قصة نهاد الملقبة بالمجنونة #رواية أديبة في المدرسة الثانوية # ١

الأدب النبطي والفصيح

بعد إنتهاء أول طابور صباحي فهذا هو أول يوم عمل لي في المدرسة ، أتصفح دفتر الحضور والغياب ودونت أسماء المتأخرات في خانة المتأخرات حملت كوب شاي لكي أعيش لحظات أسترخاء بعيد عن زحمة المدرسة واتمتع بمذاق الشاي وما أن وضعت كوب الشاي الساخن على فمي لأخذ رشفة وسندت ظهري المنهك على مسند الكرسي ، حتى اسمع أصوات أقدام تهرول نحو غرفتي ودقات سريعة على الباب وبإصرار شديد و دون توقف، تصاعد الدم الى رأسي غاضبة قلت بصوت غاضب : أدخل !!! كنت على وشك القاء لوم عليهم بسبب طريقة طرق الباب لكنهم كانت ملامحهم منهكه من الركض وقد أرتفع الدم في رأسهم وتلونت وجههم بالون الزهري ، وهم يأخذون أنفاسهم بصعوبه وهم يتكلمون أستاذه المجنونة، أي مجنونه لماذا تقولون هذا الإسم للعلم أنا لا أحب هذا الإسم نهائيا ، أستاذه نسينا أنت جديده على المدرسة وصوت ضحكات الفتاة التي بجانبها، المجنونه نهاد إنها تكسر اقلام الطالبات وقد بعثرت الصف بأكمله بينما كنا في الطابور الصباحي ولا أحد يستطيع توقفها ، قالت لنا الأستاذ أن نناديك إلى الفصل ، ماذا ؟!! سأتي حالا معكم ، ذهبت بخطوات سريعه خلف الطالبات فأنا لا أعلم أين يكون فصلهم ، وصلت الفصل وانا أخذ انفاسي المنقطعة من المشي السريع نظرت بذهول إلى الفصل بقايا الأقلام على الأرض وحافظة الأقلام والكتب والطاولات مبعثرة وكأنها حرب حدثت وفي وسط الفصل طالبة لديها من الجمال ماوهبها الله وجهها الحنطي الشاحب الدائري وعينيها السوداء المكحله وشعرها الأسود المرفوع بمشبك أسود ولكنها مازلت تكسر في الأقلام وحولها جميع الطلبه يصرخون على كل قلم تكسره وكأنه أنجاز ، فورا طلبت من جميع الطالبات الخروج من الصف ومن ضمنهم المعلمة، نظرت في عينيها ، وقلت لها بهدوء توقفي ياااا نهاد أسمك نهاد هل هذا صحيح ! قالت من أنت ؟ قلت لها أنا الاخصائية الجديده اسمي أديبة ، قالت بصوت محتدا عنيدا وهي تكمل في تكسير الأقلام : على العموم لن أتي معك أعلم ستحررون فيني فصل من المدرسة وثم عمي يأتي يأخذني وثم أطرقت رأسها إلى الأرض وكررت بنبرة غضب مكرره لن آتي معك ، قلت وأنا علامات الإستفهام والتعجب تدور في عقلي وقد دار في عقلي ألف سؤال خلال ثانية واحده ، انا أعدك إني لن أتصل بعمك ولن أعطيك فصل من المدرسة ، نظرت وهي تمسك في القلم وتقطعه قطع صغيرة وكأنها أفرغت غضبها المكنون في هذا القلم الصغير ، فتاة جميله بعمر الزهور ماذا بها مالذي تمر به في حياتها جعلها تفعل هذا العمل ، استطردت قائلة لها ، هيا يا ابنتي نخرج من الفصل بكل هدوء وأنا أعدك بما تريدين ، قالت بعد هنيهة وهي تحدق بعينين توشيان بالضيق هل هذا وعد ؟ قلت لها نعم ، تحدثت بهمس مع أحد ولكن ليس بجانبها أحد ، وقالت له : هيا نذهب معها ؟ نظرت لها وأنا أزردر لعابي بتوتر شديد ممزوج بالخوف سألتها ! مع من تتكلمين؟؟ قالت: لا أحد ، لا أنكر أني أحسست بالقشعريرة من الخوف ولكني أمسكت نفسي تتكلم مع من هل صحيح مايقال عنها إنها مجنونه ولكن طردت الكلام من مخيلتي فأنا لا أحب تلك الألقاب ليس هناك شخص مجنون " هناك أشخاص لديهم ضغوط نفسية لا غير" بالتأكيد كنت أتوهم ، بعد ذلك رمت فتات الأقلام من يدها وانزلت هندامها المدرسي التي رفعته على خصرها وأنزلت كم قميصها على يديها وبانت أضافرها المطلية بطلاء أحمر فاقع ، وفتحت مشبك الشعر لينسدل شعرها الأسود على كتفيها ، إنه ممنوع ولكن تغاضيت عن كل ذلك، و كأنها انتهت من حرب ضروس ولكن مع نفسها ، كانت تمشي مرفوعة الرأس هل تشعر بلذة إنتصارها مشيتها المتباهية بنفسها تدل على ذلك ، أخرجت علك من جيب هندامها الضيق جدا ، انها بالكاد تستطيع المشي منه ووضعته في فمها بكل فخر ، تمالكتُ أعصابي حتى تخرج معي إلى غرفتي ، وفي الممر كانت خطواتها المنتصره وهي تنظر في وجوه الطالبات الخائفات منها ، وكل يهمس في أذن الأخرى ، لم استطيع سماع همسهم ولكنه بالتأكيد يدور حول نهاد ، وصلنا إلى غرفتي طلبت منها الجلوس على الكرسي ،جلست على الكرسي ووضعت رجل على رجل ، كان كوب الشاي التي تتصاعد أبخرته قبل ذهابي لها لقد تبخرت واصبح لامعنى له ، جلست على مقعدي وسحبت الكرسي بقوة إلى الداخل ، كانت طاولتي لم تحتوي على إي شيء ، تم نقلي إلى المدرسة اليوم فالأخصائية السابقه لديها حالة مرضيه واضطرت إلى السفر للعلاج عاجلا، جئت مكانها اليوم لم أطلع على ملفات الطلبه و أدرس حالاتهم ، وربما قد أتت هذه الحاله لكي ادرسها من غير إطلاع ، أخرجت ورقة وقلم من درج المكتب ، نهاد انت فتاة جميله بريئة لماذا كسرت الأقلام ؟؟! قالت بصوت فيه حدة وغضب : لأنني مجنونه فجأة فُتح الباب ، وقفت نهاد خائفة ترتجف ابتلعت ريقها ، ارتعدت فرائصها نظرت لها اصبحت فتاة مختلفة بانت على ملامحها ملامح الخوف إنها تخاف من هذا الشخص القادم ولكن من هو؟؟! رجل في أواخر الأربعين من عمره وقد غطى الشيب بعض شعره ، طويل عريض المنكبين قال بصوت جهوري مخيف أين هي؟ ، هيا معي !! ونظر نحوي واستسمح مني وترجاني ألا أكتب فيها فصل أما انا فكنت مدهوشة امسك يدها وسحبها ، قلت له لحظه يا أخي من أنت وكيف تدخل الغرفة هكذا ، قال أنا عمها وولي أمرها ، اتصلت بي أستاذه سهام لكي أتي إلى أخذها ، وقفت متفاجأه فأنا جديده لا أعرف من هي استاذه سهام ، قلت هل ممكن أن تنتظر لدقائق تفضل أجلس على الأريكة ، خرجت في حيرة لا أعلم أين أذهب فا أنا وعدت نهاد أن لا أتصل بعمها، توجهت إلى مكتب الإدارة لأبحث عن استاذه سهام وهناك وجهتني إحدى الإداريات إلى مكتب الاستاذه فمكتبها بجانب مكتبي طرقت الباب قبل الدخول مكتوب على لائحة الملصقة أعلى الباب مساعدة الاخصائية الإجتماعية ، دخلتُ على الأستاذة والقيت التحية وعرفت بنفسي لها وهي القت التحية وعرفت نفسها، اردفت بالكلام لها معذرة استاذه سهام هل أنت من اتصلت بعم نهاد من صف ثاني ثانوي قسم الأدبي ، قالت اي نعم ، قلت لها لماذا ؟ قالت بصوت مختلط بالحدة : هكذا نستطيع توقفها نتصل بعمها مباشرة إنها لا تهدأ وتزيد في عنادها وعنترتها ، قلت بصوت به خيبة أمل : ولكن وعدتها بأن لا أتصل بعمها ، قالت لماذا فعلت هكذا ؟؟ ، هل تعلمين إن آخر مره تغاضينا عن الموضوع عندما دخلت الحمام وأخذت قلم حمرة وصبغت مناظر الحمام سامحناها ولكنها في اليوم تالي تمادت أكثر وأكثر ،قلت لها أنا سأتصرف شكرا لك ، ذهبت مسرعة إلى الغرفة وفتحت الباب رأيت عمها وهو يمسك يدها بقوة كبيرة وبيده الثانية رفعها لكي يضربها على وجهها وهي تتألم وعندما رآني انزل يده ،
دخلت بكل هدوء إلى الغرفة وجلست على الكرسي، وهو ينظر نحوي بابتسامة تمتزجها الخوف مما رأيت ولكن لحاجة في نفسي لم أعقب على ما رأيت لم اتغاضى ولكن خزنته في جعبتي ليوم حاجتي، قال لي عن إذنك أريد ورقة خروج ، نظرت على ملامح نهاد وقد بان الضيق في وجهها ، أردفت قائلة له : حالتها لا تستدعي خروجها من المدرسة إنها ليست مريضه ، قال بصوت ممزوج بالغضب والعنف : انا تركت أعمالي في المنتصف لكي أستطيع القدوم إلى المدرسة ، والآن ماذا تقولين أنت ، انت شكلك جديده لا علم لك بشيء ، لا تعرفين من أكون أنا ؟ قلت في قرارة نفسي خلال هذه الساعة تعلمت الكثير من يستسهلون باليسير ويتصلون بك ، أردفت قائلة له ، شكرا لك سيدي ، ولكن لا أستطيع أن أكتب ورقة خروج لها لانها ليست هناك ضرورة لخروجها من المدرسة ، نظرت لها كانت تتابع عمها ببصرها وهو يغلق الباب وقد أساريرها انفرجت وهللت عيناها فرحة ، وهو خرج غاضب وضرب الباب بكل قوته ، حتى كاد أن يقتلع الباب ، وإذا بها تضحك بصوت عالي ، وكأنها دخلت بنوبة ضحك ، وهي تقول لا أصدق لا أصدق أنظر لأول مره أرى عمي منكسرا ، نظرت لها وزاد خوفي منها انا لا أتوهم انها تتكلم مع شخص بجانبها قلت في قرارة نفسي بسم الله الرحمن الرحيم ثم توجهت نحوي تريد شكري ولكن لم تنطق ولكن عيناها كانت تقول.
ثم ضغطت على زر تحويل شخصيتها التي ماكانت عليها من البداية ، قالت هل أذهب إلى صفي أم ماذا بلهجة قليلة الإحترام ، ولكن ما رأيته مع عمها إنها مصابة بإضطراب الشخصية ، أردفت الكلام معها قلت لها :أجلسي، أريد تحدث معك قالت بصوت استهزائي تفضلي وجلست وأخرجت علك ووضعت رجل على رجل ، قلت لها ابنتي اعتبريني صديقتك ولست الاخصائية ولكنها ضحكت بضحكة ممزوجه بستهزائية وقالت لا أريد صديقات لا أحتاجهم ، قلت لها بنبرة شديدة اللطف : لماذا كسرت الأقلام ما الذي في نفسك أخبريني ، ردت بلهجة تميل الى الثقه : هكذا أنا مجنونه ثم قالت وهي تنظر داخل عيني إذا لايوجد إنذار ولا فصل ، سأذهب إلى فصلي ، قلت لها تفضلي ولكن غرفتي وقلبي مفتوح لك دائما، نظرت نحوي بإستغراب ولم تجب ، حركت شعرها إلى الخلف ومشت ، أما أنا جلستُ على الكرسي وأخذت نفس عميق وقلت في قرارة نفسي ، انها حالة صعبة ليست سهله ، بحثت عن ملف نهاد ، أخرجته أستغربت من ثقله وعندما فتحته رأيت ما لا تصدقه العين ، ماهذه الإنذارات والشكاوي والإهمال خلال سنه واحده فقط ، لماذا لم ترفع حالتها إلى الوزارة، لكي يتم تقييم حالتها وعليها يتم تشخيصها ، وبينما كنت أقرأ ملف نهاد ، فُتح الباب بقوة ، ماهذا اليوم!!