرأ بعد الاستعاذة ،
مبتدئا بالآية التي طلبتُ أنا فتركت الطفلة اللعبَ وأقبلت عليه وجلست أمامه ، وبدأت تقرأ في الموضع نفسه ، فسكت هو وتركها وحدها
فاستمرت كالسهم بدون تلكؤ ولا تعتعة حتى قلنا لها : حسبك ، وكانت قراءتها فصيحة
ومنظرها يدل على أنها إن لم تكن بنت خمس كما هو في الإعلان لا تزيد على سبع .
وهذا برهان يفسّر لنا هذه الآية ـ يقصد رحمه الله قول الله تعالى : ( ولقد يسّرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر ) ـ
وأنا أعتقد أن هذه الطفلة لو وجدت من يعلّمها معنى القرآن ولغة القرآن والسنة التي تبيّن معناه لتعلمت ذلك في أقرب وقت .
فيا أسفاه على هؤلاء الذين وهبهم الله القرآن يُقرأ
عندهم صباح مساء ، وهم في ظلماتهم يتخبّطون ،
لا يتدبّرونه
ولا يتّعظون به ، ولا يتأدّبون بأدبه ، ولا يستضيؤون بنوره ، أولئك هم الخاسرون .
وأعطينا ذلك الرجل شيئا من الدراهم ، وقد سُررنا غاية السرور ، ولم ينقض عجبنا مما رأينا وسمعنا .
الموضوع الأصلي:
قصة العلامة تقي الدين الهلالي مع الطفلة الهندية ذات الخمس سنوات .... قصّة عجيبة
المصدر: شبكة المنهاج السلفية

~ كـنــوووزة ~ @knoooz_2
عضوة شرف في عالم حواء
قصة العلامة تقي الدين الهلالي مع الطفلة الهندية ذات الخمس سنوات .... قصّة عجيبة
5
1K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

استغفروا ربكم
•
يارب اغفر لنا تقصيرررررررنا



لا إله إلا الله ،، كانت الطفلة تحفظ القرآن وهي في سن الخامسة أو السابعة ،، و لكن مما شدني أيضاً هو أن الطفلة بمجرد سماعها للشيخ يقرأ القرآن
كيف تركت اللعب و اتجهت نحوه لتتابع القراءة !
عن طريق التربية تم غرس حب القرآن و التعلق به و ترك كل شيء عند سماعه !
اللهم وفقنا لأن نحسن تربية أنفسنا و تربية أبناءن
كيف تركت اللعب و اتجهت نحوه لتتابع القراءة !
عن طريق التربية تم غرس حب القرآن و التعلق به و ترك كل شيء عند سماعه !
اللهم وفقنا لأن نحسن تربية أنفسنا و تربية أبناءن
الصفحة الأخيرة