
أفكر فيك @afkr_fyk
مصمم في عالم حواء
قصة عجيبة حدثت مع الدكتور العشماوي مع فتاة في الطائرة المتجه لبلاد الغرب
حينما جلست في المقعد المخصَّص لي في الدرجة الأولى من الطائرة .. التي تنوي الإقلاع إلى عاصمة دولة غربية
كان المقعد المجاور لي من جهة اليمين ما يزال فارغاً .. بل إن وقت الإقلاع قد اقترب .. والمقعد المذكور ما يزال فارغ !!
قلت في نفسي .. أرجو أن يظل هذا المقعد فارغاً .. أو أن ييّسر الله لي فيه جاراً طيباً .. يعينني على قطع الوقت بالنافع المفيد ..
نعم .. إن الرحلة طويلة سوف تستغرق ساعات .. يمكن أن تمضي سريعاً حينما يجاورك من ترتاح إليه نفسك ..
ويمكن أن تتضاعف تلك الساعات حينما يكون الأمر على غير ما تريد !! ..
وقبيل الإقلاع .. جاء من شغل المقعد الفارغ !! .. فتــاة في مَيعة الصبا .. لم تستطع العباءة الفضفاضة السوداء .. ذات الأطراف المزينة .. أن تخفي ما تميزت به تلك الفتاة من الرقة والجمال ..
كان العطر فوَّاحاً .. بل إن أعين الركاب في الدرجة الأولى قد اتجهت إلى مصدر هذه الرائحة الزكية !! ..
لقد شعرت حينها أن مقعدي ومقعد مجاورتي أصبحا كصورتين يحيط بهما إطار منضود من نظرات الركاب !! ..
حينما وجهت نظري إلى أحدهم … رأيته يحاصر المكان بعينيه .. ووجهه يكاد يقول لي : ليتني في مقعدك ..
كنت في لحظتها أتذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام فيما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه ( ألا وإن طيب الرجال ما ظهر ريحه ، ولم يظهر لونه .. ألا وإن طيب النساء ما ظهر لونه ولم يظهر ريحه ) ..
ولا أدري كيف استطعت في تلك اللحظة .. أن أتأمل معاني هذا الحديث الشريف .. لقد تساءلت حينها .. لماذا يكون طيب المرأة بهذه الصفة ؟ ..
كان الجواب واضحاً في ذهني من قبل .. إن المرأة لزوجها .. ليست لغيره من الناس .. وما دامت له فإن طيبها ورائحة عطرها لا يجوز أن تتجاوز إلى غيره ..
كان هذا الجواب واضحاً .. ولكن ما رأيته من نظرات ركاب الطائرة التي حاصرت مقعدي ومقعد الفتاة .. قد زاد الأمر وضوحاً في نفسي .. وسألت نفسي .. يا ترى لو لم يفح طيب هذه الفتاة بهذه الصورة التي أفعمت جوَّ الدرجة الأولى من الطائرة .. أكانت الأنظار اللاهثة ستتجه إليها بهذه الصورة ؟ ..
عندما جاءت ( خادمة الطائرة ) بالعصير .. أخذت الفتاة كأساً من عصير البرتقال .. وقدمته إليَّ .. تناولته شاكراً .. وقد فاجأني هذا الموقف ! .. وشربت العصير وأنا ساكت .. ونظرات ذلك الشخص ما تزال تحاصرني !! ..
وجهت إليه نظري .. ولم أصرفه عنه حتى صرف نظره حياءً ـ كما أظن ـ ثم اكتفى بعد ذلك باختلاس النظرات إلى الفتاة المجاورة .. ولما أصبح ذلك ديدنه .. كتبت قصاصة صغيرة ( ألم تتعب من الالتفات ؟ ) .. فلم يلتفت بعدها !! ..
عندما غاصت الطائرة في السحاب الكثيف بعد الإقلاع بدقائق معدودات ..
اتجه نظري إلى ذلك المنظر البديع .. سبحــان الله العظيــم .. قلتها بصوت مرتفع .. وأنا أتأمل تلك الجبال الشاهقة من السحب المتراكمة .. التي أصبحنا ننظر إليها من مكان مرتفع ..
قالت الفتاة التي كانت تجلس بجوار النافذة .. إي والله سبحان الله العظيم .. ووجهت حديثها إلي قائلة .. إن هذا المنظر يثير الشاعرية الفذّة .. ومن حسن حظي أنني أجاور شاعراً يمكن أن يرسم لوحة شعرية رائعة لهذا المنظر ..
لم تكن الفتاة وهي تقول لي هذا على حالتها .. التي دخلت بها الطائرة !! ..
كلا .. لقد لملمت تلك العباءة الحريرية .. وذلك الغطاء الرقيق الذي كان مسدلاً على وجهها .. ووضعتهما داخل حقيبتها اليدوية الصغيرة !! ..
لقد بدا وجهها ملوناً بألوان الطيف .. أما شعرها فيبدوا أنها قد صففته بطريقة خاصة تعجب الناظرين !! ..
قلت لها .. سبحان من علَّم الإنسان ما لم يعلم .. فلولا ما أتاح الله للبشر من كنوز هذا الكون الفسيح .. لما أتيحت لنا رؤية هذه السحب بهذه الصورة الرائعة ..
قالت .. إنها تدل على قدرة الله تعالى ..
قلت .. نعم تدل على قدرة مبدع هذا الكون وخالقه .. الذي أودع فيه أسراراً عظيمة .. وشرع فيه للناس مبادئ تحفظ حياتهم وتبلغهم رضى ربهم .. وتنجيهم من عذابه يوم يقوم الأشهاد ..
قالت .. ألا يمكن أن نسمع شيئاً من الشعر .. فإني أحب الشعر .. وإن هذه الرحلة ستكون تاريخية بالنسبة إليَّ .. ما كنت أحلم أن أسمع منك مباشرة ..
لقد تمنيت من أعماق قلبي .. لو أنها لم تعرف من أنا !! .. لقد كان في الذهن أشياء كثيرة أريد أن أقولها لها ..
وسكتُّ قليلاً .. كنت أحاور نفسي حواراً داخلياً مُربكاً !! ...
ما ذا أفعل .. هل أبدأ بنصيحة هذه الفتاة .. وبيان حقيقة ما وقعت فيه من أخطاء ظاهرة .. أم أترك ذلك إلى آخر المطاف ؟ ..
الحلقة القادمة ...:D
61
7K
هذا الموضوع مغلق.

أم يحيى
•
غريبة !!! ظل جالس جمبها ؟ لا وأخذ منها العصير بعد !!!:16: :16: :16:


أفكر فيك
•
أختي أم يحي لا تستبقين الأحداث ....شوفو كمالة القصة بس مو الحين :D
خلكم تشتاقون شوي
أهلا أختي الداعية وذكريات النسيم ...شششششكررررا لكما ..وإن شاء الله البقية تأتي
خلكم تشتاقون شوي
أهلا أختي الداعية وذكريات النسيم ...شششششكررررا لكما ..وإن شاء الله البقية تأتي


الصفحة الأخيرة