أظن إن هذا الباب لن يصمد إلى نهاية الدوام ، أستاذه أديبه ماذا فعلت ؟ لماذا لم تكتبي ورقة خروج إلى الطالبة نهاد ؟ لماذا لم تكتبي فيها فصلا أو أنذار؟؟ انت جديده لا تعلمين ما مكر هذه الفتاة !! إنها ساحره ماكره ، لقد عشنا معها سنه كامل و كل المعلمات يهابونها لا أحد يستطيع فعل شيء لها ، الشيء الوحيده الذي يوقفها هو عمها ، إنها تخاف منه كثيرا ، ولكن هذا في صالحنا ، الآن عمها خرج غاضبا أنه لن يأتي مهما كان الإتصال ؟ وأنا انظر لها بإستغراب وصامته وهي تتحدث ، قلت لها بلهجة مائلة إلى لطف : أهدئي استاذه سهام تفضلي اجلسي على الكرسي ، وحدثيني عنها أكثر ، لم تقل إيجابية واحده عنها ، مهمله ، تتهرب من المسؤولية إنها من الجيل الفاشل الذي لم يعد يقدر قيمة العلم ، كل يومها مشاكل مع الطالبات و المعلمات حتى حارس الأمن لم يسلم من شرها ، وايضا مجنونه قالت بهمس وهي تبلع ريقها بعض الأيام تتحدث مع نفسها ؟ يقال عنها استغفر الله... بسم الله ونفضت جسمها ، كنت أنظر لها مدهوشة مماتقول عن بنت في هذا العمر بالتأكيد لديها أسباب أخرى ضاغطة كالحالة الإقتصادية أو المشاكل الأسرية أو مرض نفسي ولكن مالذي حدث لها لكي تصبح هكذا ، بينما كنت بين أفكاري حتى دق جرس الفسحة ، وخرجت لأخذ جولة على ساحة المدرسة ، كانت انظاري تبحث عن نهاد لقد وجدتها واقفه عند الزاوية كانت واقفه على الكرسي الخشبي ورافعه كم قميصها ولديها علبة المشروبات الغازية وبعد إنتهائها منه لقته على الأرض ، وقفزت قفزات على الكرسي ، تريد أن تكسره بكل قوتها ، كنت أراقب حركات يدها وحركات وجهها ، انها تتكلم مع أحد هل لديها هاتف محمول ، لكن هذه المره لن اتغاضى عن هذا الممنوع ، ذهبت إليها بخطوات سريعه قلت لها هيا أعطيني هاتفك النقال بكل هدوء ، لكن هذه المره نظرت نحوي مستغربة مما أقوله؟ قالت لا يوجد لدي هاتف نقال ، قلت لها هل تكذبي أيضا أريني أذنك لأرى سماعات البلوتوث ولكن ملامح الصدمة بانت على وجهي لايوجد على أذنها إي شي ، لقد رأيتها بعيني انها تتحدث مع أحد ، أنا متأكده ، ذهبت إلى غرفتي وانا مدهوشة دارت أفكاري ، التقيت بالمساعدة طلبت منهل الجلوس معي واخبرتها بما رأيت ، لكن ملامح وجهها لم تتغير ، قالت انها هكذا ، يسمونها الطالبات بالمجنونه ، انها حتى في الفصل تتكلم بتهامس مع نفسها قلت لك من قبل يقال عنها انها أصابها مس من الجن بعد الحادث ، فليس لديها صديقات ولكل يخاف منها ، وجهت نظري لها بنظرة لائمة : خلال هذه السنه لماذا لم ترفع حالتها الى الوزارة؟؟ ، قالت مرات عديدة طلب من ولي أمرها ولكنه يتجاهل الأمر ، وهو لديه مركز عالي في المجتمع ولديه واساطات لانستطيع حتى فصلها وهي تتحدث لي بهمس بإسمه ، إنه أحدى رجال الأعمال في الدولة ولكن هذا لا يعني أن نترك الفتاة هكذا ، سألتها لماذا عمها هو ولي أمرها أين والديها ، أطرقت رأسها إلى الأسفل ، لقد توفي والديها في حادث مؤلم ولو لا مشيئة الله لكانت نهاد في عداد الموتى ولكنها نجيت من الحادث المؤلم ، أردفت قائلة لها ولكن أحس إنها تحتاج الى مساعدة ، لقد رأيت عمها يعنفها ، قالت بحدة : اصمتي لا أحد يسمعك ، صدقيني يستطيع عمها أن يفصلك حتى من عملك ، لقد هدأناه بصعوبة عندما لم تكتبي ورقة الخروج عندما أتى اليوم ، قلنا له أنك جديده ، بينما تتحدث أخذتني افكاري إلى نهاد تلك الفتاة الجميلة البريئة تحتاج إلى من ينقدها ، الى من يمسك يدها قبل ان تسقط في الهاوية ، هل بسبب وفاة والديها أصبحت هكذا ، ولكن مروا علي الكثير من الطالبات الذين فقدوا عائلتهم بطريقه وبإخرى ، لم يصبحوا هكذا ، اي نعم دخلوا في مرحلة أكتئاب ولكنهم لم يصلوا إلى مرحلة نهاد لم أصادف أحدا يتكلم مع نفسه امام الجميع ، شخصيتها المضطربة ، مالذي حدث لها ، قلبي انقبض خوفا عليها، ذهبت الى منزلي بعد انتهاء اول يوم دراسي لي مع المرحلة الثانوية كان يوما شاقا ومتعب ، وضعت جسمي تصفحت في عقلي الحالات التي قابلتها اليوم، فتاة سنه أولى تطلق والديها ودخلت مرحلة اكتئاب ولاتريد الدخول إلى الفصل ، وفتاة وجدتها في الفسحة على جانب خالي من المارة وعندما اقتربت منها رأيتها تتحدث بالهاتف واكتشفت بعدها أن هذا شاب مراهق ، ولكن استحوذ عقلي وتفكيري حالة نهاد ، كانت تطرأ على بالي طوال اليوم ، وانا أفكر بطريقه لجعلها أن تتحدث وتخرج غيض من فيضها بالكلمات ، كيف أخلق جسر اللقاء بيني وبين نهاد ورحت في عالم آخر .
أستيقضت على أشعة الشمس تداعب رموشي ، تجهزت سريعا ، ذهبت إلى المدرسة ، أقضي واجباتي العملية الاعتيادية اتفقد الغائبين وكم نسبة غيابهم واجهز الإنذارات ، وغيرها من اعمال الروتينية اليومية ، وكل هذا وعقلي يفكر كيف أخلق جسر صداقة بيني وبين نهاد علني أستطيع أن امسك يدها قبل ان تسقط الى الهاوية ، انتهيت من عملي وطلبت نهاد إلى غرفتي ، فتحت الباب بقوة يا للعجب ماقوة هذا الباب إنه صامد كالجبل ، من دون ان تطرق الباب !! دخلت غاضبه ماذا فعلت لكي تستدعيني إلى غرفتك؟؟ ، قلت لها لم تفعلي شيئا ولكن أريد مشورتك بشيء ، بان على وجهها ملامح الاستعجاب والاستغراب ، حركت يداها ، وهي تقول بحدة هل تعتقدين أنت أيضا انني مجنونه وتريدين الاستهزاء بي!! ، قلت لها على العكس انا أراك أعقل العقلاء ولكنك بالتاكيد مررت بأحداث أكبر من ان يستوعبها عقلك، قالت باستهزاء هيا قولي ما عندك اذا تريدين واسطة او أي عمل من عمي ، لن استطيع مساعدتك ، لانك لا تعلمين كم هو بخيل ليس في النقود فقط حتى في مشاعره ، قلت لا أريد من عمك اي شيء ولايهمني مركزه ، فتحت عينيها بإستغراب بالتأكيد من يجرأ عن الحديث عن عمها بهذا الشكل فهو واحد من أغنى أغنياء الدولة ، ولكن مايحيرني لماذا اختاره مدرسة حكومية عوضا عن إنه يستطيع ان يدخلها أغلى المدارس ، اردفت قائلة لها ، أريد ان أخذ بنصيحتك عن كيفية وضع طلاء الاضافر وكيفية إختيار النوعية الجيده ، لا أنكر إنها كانت تريد الضحك بكل قوتها كانت