قصة عجيبة .. ولكنها ليست مستحيلة .. بفضل الـلـه ثمَّ بالإستغفار ..

هذه القصة حصلت للعضو المذنب التائب وأنا نقلتها
تماماً كما كتبها؛ مع بعض التعديلات البسيطة التي
لم تغير أي شيءٍ في تفاصيل القصة ..
نسأل الله العلي القدير أن يجزيه خير الجزاء
في الدار الدنيا والآخرة ..وأسأل الله عزوجلَّ شأنه
أن ينفع بما نقلت ..


وهذه هي القصة ..

موقف وأقسم بالله أنقله كما حصل بالتفصيل ..

عندما انتقلت إلى عملي الجديد قبل سنتين في الشركة كان

عندي سيارة جمس للعائلة والأولاد وعندي سيارة صغيره هوندا

موديل 98 وكانت قديمة بعض الشيء وكنت أتمنى أن يكون عندي

سيارة صغيرة وجديدة أستطيع أن أذهب فيها إلى العمل كل يوم

وأذهب فيها إلى مكة المكرمة كل يوم إثنين وخميس أنا وزوجتي ..

المهم كان أمام مكتبي معرض للسيارات وكان نظام شركتي يسمح

لمن هم في نفس مرتبتي بشراء سيارة على حساب الشركة وتحسم

الأقساط من راتبي الشهري فتقدمت بطلب شراء تلك السيارة والتي

أشاهدها في المعرض كل يوم وتمت كل الإجرات إلا أنَّ المدير المباشر

رفض أن يوقع الأوراق بحجة أني لم أكمل في الشركة 3 أشهر وهذا

هو النظام .. قلت : أمر المؤمن كله خير وأكيد فيه خيرة لي ..

بعد 3 أشهر تقدمت بالطلب ووافقت الشركة إلا أن السيارة التي

أريدها تم بيعها وكانت أخر سيارة من ذلك الموديل وقالوا لازم تنتظر

5 أشهر للموديل الجديد قلت : أمر المؤمن كله خير ونسيت موضوع

السيارة .. بعد أيام أخبرني الزملاء أن أحد حراس الأمن في الشركة

وضعه المادي لا يسر عدو ولا صديق وأنه تحت خط الصفر وله عائلة

مكونة من أربعة أطفال وزوجة وطلبوا مني أن أحاول مساعدته فقررت

زيارة هذا الشخص لأطلع على أحواله عن قرب فذهبت له في منزله

في حيٍّ فقير ووجدت أن الرجل لا يوجد لديه أي شي من مقومات

الحياة .. لا يوجد لديه ثلاجة ولا بوتغاز ولا غسالة ولا دولاب ملابس

ولا دولاب مطبخ ولا يوجد شيء عنده .. دخلت إحدى الغرف ووجدتها

على البلاط وكم ملعقة وكم صحن للإستخدام اليومي ..

الغرفة الثانية فيها قطعة من الحصير البلاستك وعليها أربع قطع

من مراتب الإسفنج وبضع مخدات وبطانيات فقط لا غير ..

سألته كيف تأكل وكيف تشرب ..؟؟ .. قال : مثل ما أنت شايف اشتري

الأكل كل يوم بيومه لأنه ليس لدي ثلاجة وبالتالي راتبي ما يكفي

وهو مبلغ 1700 ريال فقط، غير إيجار المنزل يعنى لا يتبقى من

راتبي إلا 1000 ريال شهرياً .. تأثرت ودمعت عيني، لكن هذا

الشخص كان عليه بعض الملاحظات أهمها أن علاقته مع ربه

فيها بعض الخلل ..

قلت له : اسمع .. إنَّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

غيِّر من نفسك وساعدني على نفسك بالصلاة في المسجد والإستغفار

حتى ينقذك الله مما أنت فيه .. وصار هذا الرجل مواظباً على الصلاة

في المسجد وخلال هذا الأسبوع كان تفكيري في هذا الحارس وكيف

أستطيع مساعدته؛ فهو يحتاج إلى مساعدة فورية؛ لأن وضعه مزري ..

في نهاية الأسبوع اتصل بي صديقي بعد المغرب قال تعال نروح نتعشى

في مطعم .. فوافقت على دعوته وكانت سيارتي في الورشة والسيارة

الجمس مع العائلة فركبت ليموزين واتجهت لهذا الزميل وكنت طول

الطريق أفكر في أن أكلم هذا الصديق عن حارس الأمن؛ لأن صديقي

هذا كان وضعه المادي ممتاز؛ فقلت في نفسي لعله يستطيع أن يقدم

شيء للمساعدة وخاصة أن هذا الصديق سوف يسافر لخارج المملكة

في إجازة الصيف لمدة 3 أشهر .. وربما بعدها لن أستطيع مقابلته

إلا بعد عودته من إجازته ..

