الحلقة الاولى
https://www.hawaaworld.com/sho...
الحلقة الثانية
https://www.hawaaworld.com/sho...
الحلقة الثالثة
https://www.hawaaworld.com/sho...
من الحلقة السابقة:
نظر إليّ الشيخ عصام وقد عادت إليه ابتسامته ثم قال لي واضعا قدمي على أول الطريق:
------
- هل معك حافظة نقود الآن؟
- نعم شيخي!
- وهل فيها نقود فئة المائة جنيه؟
- نعم
- حسنا، خذ هذه المائة واخلطها مع أخواتها..
ففعلت ذلك ثم أعطيت الشيخ عصام حافظة نقودي، فإذا به يعطيها لأحد طلاب الحلقة، قائلا له:
- أخرجْ المائة التي وضعتها الآن من الحافظة..
فأجابه الطالب:
لا يمكنني ذلك، فالأوراق كلها منتظمة في الحافظة لا فضل لبعضها على بعض!
فالتفتَ إلي الشيخ عصام ضاربا فخذي بيده اليمنى، وخاطبني بعينه ولسانه وشفتيه وقد
أحكم قبضة يده:
- هو ذاك يا أسامة، يبنغي لحفظك الجديد أن يكون في ذاكرتك وقلبك مثل حفظك القديم
بقوته ورسوخه واطمئنانه، ولا سبيل لذلك إلا بإحكامه في مجلس المذاكرة وقد جمعت في
مجلسك هذا قوتك وتركيزك وقد خليت بينك وبينه، فإن فعلت هذا، سهل عليك أمره بعد
ذلك، فلا تشقى بمراجعته ولا تجهد في استرجاعه!
كنت أنظر إلى الشيخ عصام - أيتها الكريمة - وأنا أغرق في مثاله ذلك الذي ضربه لي
فلم أكن أرى غيره، ولم أكن أسمع غيره، وكأني كنت أعيش هذه اللحظات في حافظة
نقودي، ولم أنتبه لشيء إلى ما حولي إلا على صوت الشيخ عصام مداعبا:
- يبدو أنك لا تريد استرجاع حافظة نقودك!
- عفوا شيخي، فقد أخذني مثالك أخذا شديدا، لكن أردت أن أسألكم: كيف لي أن أعرف
أني وصلت إلى ذلك المستوى في حفظي الجديد؟
- وهل غير الصلاة يقيمك إقامة السهم على ماهية حفظك وكيف هو؟!
- لكن يا شيخي، الصلاة غيبا بما أحفظ أنظر إليها كما ينظر أهل الأرض إلى الكوكب
الدري في السماء، وكثيرا ما أقول أن هذه لا يستطيعها إلا المهرة الأفذاذ.
- أنا الآن لا أسمع صوتك ، وإنما أسمع صوت نفسٍ تأخذك بعيدا عن معالي الأمور،
وأرادت بك القعود، وكل ما ذكرت لا يزيد عن أوهام أحاطت بك، ودعني أكمل لك
تلك الأوهام، والتي ربما أحاطت بكل أحد سلك طريق حفظ القرآن الكريم، وهي الخوف
من الخطأ في القراءة أثناء الصلاة، وماذا لو نسيت، وماذا لو ...
- نعم نعم ، هو ذاك ..
- أسامة، هل يمكنني أن أسمع منك قرآنا الآن مما تحفظ بإتقان؟
- يمكنني شيخي..
- حسنا، اقرأ!
فقرأت ما شاء الله أن أقرأ وأنا أنظر إلى وجه الشيخ عصام حينا وإلى مرمى بصري من
الأرض حينا، ولم أكن أرى في وجه الشيخ إلا الرضا والسكينة، ثم أشار إلي أن أتوقف
فتوقفت، ثم نظر إلى من حوله من طلابه سائلا:
- كيف تجدون قراءة أسامة؟
فأجابوا بإجابة واحدة وكأنهم تواصوا بها: رائعة شيخنا
فابتسم الشيخ قائلا:
أسامة، أنت إمامنا في صلاة العشاء أيها البطل!
- أنا؟!
- نعم ، أنت، وستصلي بسورة هود كاملةً!
لم أدر بمَ أجيب وماذا أقول، وكأن الكلمات فرت هاربة إلى غير عودة، إلا كلمة واحدة لم
تجد سبيلا إلى الفرار، فأمسكت بها ثم أطلقتها بقوة:
- حاضر
ربما تعجبين الآن - يا هندُ - من إجابتي تلك، لكن سأنضم إليك متعجبا أنا كذلك، وأخبرك
أني لا أدري كيف نطقت بها، ولعل الله الذي ساقني إلى المسجد وجعلني ألتقي الشيخ
على غير موعد هو - سبحانه- الذي أطلق لساني بها، لطفا منه ورحمة بعبدٍ رأى تقلب
وجهه في السماء داعيا بحفظ كتابه، ولم يكن لي دعوة - وما زلت أدعو بها- اللهم ارزقني
حفظ القرآن فإني أحبك وأحب كتابك..
وبعد أن أجبت الشيخ عصام بإجابتي تلك أردفتها بقولي:
- وإن أخطأت؟
فأجابني بهدوء وسكينة وابتسامته:
- لن تخطئ بإذن الله، غير أني أرجو أن تخلو بأخيك ياسر - وهو أحد طلاب الحلقة -
لتقرأ عليه السورة، استعدادا للصلاة ..
فقمت من مجلس الشيخ وأنا و(أخي) ياسر لنخلو بسارية من سواري المسجد ليبدأ درس
جديد وهداية أخرى كان شيخي فيها ياسرًا، فابتسم هو الآخر لي، ابتسامة رأيت فيها
ابتسامة الشيخ عصام الأولى، وكأن هذه الابتسامة يتلقونها بسند متصل لتلين لهم قلوب
العباد..
وعندما أردت البدء في القراءة على الأخ ياسر أثار انتباهي أمر عجيب فلم أملك
نفسي حتى سألت ياسرا عنه، فقلت له مازحا: ...
الدكتور سعيد حمزة
الجيل الجديد . @algyl_algdyd_1
عضوة شرف في عالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
رائعة ..!!
ومشوقة ..!!
تلك القصص وفيها دروس
فهلا اكملت لنا الآتي .،؟
ننتظر
وجزاك الله خيراً .
ومشوقة ..!!
تلك القصص وفيها دروس
فهلا اكملت لنا الآتي .،؟
ننتظر
وجزاك الله خيراً .
واياكم أخواتي ..
الجميل في حلقات هذه القصة انك تأخذي من كل حلقة قيمة وهدف جميل لكل من يسعى للحفظ ..
الجميل في حلقات هذه القصة انك تأخذي من كل حلقة قيمة وهدف جميل لكل من يسعى للحفظ ..
الصفحة الأخيرة
ننتظر جيووولة الحلقة 5
على احر من الجمر ...هههههه