قصة من تأليفي

الأدب النبطي والفصيح

أهلين بنات

شلونكم

هذة قصة كتبتها
وأبي رايكم فيها


__
(1)

عشت مع والدي كان طيب القلب معي فأمي قد توفيت وأنا في الخامسة من عمري وكان لي إخوة ولكن تفرقوا جميعا بعد وفاة أمي ولطالما اشتقت أن أراهم ..في ذلك اليوم عاد أبي من عمله وسألني بكل عطف :
- مي يا صغيرتي الحبيبة ماذا ستصبحين في المستقبل ؟
لم ألقى جوابا مناسبا ففتاة صغيرة مثلي في سن الثامنة لن تفهم ما هو المستقبل ..
- لكن ما هو المستقبل يا أبي ؟؟ أهو نوع من الحلوى ؟؟
ضحك أبي وعلم أني لم أفهم فقال :
- أي عندما تكبرين ماذا ستصبحين ؟؟
فهمت حينها وقلت :
- سأصبح إ ن شاء الله طبيبة - ما شاء الله ولماذا طبيبة -
- لكي أعالج المرضى ولا يصبح منهم مثلي بدون (( أم )) فقد علمت من خالتي أن أمي توفيت بسبب مرض كان بها
أطرق الأب رأسه قليلا ثم قال :
- وفقك الله يا حبيبتي
كبرت مي إلى أن أصبحت فتاة في المرحلة الثانوية واجتازت المرحلة النهائية بكل جدارة ..
وفي بداية العام الدراسي الجديد الكل يستعد للذهاب للمدرسة ماعدا مي فهي لن تذهب للمدرسة بل إلى الجامعة .. ركبت السيارة مع والدها فأدار المفتاح وانطلقوا إلى الجامعة .. نزلت مي من السيارة وانطلقت إلى الداخل ..بحثت عنا اسمها لتجده في قسم الطب ((مي يعقوب )) فرحت لذلك وانطلقت لتبدأ عامها الدراسي الجديد بكل همة ونشاط ..مرت الأيام والجميع يشهد لها بالتفوق وحسن معاملتها ..
حصلت مي على الشهادة الجامعية ((شهادة الطب )) فعادت إلى المنزل لتخبر أباها فاستقبلها بكل فرح وسرور فهي ابنته الوحيدة
ذهبت مي مع والدها للبحث عن وظيفة إلى أن وجدت تلك المستشفى في حاجة إلى مساعدة لطبيبة فقبلت بذلك
لبست مي الرداء المخصص وعلقت اسمها عليه .وعندما رأت إدارة المستشفى مهارتها وأمانتها جعلوها طبيبة لوحدها ..
الكل يحضر لها ..والجميع يشهد لها بحسن تعاملها مع المرضى وفي ذلك اليوم أتت لها امرأة تشكو من ألم ما .. فقامت مي وأجرت لها اللازم فشكرتها المرأة وذهبت .. لقد كانت المرأة تتردد على مي وبدون سبب فهي تلقي السلام ثم تذهب من دون أن تشكو من ألم ..



((2))

كانت مي تتصفح سجلات المرضى فتفاجأت بوجود ملف لم يكن علية اسم المريض ولا حالته الصحية
ومكتوب في الأعلى رقم غرفته ..انطلقت لترى من يكون , وعندما وصلت طرقت الباب وانتظرت فلم يجب أحد فقامت بفتح الباب ..
دخلت وألقت السلام لكن لم تقلى جوابا فالتفتت فإذا بالمريض قد أجهش بالبكاء فاقتربت منه وسألته:
هل تشكو من ألم ما ..؟؟
لكنه لم يجب وأكمل في البكاء وفجأة مد يده إلى جيبه وأخرج صورة فتاة صغيرة في عمر الزهور.. ارتعشت مي فجأة لأن الفتاة كانت تشبهها بشكل كبير .. وعندما أدارت الصورة .....

ازداد رعبها وخوفها فلقد كان مكتوبا (( الصورة تخص : مي يعقوب )) انتفضت وحاولت الهرب لكنه أشار إليها بأن تنتظر قليلا ثم أخرج ورقة كانت بجيبه وأعطاها مي ارتعشت يدا مي وهي تمتد لأخذ الورقة وعندما فتحتها كانت المفاجئة مي أيتها العزيزة أين ذهبت عني بحثت عنك في كل مكان إلى أن علمت مكانك لكن إرادة الله وسعت كل شي ء فعند وصولي إلى البلدة وأنا أسير في الطريق تفاجأت بخروج شاحنة كبيرة من جانب الطريق لتصطدم بي
وهاأنا ذا أمامك بدون حراك ولا أستطيع أن أتـكلم فقد فقدت القدرة على النطق بسبب الحادث
عزيزتي مي أعلم أن الأمر قد يكون لك مفاجئة ولن تصدقي لكن أود أن أخبرك شيئا واحدا وهو
أنني أنا ..........................................








