قصة تحذر من العجب بالطاعات

ملتقى الإيمان

هل يكفي بكائي ليمسح خطئي في حق جلال الله ؟؟؟؟
هل يكفي ألمي وذلك الحريق الذي يشتعل في فؤادي ليطهرني من إثمي ؟؟
ربما تكون قصتي عبرة وعظة ......
تربيت في أسرة لا تعرف من الدين أكثر من تعليق المصحف في السيارة وعلى النحور المكشوفة .... ولم يكن يَتعبد بحق إلا جدتي ... وبالطبع كان التصور المقبول إنها إنما تفعل ذلك لأنها عجوز لا ناقة لها في الدنيا ولا جمل ...... وما عادت قادرة على الاستمتاع بالمباهج ...... بتاعة الشباب كما كانت تقول أمي
وفي مفرق المراهقة والشباب رأيت الله .... وعرفت الحق فلزمته واجتهدت وجاهدت فيه
جاهدت نفسي وأهلي وظروفي
واجتهدت في الطاعة وفي الأخذ بالعزائم
وأعانني الله بكثير طاعة وجميل صحبة حتى شعرت أنه لا يمكن أن يكون على وجه الأرض من يتحمل في الله ابتلاء محبة خالصة له وحده غيري
فقد أحببت ربي ... وأحببت التقرب إليه ..... ومناجاته .. والوقوف بين يديه
وكنت أتعجب من صويحبات لي ينهرن لمشكلات أراها من توافه الأمور والتي لا يصح ان يتوقف عندها مؤمن بحق إلا إذا شاب إيمانه الشوائب
كنت أقولها بيني وبين نفسي وأحياناً في مواجهتهن :
- ايه يا جماعة قلة اليقين دي ... معقولة ... ايه مضايقكم قوي كده .... سبحان الله ...
وكانت الإجابات تتراوح بين فقدان المال أو الخوف على الولد .... أو ربما مرض الزوج ووفاته ,,, ولكني أبداً لم أكن أتحرك ...كنت أشاركهن الأحزان والدعاء .. وبداخلي صوت يقول .... لا يكون في ملك الله إلا ما أراد .... مال ضاع : ما المانع لا نصيب فيه ولا رزق .... ولد فسد ... لو أحسنوا تربيته ما شقوا به ... زوج مريض أو توفي .... وهل لنا في أنفسنا شيئاً ..... لماذا لا يرضين ؟؟؟ لماذا لا يحمدن شاكرات ....
لماذا لا يكتفين بحلاوة الطاعة وجمال القرب
......
في كثير من سجودي ناجيت ربي قائلة ..... ياالله : إن كنت أعبدك طمعاً في جنتك فارحمني منها وإن عبدتك خوفاً من نارك فاحرقني بها .... ربي أنا لا تهمني النار ولا تغريني الجنة ... ربي إنما أنا أعبدك لأنك رب تعبد ... إنما أنا باحثة عن رضاك عني ...... أنا لا أبغي في هذه الدنيا غير أن أموت لأتمتع بلذة النظر إلى وجهك الكريم .... ربي خذ دليلاً على حبى ما تشاء ... امتحني يا رب أي امتحان وسترى يا إلهي إني لا آبه إلا لرضاك عني ...
وكم مر بيمن ابتلاءات خرجت منها كلها راضية ... بل ولم تترك في نفسي أى أثر ... ولم أشعر أصلاً إنها ابتلاء ولم أر فيها ما رآه غيري وأشفق علي من جرائها...

وتدحرجت إلى الآفة ...... وصبر الشيطان علي حتى أخذني في مقتل وأنا لاهية في عجبي بطاعتي ومحبتي .... وبدأت أقولها بيني وبين نفسي : الحمد لله أنا مختلفة .... أنا حاجة تانية ..... لم يمر أحد بما مررت به .. هل تراني يارب ..... هل ترى قوة إيماني بك وعظم حبي لك ........
يكفي هذا فلقد طالني العجب والكبر ...... وتعاليت بقدرتي ... وكثير دعائي
يكاد قلبي أن يتوقف ....كلما أذكر رحمة ربي ونعمته الكبرى وغروري الأحمق بقدرة منحها إياي سبحانه برحمته ورأفته وفضله الكريم
وجاءني اختبار ... بل أقل .... بل لاشئ ..... جاءني ذلاً ومهانة ...... ولم أتقبل ولم أنجو .... بل بكيت ودعوت وانهرت تماماً فيما لا ينهار به أحد بل ولا يعيره التفاتاً أصلا
طفل إذا قارنت سنواته بعمري الطويل ..... وخبرته بإماكاناتي الواسعة ..... طفل لا يملك لي ناقة ولا قطمير ولا أنتظر منه ضراً ولا نفعاً ... طفلاً بل لنقل شاباً اعترض طريقي في لحظة أحتاج فيها إلى يدي لتساعده وتسانده .... وكم مر قبله وكم سيمر بعده .... وبعد شهور من الامتنان والمحبة انقلب حاله- وسبحان مقلب القلوب- إلى العداء والكراهية ..... وابتكر لذلك كل الأسباب واستعمل في حقي كل الصفات الدونية ... واتهمني بما أنا منه بريئة .... وألصق بي كل نقيصة ...... وألقى بكل يد مددتها إليه إلى طين الرفض والامتعاض كمن يتخلص مما تعافه النفس الكريمة وتأباه
واجهني بالإهانة فصمت .... اتهمني بالكذب فأقسمت ..... نعتني بالخيانة والمراوغة فلم أزد إلا ضعفاً وذلاً
حاولت أن أستدعي عقلي .... فطنتي .... قدراتي ..... طاقتي على العبور السريع فوق سفاسف الأمور وجلائلها فما وجدت غير ألم يحرقني ... وعذاب يكوي ضلوعي ..... رأيت صاحباتي ودموعهن ..... واحتقرت نفسي أن أبوح بسبب دمعي .....
أين صاحبة القوة والقدرة ؟؟؟؟ أين المسلمة المستسلمة الراضية دائمة الابتسام
كانت هنا ....حين كانت معونة الله هي السلاح
كانت يد الله تحميني وتمنحني وتعطيني .... وتباركني وترشدني حين كنت لا أبغي سواه .... ولا يشغلني إلا رضاه .... أما وقد رأيت في نفسي ما رأيت .... وتصورت أنى أوتيته على علم عندي وعمل .... فلقد أصبحت للنهش .... والسب ...... والإهانة ... والقسوة .......
وبكيت ... ومرغت جبهتي على تراب الأرض أتضرع إليه سبحانه أن يرفع غضبه عنّي ..... أن يجْبرني .... أن يسترني ....... أن يحميني من نفسي ومن الناس .... أن يسبغ علي ستائر فضله مرة أخرى ولا يدعني لنفسي ولا لسواها طرفة عين ولا أقل من ذلك
آه من عبد رفع الله عنه يده وتركه لذاته ... ودنياه ....
آه ..... رأيت الحديث بنفسي وتمثل في شخصي : وتسلط علي بذنوبي من ظلمني .
ولله الحمد من قبل ومن بعد..

منقول لأخذالعبرة منها.
2
753

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حياتي 2000حلوه
حياتي 2000حلوه
يارب تجيرنا
الله يثبتناااااااااااااااا
لاحول ولاقوه الابالله
#كليوبترا#
#كليوبترا#
اللهم أجرنا من النار