ذهبت إليه فوجدته ينتظرني على باب منزله وسألني عن سيارتي قلت له

إنها في الورشة، فدخلنا أنا وهو إلى فناء منزله وكان يوجد في الفناء

خمس سيارات كلها من الأنواع الفخمة فقال لي : ما رأيك بأي سيارة

نطلع الليلة ؟؟ .. إختار السيارة التي تريد أن نركبها في طريقنا للمطعم

قلت له : نطلع بالأودي ..

وكانت هذه السيارة من السيارات التي أحبها وأتمنى أن يكون عندي

سيارة أودي مثل صديقي، فركبنا السيارة وخرجنا وكنت خلال الطريق

أرتب أفكاري لأكلم صديقي هذا عن الحارس .. ولكن تفاجأت أن صديقي

أخذ جواله وتكلم مع أحدهم في مكتبه وقال لهم : غداً صباحاً انقلوا ملكية

سيارتي الأودي بإسم : لهيب ( العضو المذنب التائب صاحب هذه القصة )

عندها تفاجأت كثيراً بهذه الهدية التي لم تكن على البال ولا على الخاطر

وتذكرت السيارة التي كنت أريد شراءها ولم ييسرها الله فتعجبت

وشكرت صديقي على هذه الهدية ..

لكن يعلم الله أني لم أفرح بها تلك الفرحة الكبيرة لأني كنت أفكر

في موضوع أهم من السيارة وهو حارس الأمن وظروفه الصعبة

وانحرجت أن أكلم صديقي عن هذا الشخص وهو قد أعطاني

سيارته هدية !! .. وأصبحت طول الوقت أحدث نفسي هل أخبره

أم لا !! .. في الأخير قلت خلاص يا لهيب دام جاتك سيارة

هدية؛ فسوف أبيع سيارتي الهوندا وبمبلغ بيعها سوف أساعد

حارس الأمن؛ وكان هذا قراري النهائي وأنه لا حاجة لأكلم صديقي

عن حارس الأمن ..

المهم بعد أن تناولنا العشاء في المطعم أنا وصديقي، قال لي في

طريق عودتنا : يا لهيب أوقفني عند مكتبي قبل أن توصلني إلى بيتي

وكان مكتبه ملاصقاً لمنزله؛ ونزل المكتب وبعد دقائق جاء وركب السيارة

وأعطانى ظرف .. !!

وقال : يا لهيب في هذا الظرف مبلغ 10 ألاف ريال ابحث عن محتاجين

ووزعها عليهم .. أنا عندما سمعت هذا الكلام .. انهرت وحطيت يدي

على وجهي وجلست أبكي وأصيح وصديقي يقول : خير يا لهيب

واش فيك سمي بالرحمن وأنا جالس أقول (( مو معقول ...مو معقول

...مو معقول )) .. وصديقي مو عارف السالفة !! ..

المهم بعد ما هدأت نفسي سألني عن سبب بكائي؛ وعلمته بالسالفة كلها

وقلت له استحيت منك وما قدرت أطلبك وقررت أبيع سيارتي الهوندا ..

عندما سمع كلامي تأثر؛ ثم قال : انتظر لحظة ودخل مكتبه مرةً أخرى

وعندما عاد وركب السيارة أعطاني مبلغ 5000 ريال ليصبح

المبلغ 15000 ريال ..ثم قال : أتصرف بالمبلغ على كيفك ..

أوصلت صديقي لمنزله وكانت الساعة العاشرة والنصف ليلاً وكنتُ

فرحاً جداً بهذا المبلغ .. ثم اتصلت بي زوجتي وقالت : هل كلمت

صديقك عن حارس الأمن قلت لها : نعم وأعطانى مبلغ 15000 ريال

وأنا الآن في طريقي لمنزل حارس الأمن ونسيت إخبارها عن سيارة

الأودي الهدية ..

ووصلت إلى منزل حارس الأمن وأركبته معي وانطلقنا إلى السوق ..

وعند أقرب محل أجهزه كهربائية اشتريت له غسالة وثلاجة وبتوغاز

ومكيف ب 6000 ريال تقريباً؛ وقلت له : أنت انتظر عند محل الأجهزة

الكهربائية حتى ينتهون من تحميل الأجهزة وأنا أريد أن أذهب

في مشوار وسوف نتقابل عند منزلك .. وذهبت إلى أقرب سوبر ماركت

وقضيت له أرزاق ومواد غذائية تكفي حاجتهم لأكثر من شهر

بمبلغ 2000 ريال واشتريت دواليب مطبخ بمبلغ 1500 ريال وتلفزيون ..

وتقابلنا الساعة 12 ليلاً عند منزله، وأعطيته الأغراض التي اشتريتها له ..

ثم رجعت إلى منزلي الساعة الواحدة صباحاً وكانت تلك الليلة من أسعد

أيام حياتي ولن أنساها طول العمر ..

إلزموا الإستغفار ...إلزموا الإستغفار .. إلزموا الإستغفار ..

واسألوا الله الثبات ..