أخاك الأكبر ((محمد ))




انتفضت مي فجأة وأخذت تنظر إلى المريض وإلى الورقة التي بيدها وأسرعت إليه وضمته وأجهشت في البكاء معه ..أمرها محمد بعدم إخبار والدها حتى يحين يوم خروجه من المستشفى لكي لا يعكر ذلك الأمر مزاج والدها ..مرت الأيام ومي في غاية السعادة للقاء أخاها الذي فقدته ..
وبعد أيام أخبرها المدير أن هناك اجتماع بعد العمل وأمرها بالانتظار.. اتصلت بوالدها فأمرها بالرجوع مع إحدى صديقاتها لأنه متعب ولا يستطيع الحضور لأخذهاوبعد انتهاء الاجتماع بحثت عن صديقاتها لكنها لم تجد أحدا فلقد ذهبوا جميعا , فانتظرت في قاعة الاستقبال لعلها تجد أحدا تعرفه لتعود معه للبيت وفجأة أقبل عليها شخص فلم تتبين ملامحه لأن الظلام قد حل وعندما اقترب منها فإذا هو محمد فسألته عن سبب خروجه في هذا الوقت فأخبرها أن الطبيب أمره بذلك فقامت وشرحت له ماحدث فلم يمانع من إيصالها وعند وصولهم إلى البيت قامت بإدخاله غرفتها لينام جيدا لأنه منهكوهي نامت في الصالة , وعند استيقاظ والدها في الصباح نظر إلى الساعة فإذا هي الثامنة صباحا ,فنهض من فراشه مسرعا ليوصل مي إلى المدرسة وذهب إلى غرفتها وإذا ورقة مكتوب عليها :أبي الحبيب لقد أردت إيقاظك لكنك كنت منهك فلم أحب إزعاجك ,فاتصلت على صديقتي وأمرتها بالحضور لأخذي معها أبي الحبيب ادعوا لي بالتوفيق ابنتك البارة ""مي وفجأة سمع صوت حركة في الغرفة وعندما هم بفتح الباب فإذا هو يفتح فاستغرب لوجود شخص ما في الغرفة لأن مي لم تخبره بذلك وعندما فتح الباب فإذا شاب قد وقف فغضب الأب وصرخ في وجهه فأخرج ورقة كان مكتوبا فيهاأرجوك لاتغضب فأنا أعلم أن مي لم تخبرك بذلك لكن أنا ولدك محمد استرجع والده شريط الذكريات لأنه كان كبيرا في السن فتذكر بأن له ولد إسمة محمد قد هرب من البيت بسبب وفاة والدته أقبل الوالد على ولده وضمه بحنان وأجهشوا بالبكاء ..فما أصعب لحظات الاجتماع بعد الافتراق لسنوات طويلة وعند رجوع مي الى المنزل تفاجأت بوجود المرأة التي كانت تحضر لها فتلقي السلام ثم تذهب , ووجدت محمد معها فاستغربت لذلك ..وعندما أحس محمد بدخولها أمر المرأة بأن تقوم لتسلم عليها وتعرفها على نفسها ,فعلامات الحيرة ظهرت على وجه مي فقالت المرأة السلام عليكم
- وعليكم السلام
- أهلا بك دكتورة مي
- أهلا بك في منزلنا
ابتسمت المرأة ثم قالت :
- أود أن أعرفك بنفسي فأنا زوجة أخاك محمد .. وأدعى (مرام )وكنت أحضر لك لأتأكد أنك أخته فلقد شككت في إسمك فهل تكونين أخته أم مجرد تشابه في الأسم ..وعندما رأى الصورة تأكد من ذلك ..
فسألتها بكل دهشة
- لكن من أين أحضر الصورة فلقد فارقنا منذ أن كنا صغار فمن أين أتت له ؟
ابتسمت مرام وقالت:
لقد وجدتها في غرفتك حينما حضرت لك فأخذتها فلقد أمرني بأن أحضر أي شيء لكي يتأكد من الأمر..
فرحت مي لذكاء وفطنة أخاها وزوجته كما كانت فرحة أخاها شديدة لرجوعه إلى أسرته وكانت فرحة الجميع أشد عندما رزقت مرام بمولودة كالقمر أطلقوا عليها نوال لتذكرهم بوالدتهم وهكذا عاشوا بسرور وفرحة لا توصف ..









انتظر تعليقاتكم



:26: :26: :26:
9
793

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

الصالحات
الصالحات
قصه رائعه

بارك الله فيك

اختك :: الصالحات
آمال مجروحة
آمال مجروحة
تسلمين يالغلا على المرور
ذلها ولا دمعة أمها
مشكوررررررررررره قصه روعه
بدرة**
بدرة**
القصة رائعة وإلى الأماااااااااااااااااااااااااااام ياعزيزتي
~نسيم الربيع~
~نسيم الربيع~
القصة رائعة موفقة خيتو وإلى الأمام