حملوني..وغسلوني ..وكفنوني........وأنا لازلت أتنفس!!!
--------------------------------------------------------------------------------
>أحسستٌ بتعب وببعض الألم...اتجهتُ إلى أمي اشتكي إليها كعادتي...
>تحسست جبهتي براحتها النقية..ثم ناولتني مخفضا للحرارة وقالت لي:حرارتك
>مرتفعه قليلا..
>
>اذهبي وارتاحي وبإذن الله ستكونين بخير...
>
>نفذت ما قالته والدتي...واستلقيتٌ على سريري...
>
>شعرتُ بالنعااااااااااس............
>
>وحينها....أحسست ببرودة شديدة في أطرافي....
>
>حاولتُ تحريك أصابع قدمي فلم استطع!!!!
>
>شعرتُ بشيء يسري في أوصالي!!
>
>أيقنتُ وقتها انه الموت لا محالة!!!!
>
>مرّت سنوات عمري كلها أمام عيني في لحظات...
>
>كم أذنبت؟!! وكم أسرفت؟!! وكم قسوت؟!! وكم؟؟ ...وكم؟؟ .....وكم؟؟
>
>كيف سألاقي ربي وهذه افعالي!!!
>
>لم أعد اشعر بشيء,,,,سوى بتسارع أنفاسي..
>
>ضيقا شديدا في صدري...
>
>لســــــــــــــــــاني!! مالذي جرى له هو الآخر؟؟؟
>
>لا استطيع الكلام ..حاولتُ أن انطق بالشهادتين...
>
>ولم استطع حتى ان اراجع اقوالي!!
>
>لـ ـــحــ ــظـــ ــــ ـــات............وسكن كل شيء...
>
>ولم يعد في هذا الجسد روح...
>
>فقد فاضت لخالقها...........
>...........
>......
>
>دخلت أختي الغرفة...نادتني.....ونادتني فلم اجبها......ظنّت بأنني
>نائمة..
>اقتربت مني وحركتني فلم اجبها أيضا...
>أسرعت إلى أمي الحبيبة....جاءت أمي وحملتني في حضنها...نادتني وحركتني
>بقوة..
>وهي تناديني...وما من مجيب لها!!!
>
>ليتني استطيع أن أرد عليكِ يا أمّـــــــــاه..كم تجاهلت نداءك حين كنت
>استطيع الاجابه..
>...دوت صرخة من أمي ملأت المكان..استيقظ أبي من قيلولته...
>جاء يركض فزعا...سمع صراخ أمي وبكاء إخوتي...الذين تجمهروا حولي!!!
>حملني...واسندني...وكذلك ناداني...ولم يجد مني جواب.......!!!
>
>ردد...لاحول ولا قوة إلا بالله...إنا لله وإنا إليه راجعون..
>
>أغمض عيناي وأغلق فمي............وغطـــــــــاني...!!
>
>لازالوا يبكون ...وضعوني ليلتها في غرفة باردة...باردة جدا....
>
>هذا صوت عمتي....وتلك الأخرى جدتي...كلهم هـــنا يبكون فقدي...
>
>تلك تقول..كانت رحمة الله عليها......وكانت....والأخرى تقول
>كانت.....وكانت......
>
>أتُراهم يذكرونني بالخير!!!!!!!
>
>أم يغتابونني كما كنت افعل بالناس...!!
>......
>....
>وفي اليوم التالي..
>
>جاؤوا إلي وحملوني...ووضعوني على تلك الخشبة....
>
>التي طالما خفت منها...وكنت ابغضها....
>
>والآن وضعوني عليها عنوة...دون أن يأخذوا برأيي....!!
>
>بدأوا بقص ملابسي...ونزعها..لم استطع منعهم!!
>
>فقد أصبحت جمـــــــــــــادا!!
>
>غســـــلوني.....وطهروني....وبذلك البياض لفّوني وكفنوني!!!!
>
>وهنا جاء دور الأحباب والأصحاب....ليودعونني الوداع الأخير!!
>
>انهالوا عليّ بقبلاتهم...ودموعهم قد ملأت عيونهم....
>
>وبعدها.....حملوني على الاكتـــــــــــــــــــاف!!
>
>((وحدّووووه ........لا الـــــــــــــــه إلا الله))
>
>قالوها بعد أن حملوني...تلك الكلمات التي كنت أخاف سماعها...
>
>واهربُ حتى لا أرى منظر الجنازة.....
>
>ولكن الآن لا مفر لي فقد أصبحت....جنــــــــــــازة.....
>
>وضعوني بالسيارة..حيث سيأخذونني إلى مسكني الجديد..
>
>الدنيا لم تعد كما كانت...أراها بااااااااهته...لاشيء يوحي بالجمال
>فيها...!!
>
>وصلنا إلى ذلك المسجد ..الذي أحببته مُذ كنت طفله..
>
>أذكر أنني كنت أتمنى أن أصلي في قسم الرجال...
>
>لكن أبي كان ينهرني ويقول:اذهبي مع أمك فأنت امرأة!!
>
>لكنني الآن سأدخل قسم الرجال..ولكن ليس على قدميّ..
>
>بل.........محمولة على الاكتــــــــاف!!
>
>وضعوني وبدأوا بالصلاة...
>
>وبعد أن انتهوا...عادوا وحملوني من جديد..
>
>ليذهبوا إلى تلك المقبرة!!.....كم هو اسمها جااااف!!
>
>تلك الحفرة التي هناك...هي بيتي الجديد!!
>
>التراب مبللا...يبدو أن مطرا أصاب هذه المقبرة...
>
>كم كنت اعشق اللعب بالتراب...والعبث بالطين مع الصغار...
>
>ولكني اليوم سأسكن هنا...وكل ما حولي تراب!!!!!!!!
>
>وضعوني وبداوا بوضع التراب فوقي..
>
>ما هذه الظلمـــة الحااااالكة!!!
>
>لقد دفنـــــــــــــــــــــــــوني!!!
>
>ودفنوا معي كل ذكرياتي...فقد تناثر مابقي مني مع ذرات التراب..
>
>رحلتُ عن هذه الدنيا رحيلا بلا عودة..
>..............
>..........
>......
>أحسستُ ببرودة على جبيني...فتحتُ عيني !!
>
>فإذا بها أمي الغالية...وضعت كفها على جبيني لتطمئن عليّ...
>
>قمتُ فزعه..أتصبب عرقا..فما شاهدته ليس بهيّن!!!!!
>
>رأيتُ تلك الورقة على حافة سريري..
>
>وقد كتبت بها قبل فترة..
>
>((كوني متفائلة فالحياة بين يديكِ))
>
>مزّقتها.....وعلى شفتيّ ابتسامة باااااااهتة....
>
>يخالطها...
>
>خوف من الموت...
>
>ورغبة في الجنة...
>
>ورجاء في عفو الخالق......
منقول
الؤلؤة البراقة @alolo_albrak
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
فعلا كلماتها مؤثره جدا