بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمسلمين,أما بعد:
أقدم لكم قصتي الثانية في عالم كتابة القصص يارب تعجبكم وقولولي رأيكم .......
:04:
استيقظت الأسرة على صراخ الأم, وهي تنبأ جميع أفراد هذه الأسرة بقدوم الضيف الجديد, الذي طال انتظاره بعد قدوم أخته الكبرى منذ عشر سنوات, فكلما تحبل الأم وتكتشف أنه فتاة تجهضه فقد كان الأب يقول في خفايا نفسه : أخيرا سيأتي من سيحمل اسم العائلة من بعده ويرث الشركات والسيارات و الأرصدة في بنوك سويسرا, وقد تخيل اسم ابنه عندما يعلو شركاته " بلال أحمد الفضل " انه حلم طالما تمناه كثيرا, وبهذه المناسبة السعيدة؛ وفد الأقرباء, والأصدقاء, والجيران, وأعدت الولائم العامرة بأشهى وأطيب المأكولات والأطعمة من شتى أنحاء العالم, وأمام هذه الفرحة الغامرة؛ لاحظت الأخت الكبرى اهتماما كبيرا بهذا الوافد الجديد, وبدأت بذور الحسد والحقد والكراهية تتخذ موضعها في قلب تلك الفتاة الصغيرة, ومما زاد الطين بله؛ قدوم صديقات السوء بري تلك البذور السوداء في قلبها حتى أزهرت تلك البذور بكلامهن المسموم " لقد أخذ هذا الطفل كل الاهتمام ..." "الأسرة لم تعد تحبكِ الآن بعد قدوم هذا الطفل ..."
وبدأ الكره يزداد ويتطور حتى استولى على قلبها المخدوع ولم تكن تفكر في شيء ماعدا التخلص من هذا الطفل الدخيل وقد حاولت خنقه بالوسادة لكنها فوجئت بأمها وهي تدخل الغرفة فأخفت الوسادة وتظاهرت باللعب معه و في مرة حاولت وضع السم في طعامه ولكن الأم شكت في رائحة هذا الطعام فألقت به في سلة المهملات أما الطفل الصغير بلال فقد كان والديه حيطانه بجميع أنواع الرعاية والرفاهية وبدأ يشب ويترعرع تحت الرقابة الغائبة و الثقة الكاملة ولم يعرف معنى كلمة "لا" من فاه والديه فأي طلب من بلال كان كالأوامر في نظر والديه وكانا يعتقدا بأنهما أديا واجبهما على أكمل وجه وللأسف كان يحصل عكس الذي يظنان فعندما حصل على أول سيارة له أخذ أصدقائه بها خارج المدينة وقد صدم عدة مرات بسيارته الجديدة سيارات أخرى وكان والده يتحمل مصائبه وزلاته ونكباته وعندما كان يقول للأم كانت تقول: "شباب ويكبر كلنا كنا شباب" وفي ليلة من الليالي كان بلال يستعد للذهاب إلى أصدقائه فسمع ضحكات عالية هستيرية قادمة من غرفة أخته ففتح فرجة في الباب قليلا وتلصص على أخته فوجدها تتحدث في الهاتف فتركها وانطلق إلى السيارة ولم يكن يعلم أن أخته كانت تخطط لشيء أثناء هذه المكالمة ....
وعندما كان بلال يجلس مع أصدقائه قام أحدهم بإخراج كيس به مادة بيضاء وقال لهم : "إنه دواء يزيل الصداع والهموم"
فأعطاه لبلال وقال له : "جربه سيعجبك كثيرا"
وبعد إلحاح أصدقاءه عليه أخذ المادة البيضاء من يد صديقه فأخذ منه ملعقة في تردد كبير وبعد عشر دقائق من تذوقه لهذا الدواء بدأ بلال بالهلوسة أمام ضحك أصدقائه واستهزائهم به وبعد دقائق قصار غاص بلال في نوم عميق .......
