قصة سجينة بالملز وفرج الله لها

(فمَا ظَنكُم بِرَبِّ العَالَمِينَ )
لو تشهد قلوبكم مايفعله رب العالمين لمربوبيه..
لطارت بلابل قلوبكم فرحاً ..
بكرمه وجوده والله مانظن إلا خيرا.

جلست أتأمل الآية فطارالنوم من عيني
وحار الفكر وهو ينظر ببعض ماعلم ..
وشاهد من تربية الله لمخلوقاته..
وقسمته لأوصافهم وأرزاقهم..


سأسرد عليكم حادثة ..


مرت بي ومازلت أذهل ..
أمام عظمة الله وسعة فضله ..
وقدرته الباهرة في تدبير مخلوقاته..
فتابعوا معي التغريدات وتأملوا بعين قلوبكم !


كانت عندي محاضرة في سجن الملز القسم النسائي بعنوان ..
- الإفتقار إلى الله -

قابلنا مديرة السجن ولضعف قلبي طلبت منها ..
ألا أحتك بالسجينات مباشره..

فقالت ستدخلني من باب جانبي على المسرح مباشرة ..
وفعلاً تم ذلك وكان الحضور كبير ومختلف في صمته..
فألقيت المحاضره وكانت مؤثره وبكى كثير من السجينات..

المشهد أمام عيني لاأنساه مختلف النساء ..
الألوان والأعمار والقضايا ..

-انتهت المحاضره ألتفت لم أجد المديره..
سألت قالوا ذهبت في أمر طارئ كان هناك..

تقدمتني احدى الموظفات للخروج..
فظننت أني سأخرج من الباب الجانبي ..
فأشارت إلى الباب في الأعلى وعنده حراسه ..
ويجب أن أمشي بين مدرجات المسرح الممتلئة بالسجينات ..
فاستجمعت نفسي ومشيت وكل مارقيت درجه تمسكني ا..
حداهن بطلب منها أدعيلي الله يتوب علي ومنها..
هل لي مغفره؟



أجاوبهم بأنهم قد يكونون أقرب مني لله ..
لإضطرارهم وفقرهم له ..
عندما وصلت الأعلى في الممر الموصل للباب..
أمسكت بكتفي أمرأه مبرقعه تبدو أنها شابة..





وقالت أنا في رقبتك خمسة أيتام عيالي..
وأنا أرمله في الشوارع من أسبوعين..
ماأدري عنهم وهي تبكي ..
وأنا أنتفض من الذهول ماهذا وكيف أتصرف ..
أستطاع لساني ينطق
يقول وش المشكلة ياأختي ؟
قالت دين ..

بلعت ريقي.. دين تضيع فيه أسره..
قلت كم ؟
وأنا يتجاذبني ألف شعور ..

أولاً
في الوقت ذلك لم أكن أملك شيئ
ثانياً

تخيلت علي دين وأبنائي في الشارع ..
ثم نظرت كم في بنوك المحسنين ..
مايفرج من كربات أخوانهم ..
فهل من الخير تحبس في البنوك هذه الأموال..
أم يفرج بها كرب؟!

سيكون بدلاً عنها تفريج كرب يوم القيامه ومتاجرة مع الله ..

ردت علي-40 ألف-فكان الألم في نفسي أكبر-لهذا المبلغ..

تسجن أمرأه وتفرق عن أبنائها؟!





سألت عن سبب الدين ..
فكان أن عند هذه الأرمله خرابة أرادت ترممها ..
فأخذ رجل مقاولة هذه الخربة فرممها 170ألف ..
جمعت كل ماتستطيع بقي 40ألف عجزت سدادها





فما كان منه إلا سجنها لعدم سداد الدين ..

ذهبت للمديرة واستفسرت عن الموضوع ..
وقالت صحيح وأنها من سوء حظها قبل يومين من سجنها أتت محسنة ..
وأخرجت كل السجينات بدين..

وعليها تنتظر حتى يسدد عنها أحد..

رجعت لعملي وأنا مهمومة ..
وقلت لزميلتي لاأستطيع أن أرقى للمكتب ..
أخبري الزميلات أن تجهز كل واحده..


خمسة آلاف دين ثم يسدد الله عنها..

كنت وأنا أحدث تلك السجينه نطقت بكلمة..
لست قدرها ولكنها خرجت- قلت ..
(هذه آخر ليلة تباتين بعيد عن عيالك )-
وكيف أدبرهذه الكلمة الكبيرة علي ولكن الله المدبر ..

اعتذرت بعض الزميلات أن أمهلينا يومين ..
قلت لازم تطلع بكره لعيالها ويحلها ربي-أحترت ماذا أفعل كلمت زميلة



أمون عليها قلت فلانه عندك سلف 40ألف ؟
قالت والله مافي في البنك إلا هاالأربعين أجار البيت بيحل بعد أسبوعين..
قلت أسحبيها العصر ..
وقصيت عليها القصة





قالت وهي تمزح ..
ترى إذا مارجعتيها في الموعد بدخلك بدالها السجن ..
ضحكت بحزن الهم الذي أحمله..
وقلت موافقه ..

رفعت سماعة التليفون بدون هدف وأتصلت على

سنترال أحدى المحسنات ..
والتي يصعب الوصول إليها وبالنسبة لي لم أكن أفكر أبعد من الضغط على أزرة التليفون ..
وإذا بالسنترال يحولني عليها وترد مهلية ومرحبه ..
وقلت لها القصة كامله وهي تسمع
ولا تتكلم..

ثم قالت أفتحي الباب بعد عشر دقائق السائق يحضر المبلغ..
أغلقت السماعة وأنا في شهود عجيب لتدبير الله للأمر ..
وبهذه السهولة وهذه السرعه..
سبحانك كم ربيت عبادك بالنعم ومافطنوا لتدبيرك وأنشغلوا بالناس عنك!
العصر كلمت الأخت التي ستسحب المبلغ من البنك وقلت لها خلاص
لا تسحبين..

قالت وهي تمزح خفتي من السجن . وكلمت مديرة السجن وأخبرتها وفرحت بشده ..

في الصباح كلمتني المديره وقالت بشرتها

في العنبر الذي هي فيه وخرت ساجدة حتى خفت عليها..


وفي الحال كلموا ولدها أبو 15 سنه لأنه محرمها ..
وجاء وأخوانه في الحال ..
ووقف الضابط وزوج أحدى

الأخوات وقفة مشرفه ..

ما جاءت الساعة 2ظهراً إلا هي برفقة أبنائها. .

أطلت عليكم ..

القصة كلها تظهر تدبيرالله للأمور فهل هناك قلب شاهدعلى عظمته وكرمه




أنا يا إخوة لست المحسنة ولست الذي دبرالمسألة ..
إنما أناوغيري كنا عبيد مسخرين لأمر رب العالمين ..
فلا يشغلكم عجزالعبدعن قدرة السيد الله رب العالمين

المرجع / تويتر الداعية - إيمان السعدون