كان العرب في الجاهلية يمتدحون الوفي الصادق في كلامه، ويذمون مخلف الوعد، ويتعلق بهذا الخلق المذموم لديهم قصة مشهورة صارت مثلًا يذم كل من يخلف مواعيده، فَيقال: كمواعيد عرقوب،
فعرقوب كان رجلًا يهوديًا يعيش في يثرب، وله أخ محتاج، وكان لعرقوب نخلة في بيته وعد أخاه أن يعطيه شيئًا من ثمرها إذا أثمرت، فلما أثمرت النخلة، رجع أخوه ليطلب منه ما وعده به. فقال له عرقوب: عد إليَّ إذا أصبحت الثمار بلحًا، فذهب أخوه وعاد إليه مرة أخرى عندما صارت الثمار بلحًا، فصرف عرقوب أخاه بقوله: عد إليَّ إذا أصبحت الثمار زهوًا، فذهب أخوه وعاد له وقد أصبحت الثمار كذلك. فأطل عرقوب على أخيه وقال له: عد إليَّ عندما تصبح الثمار رُطبًا، فذهب ثم عاد إليه عندما أصبحت الثمار رطبًا، فصرفه عرقوب حتى تصبح الثمار تمرًا، فاصطبر الأخ على أمل أن يعطيه من الثمار إذا صارت تمرًا، فلما صارت تمرًا ذهب عرقوب إلى الشجرة ليلًا فقطف ثمارها، وولم يترك لأخيه شيئًا منها، فلمّا اشتهرت القصة صار عرقوب مضربًا للمثل في خلف الوعد،
وقد ذمه الشعراء في أبيات مختلفة؛ لأنه عمد إلى خلف وعده مع قدرته على تنفيذه، وفي هذا مذمة لكل من يخلف وعدًا كان قادرًا على إنجازه لصاحبه.
المصدر: موقع موضوع
زينيتسيا @zynytsya
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
كَانَت مَواعيدُ عُرقوبٍ لَها مَثَلاً وَما مَواعيدُها إِلّا الأَباطيلُ