بعد ساعتين استيقظ بلال على ضوء الشمس وعاد إلى بيته مترنحا فعندما رآه أبوه هكذا استغرب قليلا ولكنه أعتقد أنه يريد أن ينام فتركه ومضى إلى شركاته وأعماله وفي اليوم التالي ذهب بلال إلى صديقه المشئوم وطلب منه بعضا من هذا الدواء لأنه يحتاجه بشدة وبعد تحايل وبكاء كثير أخذ منه الكمية التي يريدها من هذا الدواء وعندما عاد لبيته كانت تنتظره أخته الكبرى وكانت ترسم على وجهها ابتسامة شيطانية تدلي بالكثير من الشر والكراهية والشماتة وعندما مر بلال بجانبها استوقفته وقالت له : ماذا كنت تفعل عند صديقك؟
فقال لها : وما دخلك أنت؟
قالت له : أريد أن أساعدك.
فقال لها : تساعديني في ماذا؟ ولماذا تتكلمين بالألغاز؟!
فقالت له : إن الدواء الذي تأخذه عند صديقك ما هو إلا نوع من المخدرات.
فقال لها بدهشة كبيرة : ماذا تقولين؟!
فقالت بتشف هائل : أقول أنك أصبحت مدمنا على الهيروين ...... أيها المدمن.
فقال لها : أنا لا أصدقك أيتها الكاذبة!
فقالت له : أذهب إلى المستشفى وتأكد من ذلك بنفسك.
فقال لها بانفعال كبير : وما أدراك أني آخذ دواء عند صديقي!
فقالت له : في أحد الأيام كنت أفكر في فكرة تخلصني منك ومن اهتمام والدينا الزائد بك!لقد سلبتني ماضي وحياتي ومستقبلي!لقد دمرتني كليا!وحان الوقت لأدمرك أنت الآخر!فطرأت في عقلي هذه الفكرة الخبيثة وفي تلك الليلة التي سمعتني فيها أضحك بصوت عال ففتحت الباب فوجدتني أتحدث بالهاتف كنت أتكلم مع أحد أرقام أصدقائك لقد كان الإيقاع به سهلا من ثم أغويته وجعلته خاتما في إصبعي وقلت له : إني أريد أن أنتقم منك لأني أحببتك ولكنك خنتني مع أخرى وإن قلت إني كاذبة فأنا لم أكذب عليه إلا في نقطة واحدة وهي : أني أحببتك سابقا وأنا لم أحبك سابقا ولا الآن ولا غدا إني أكرهك ملء حياتي كلها.
وعندما تكلمت مع صديقك قليلا حكى لي قصة حياته وقال لي أيضا : أنه يتاجر في المخدرات يجعل رفاقه يدمنون عليها يعطيهم المرة الأولى والثانية مجانية من ثم يبيعها لهم بثمن باهض وأنت كنت من أحد ضحاياه كما ترى.
والآن نأتي بخلاصة القول ولأني بالطبع لا أستطيع التخلص منك حاليا سأعقد معك صفقة.
فرد عليها بلال بدهشة وثغر مفتوح : أي صفقة؟!
فقالت وهي تحاول كتم ضحكاتها : سأعطيك المخدرات مجانا مقابل أي شيء سآمرك به وإلا سأمنع عنك المخدرات التي تدمنها وأقول لأمي وأبي عما يحدث هنا!
فانصاع بلال لأوامرها وتظاهر بالمضي لكنه ذهب مسرعا إلى المطبخ بكل غضب وانفعال وجنون أحضر سكينا وهجم به على أخته قائلا : سأقضي عليكِ قبل أن تقضي عليِ!
ووقعت الفتاة على الأرض مطعونة بسكين في قلبها وقد أسلمت روحها إلى بارئها ووقف مدهوشا بما فعله لم يدر هل هو حلم أم حقيقة؟ ولكنه عندما رأى أخته أدرك أنه حقيقة ونظر إلى يديه بذهول لم يصدق ما اقترفته هاتان اليدان وبحركة انفعالية أخرج السكين من قلب أخته وطعن نفسه بها في قلبه ومات ميتة ما أسوأها ميتة – عافنا الله وجعل موتنا كموتة الشهداء –
وهكذا قُفِل ملف بلال وأخته ودمرت هذه الأسرة بأيدي الوالدين.:icon33:
والحمد لله رب العالمين

فتاة فوق العادة @fta_fok_alaaad
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️