قصة مأســــــــــــــاوية ........................

حدثني من أثق به أنه خرج من أحد الدوائر الحكومية ذات مرة وإذا بالناس مجتمعون على سيارة شب بداخلها حريق والناس يحاولون جاهدين كسر زجاج السيارة بكل قوة ولكن دون جدوى بسبب الحريق الذي حول الزجاج إلى مايشبه الحديد ، ولكن المأساة أنه لما اقتربت من السيارة رأيت بداخلها طفلان صغيران طفل وطفلة يصرخان ويبكيان بأعلى صوت عسى أن ينقذهم أحد وقد اجتمعا في أحد زوايا السيارة وكانا يظمان بعضهما البعض ، وفجأة حضر الوالد وهو في حالة ذهول لما يحدث و طار عقله وجن جنونه عندما رأى أطفاله في داخل السيارة ، وقام يحاول عبثاً كسر زجاج السيارة ، وبدأ صوت الطفلان يخفت قليلاً قليلاً بعد أن حاصرهم الدخان وارتفاع درجة حرارة السيارة حتى خبأ صرتهما وأنقطع نهائياً .

وبعد طول محاولات تمكن الناس من كسر الزجاج وفتح السيارة ، ولكن كان الرقت متأخر فقد فارق الأطفال الحياة فقد تفحمت أجسادهما الصغيرةالملتصقة ببعظها بعد أن ظم كل واحد منهما الآخر وكأنه عناق الفراق في منظر مأساوي يقطع القلب حزناً ، وانهار الوالد لما رأى هذا المنظر وهو يولول و يصيح بالبكاء والعويل .

والمحزن في هذه القصة أنه بعد التحقيق في هذا الحدث وُجد أنه ليس حادث عرضي ولكنه بفعل فاعل و الأكثر حزناً أن الفاعل هو أصدق صديق للأب وأقرب الأقربين منه بل لا يكاد يفارقه إلا نادراً فهو رفيق دربه في كل مكان بالرغم من أن هذا الأب المسكين يعرف أن هذا الصديق هو صديق سوء وأن ضرره أكبر من نفعه فقد ضيع ماله وضر بصحته وأبعد الناس عنه ، ولكم نصحه الناس بتركه ومفارقته والابتعاد عنه ، ولكنه في كل مرة يقول إنه لا يستطيع فراقه ، والغريب أن هذه الحادثة ليست الأولى ولا الأخيرة في سجل جرائم هذا المجرم الحافل بالإجرام .

والآن هـــل عرفتم الفاعل ؟

و الآن وبعد أن ضيع هذا الصديق الحميم فلذات كبد صديقه الغالي بل ضيع أسرة بأكملها ، هل سيكتشف هذا الصديق المسكين بل الساذج خطر هذا الصديق عليه وهل يفارقه الآن أم لا ؟

وهل سيعرف بقية أصدقاء هذا المجرم حقيقته و يقطعون علاقتهم به قبل أن يُصبحوا أحد ضحاياه ؟ وفي الحكمة ( السعيد من وُعظ بغيره )