ذكر الطنطاوي في سماعته ومشاهداته : أن باصاَ كان مليئا بالركاب , وكان سائقه يلتفت يمنة ويسرة , وفجأة وقف , فقال له الركاب : لم تقف ؟ قال : أقف لهذا الشيخ الكبير الذي يشير بيده ليركب معنا . قالوا : لانرى أحداَ, قال : انظروا إليه .قالوا لانرى أحداَ ! قال : هو أقبل الآن ليركب معنا .قالوا كلهم :والله لانرى أحداَ من الناس ! وفجأة مات هذا السائق على مقعد سيارته .لقد حضرت منيتًه ,وحلت وفاته . وكان هذا سبباَ ,(( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )) ,إن الإنسان يجبن من المخاوف ,وينخلع قلبه من مظان المنايا ,وإذا بالمآمن تقتله , (( الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا من قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين )) ,والعجيب فينا أننا لانفكر في لقاء الله عزوجل ,ولافي حقارة الدنيا ,ولا في قصة الارتحال منها إلا إذا وقعنا في المخاوف
(من كتاب لاتحزن )
* أم البراء* @am_albraaa_13
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
المهندة
•
اللهم اغفر لنا و ارحمنا بارك الله فيك اخيتي
الصفحة الأخيرة