قصة مريم (الجزء الأول)

الأدب النبطي والفصيح

((قصة مريم))

المرأة .. ضلع أعوج..لا يستقيم أبداً..

مرت ببالها هذه الكلمات و هي تستعرض حياتها الزوجيه..و تتذكر حياة والديها.. و تخطر لها صور من الماضي حين كان الوالد في عنفوان صحته و شبابه..

و كانت (مريم) في العاشره من العمر.. صغيره تفتحت عيناها على صوره لا تنساها.. الوالد يضرب الوالده!

هكذا بكل بساطه كانت تتحدث مع زميلات الدراسه عن تلك الحوادث اليوميه في منزلهم والتي كانت تجري أمام ناظريها و إخوتها.. الجده موجوده معنا.. و لكن الوالد لا يعير كلامها أي اهتمام.. و أحياناً......... كان يتطاول عليها.. مسكينه..

مريم هي أكبر أخوتها.. ليس لديها أخت.. أخوها راشد.. يصغرها بسنتين.. و طلال.. الصغير.. يصغرها بخمس سنوات.. الأب.. عامل بسيط.. في مكان عمله هو بسيط جداً.. الكل ينهره و الكل يستضعفه.. أما في البيت.. فهو.. الذي ينهر..و يستضعف.. و........... يضرب..

و الأم.. ربة بيت..من طول مكوثها في البيت.. نسيت الطريق..و هي لا تجرؤ على الخروج وحدها.. ولا يسمح لها الوالد بالخروج إلا فيما ندر..

الجده.. والدة الأب.. مسنه.. لا تعرف في حياتها الحاليه غير الجلوس في فناء المنزل.. ماسكة بالمسبحه.. و كانت مريم و إخوتها يلحون عليها بالسؤال: بماذا تتمتمين يا جدتي؟؟... وترد الجده: أدعو الله أن يهدي أباكم...

و عادت الكلمات تتردد في مخيلتها بصوت الوالد: المرأة ضلع أعوج......لا يستقيم أبداً...

و بدد صوت الوالد في مخيلتها صوت آخر .. تأوهات و أنات .. إنه الوالد!

بعد كل تلك السنين ممدد على فراش المرض.. ضعيف ... لا يقوى على شيء حتى إنه لا يستطيع رفع صوته .. بل بالكاد يستطيع أن ينطق كلمات معدودة و مبعثرة ليعبّر عن إحتياجاته المختلفة ...

و الوالدة مازالت كما هي دائماً .. الأم الحنون ... و الزوجة المطيعة الراضخة لأوامر الزوج! و على الرغم من مرض الوالد و ضعفه... فهي مازالت تخشى الخروج من المنزل بدون إذنه...

رن جرس هاتفها .. إنه محمد زوج مريم .. نظرت مريم إلى إسم زوجها على شاشة الموبايل للحظة و لسان حالها يقول: أرجوك لا تبدأ من جديد..

ثم ردت: ألو........... و بادرها الزوج: ماذا تفعلين؟ كل هذا الوقت في بيت أهلك؟ ألن تنتهي هذه الزيارة أبداً؟؟؟........

أجابته و هي تضغط على أعصابها حتى لا تشعر الوالدة بشيء: عزيزي.. أنا خارجة الآن ... هل تريد شيئاً؟ ....

ولم يأتها الرد ... أغلق محمد الخط دون أن يجيب ....

أعادت مريم الموبايل إلى حقيبة يدها و هي تردد: هل التاريخ يعيد نفسه حقاً؟؟ أم أنها الصدفة؟؟ ...

كانت مريم تشهد الخلافات بين والدها و والدتها و الآن تشهد إبنتها الوحيدة نفس الخلافات! إذاً التاريخ يعيد نفسه.......

إبتسمت مريم إبتسامة مصطنعة في وجه الوالدة و هي تقول: سأذهب الآن يا أمي. مع السلامة. قبلت جبين الأم و الأب و خرجت.






بقلم ]]الزين كله[[:27:
12
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

رحيق83
رحيق83
كملي شكلها حلوه أنا معاكي متابعه
]]الزين كله[[
]]الزين كله[[
شكرا حبيبتي


والجزء الثاني قريب بإذن الله
عاشفة الضباب
عاشفة الضباب
شكل القصه مشوق في انتظار البقيه
]]الزين كله[[
]]الزين كله[[
شكل القصه مشوق في انتظار البقيه
شكل القصه مشوق في انتظار البقيه
هلا عزيزتي

وشكرا على المرور
مناير العز
مناير العز
بداية جميلة ننتظر البقية