أخواتي في المنتدى قرأت هذه القصة فأعجبتني و أحببت أن أنقلها إليكم
و هي قصة في اليقين بالله
خرّج من الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة ،وكان آية في الذكاء ؛ ويحمل تزكيات وشهادات أُخر..
ولكنهطاف بكل المؤسسات والإدارات الحكومية والشركات .. فلم يوفق لعملٍ بها ..
ولأنه آلى على نفسه آلاَّ يخرج من طيبة الطيبة؛ المدينة المنورة ؛وهل يتذوق أحدٌ طيبَ العيش بطيبة الطيبة الحبيبة فيتركها ؟
وهويرى في كل شبر منها ذكريات للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي اللهعنهم..لأنه آلى أن يعيش بالمدينة طمعاً في دخوله في حديث المصطفى صَلَّى اللَّهعَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَمُوتَ بِالْمَدِينَةِفَلْيَفْعَلْ فَإِنِّي أَشْفَعُ لِمَنْ مَاتَ بِهَا)
فقد ذهبإلى أحد المربين الفضلاء ..والمشايخ الأجلاء..من إذا رأيته ذكرت الله..وإذا سمعتصوته علمت أنه يخشى الله ..ولا نزكيه على الله
قال:ذهبتإليه فقلت له :.يا شيخ ألا تعرف أحداً يوظفني؟ فقد أوصدت الأبوابُ في وجهي ..ولميبق بابٌ إلا وطرقته دون جدوى ..
ولا أريد أن أخرج من المدينة قالالشيخ بلهجة الواثق بالله ، الموقن بوعد من الله تعالى :-
نعم أعرف من يوظفكوالله..
وفي أسرع وقت قلت وقد علاني الفرح والسرور.. :من هوياشيخ أحسن الله إليك من هو ؟ .. قال الشيخ: إنه الله عز وجل
قال : فكأني وجمت قليلاً .. ولم أتكلم ..
فنظرإلي الشيخ وقال:- عجباً لو قلت لك .. الوزير الفلاني والمسؤول الفلاني..لاستبشرتخيراً..
ولما ذكرت الذي بيده مقاليد كل شيء وهو على كل شيءقدير..الذي بيده ملكوت السموات والأرض…وخزائن السموات والأرض ..
أراك قد تغير وجهك وكأنك في شك في وعد الله (وَفِي السَّمَاءِرِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ) (الذريات:22)
أذهب يا بني إلى مسجدالنبي صلى الله عليه وسلم قبل الفجر بساعة ؛ وتقرّب إلى الله تعالى في الثلث الأخيرمن الليل وفي ساعات السحر.. وأنا أثق أن الله تعالى سيقضي لك أمرك
قال:. فخجلت أشد الخجل .. وعلتني الرحضاء .. وودّعت الشيخوانصرفت..
وضعت منبه ساعتي على الثالثة بعد منتصف الليل قمت وتوضأت .. ثم ذهبت إلى الحرم النبوي وبي من حرارة الإيمان مالا أستطيع وصفه ..
فلما دخلت .. وصليت ما كتب الله لي ..أردت أن أمدَّ يدّي إلىالسماء فأدعو .. لم أستطع .. إذ غلبني البكاء فعلا نشيجي .. حتى ظننت أن روحي ستخرجوأني قد آذيت من حولي .. فدعوت الله بكلمات قليلة .. والله عليم بذات الصدور …
صليت الفجر مع المسلمين .. ثم حضرت درساً لأحد علمائنا الأجلاء ثماتجهت بعد ذلك إلى بيتي .. نسيت كل شيء إلاَّ الله تعالى ولم أعد آبه بشيء من أمورالأرض ..
في الطريق إلى بيتي كأنَّ قائلاً يقول لي اسلك هذا الطريقفسلكته فإذا بي أواجه إدارة حكومية لم يسبق لي المرور عليها .. فقلت في نفسي لمِالاَ أنزل فأسألهم إن كان لديهم وظيفة لي
فنزلت .. ثم دخلت فاستقبلني رجل ..هش في وجهي عندما رآني .. وهو لا يعرفني ..
فقلت له : ياأخي أنا لا أعرف أحداً هنا فإن شئت أن تنال أجري فهذه أوراقي .. وهذه شهاداتي .. إنني منذ زمن أبحث عن عمل ولم أجد . فلما نظر إلى شهاداتي اتكأ بكلتا يديه على حافةمكتبة وقام .. ونظر إليّ وقال:-
سبحان الله ..نحن منذ فترة نبحث عنأشخاص يحملون مثل هذه المؤهلات .. أين كنت ؛ ومن أين جئت ؟ الآن تتوظف أن شاءالله..
قال:.فقمت من على الكرسي وسجدت لله شكراً في مكتبه وقداغرورقت عيناي بالدموع .. وأنا أردد.. وقد تذكرت الشيخ ..
إنه الله عز وجل ..
إنه الله عز وجل ..