تحتضن الابتسامة بين رفيف شفتيها ، ولكن يبدو ان الحديث أعجبها فجلست بجلستها المعتادة ، وصارت تحدثني عن المكياج وأحدث أنواع المكياج والماركات العالمية ونصحتني ايضا ان اشترك في قنوات لتعليم وضع المكياج والموضة ، كانت سعيده بالتحدث معي ، كنت في تلك الفترة لم أنصت الى حديثها ، غير اني أراقب حركاتها الغريبة كانت بين كل جمله تقول اصمت ، اصمت اريد التحدث!! لا أنكر اني كنت خائفة ، هل صحيح ماقالته المساعدة ، بأنها قد أصابها مس من الجن استغفر الله وتتحدث معه دائما ، ولكن طردت هذه الأفكار فا أنا الا أعتقد بها ، عندما انتهت ودعتها بحرارة، وقلت لها انتظرك غدا على أحر من الجمر ، هذه المره كانت نظراتها لانت قليلا ولكن لم تتحدث معي خرجت ولم تنتطق بحرف واحد ، وهكذا مره شهر كامل في كل حصة فراغ أو حصة انشطة تأتي نتجاذب اطراف الحديث عن الموضه والفن والفنانات ، انا لا اتكلم فقط هي واكون خائفة معها لانها تتحدث معي ومع شخص آخر ، حتى احسست انها اصبحت قريبة مني بدرجة التي كنت اريدها ، مره أسبوع لم تشتكي منها المعلمات ولا الطالبات، حتى إن المساعدة استغربت مماحدث ، ولكن حدث في يوم من الأيام لا يحمد عقباه ، بعد الإنتهاء من الطابور ، ركضوا الطالبات قائلين أستاذه النجدة نهاد المجنونه ، انها تريد قتل الاستاذه ، ماااااذا هيا ستقتلها ، وانا اركض ورائهم ، وعندما دخلت الفصل كانت نهاد ممسكه بالقلم الحاد بيديها وممسكه بعنق المعلمه بكل قوتها ونظرة الاستاذ كلها خوف ورعب ، طلبت من كل الطالبات الخروج من الفصل ، واغلقت الباب ، و ذهبت نحو نهاد قلت لها هيا يا ابنتي اعطيني القلم ، قالت لا استطيع لست أنا هو يريد ذلك ، فتحت عيني بأكلمها ، انا لا أريد أن أؤودي الاستاذه ، ولكنه طلب مني ذلك لا استطيع رفض طلبه ، قلت لها أرجوك كنت خائفة جدا فكانت كل اطرافي ترتجف ، خفت ، ولكن سرعان ما تغير صوتها ، يا إلهي هل هو صوت صديقها الذي معها ؟؟!!وبينما انا اتحدث معه سمعت صوت عمها يصرخ اين هي هذه المجنونه لقد سئمت منها ، ودفع الباب بكل قوته وسحبها من يدها بكل قوته واخذها من المدرسة ، ياله من يوم صعب مازلت عندما أتذكر أرجف ، لقد اتخذ القرار بالاجماع بفصلها من المدرسة خوفا من ان يحدث ذلك مرة اخرى ، تكلمت المديرة مع الأستاذه ان تتنازل عن قضيتها التي أصرت على ان ترفع على نهاد قضية إنها محاولة قتل ، ولكن اخبرتها المديرة إنها لن تربح شيئا ، قالت لها : ولا على المجنون حرج ،
المديرة طلبت من الاستاذة استجابة لتوسل وتوعد عمها إلى المديره ، لايريد أدخال اسم العائلة الى مراكز الشرطة ، ياله من عم لا يريد معالجتها مع طبيب نفسي ايضا لكي لا يلوث سمعت عائلتهم على حد قوله ، يا للفتاة المسكينة . قررت المديرة قرار حاسم بفصلها لا رجوع منه، ولكن طوال الأيام كان فكري وعقلي مع نهاد ماذا حصل معها وأين هي ، حاولت الإتصال على رقم هاتف منزلها ولكن لا أحد يجيب ، مره شهر على فصلها ، قررت بعد الدوام المدرسي زيارتها والذهاب الى منزلها ، استجمعت شجاعتي وذهبت إلى منزلها أخذت العنوان من ملفها الطلابي ، وقفت عند باب منزلها بيت كبير اشبه بالقصر الكبير ، أنهم فاحشين الثراء ، ضغطت على زر الجرس ، فتح الباب خرجت احدى المساعدات سألتها عن نهاد ، ولكنها أطرقت رأسها الى الاسفل وبانت على ملامحها ملامح الحزن، قالت انها في الطب النفسي ، حزنت كثيرا عليها ، مما زاد فضولي لمعرفة قصتها كيف تنازل عمها ولوث اسم عائلته على حد قوله وأرسالها الى الطب النفسي ، سألتها عن إسم المستشفى لصدفة تعمل به صديقتي المقربة طبيبة في المستشفى النفسي دائما ما استشيرها في الحالات التي اشعر إن لديهم مرض نفسي ويحتاجون علاج بالعقاقير الطبية ، وسألتها عن حالتها وقالوا انها في تطور ملحوظ، وطلبت أن أقابلها ، وأعطتني موعد سأذهب لها لأمسح فوق رأسها ، ودخلت المستشفى الطب النفسي الذي يهابه الكثير ، رأيتها في غرفة بيضاء وهناك سرير أحادي، جالسة في منتصف السرير وراسها داخل رجليها ، عندما رفعت رأسها ورأتني أنفرجت أساريرها وتهللت مستبشرة ، ووقفت وحضنتني بحضن كله شوق وحنين وخوف ، لم أتوقع ان تكون ردة فعلها هكذا اجلستها بيدي على السرير وجلست على الكرسي المقابل لها ، قلت لها كيف حالك وماذا حدث لك حتى تصلي الى المستشفى؟؟
قالت وقد أغرورقت عيناها من الدموع، نظرت لها أصبحت فتاة أخرى إنها منكسرة حزينة ، قالت لقد طلب مني طلب صعب جدا، أراد مني أن أحرق المنزل ، وبعد ذلك داهمتني المساعدة واتصلت بعمي وعمي هو من جلبني الى المستشفى، ولم يزرني أحد قط غيرك ، قلت لها أعدك اني سأزورك بين الفينة والأخرى ولكن أوعديني انك تواصلين العلاج الى النهاية، وعديني انك تكتبي كل مافي جعبتك من البداية من طفولتك حتى وصولك إلى المستشفى ستشعرين براحة نفسية بعد الكتابة وأخرجت دفتر لونه زهري ، ووضعته في راحة يدها .
انها الأوراق الملصقة في دفتر يومياتي بخطها البريء سأنقلها لكم كما كتبتها نهاد كنت في بادئ الأمر وعند قراءتي لقصتها ، دخل في قلبي الرعب والخوف ، ولكن فوجئت بأحداث غريبة لا تصدق ، انها مرت بمشاكل نفسية عديدة بسبب ماعانته من ظروف قاسية.
اسمي نهاد توفي والداي منذ إن كان عمري عشر سنوات في حادث مأساوي وكنت أنا الناجية الوحيدة بينهم، تمنيت في كل لحظه وأنا بين يدي عمي المتعجرف الطاغية أني مت في ذلك الحادث معهم وتخلصت من العذاب كانت عائلتي يتقاذفوني يمنة ويسرى كل منهم يريد إعفاء نفسه من مسؤوليتي ، حتى وقعت في يد عمي الذي همه فقط ان أكل وأشرب ، كنت أعيش طول اليوم لا أتحدث مع أحد ، حتى في بعض الأحيان نسيت كيف يتكلمون وكيف تنطق الكلمات ، حتى ظهر لي يتبع في الجزء القادم في الإسبوع القادم
جميع الأجزاء على قناة يوتيوب ذكريات محفورة بقلم ذكريات محفورة
5
626

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مشمع
مشمع
كم في هذا العالم من مضاليم يتالمون
ذكريات محفورة
ذكريات محفورة
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
أختي الفاضلة
حياك الله في واحة الأدب
رجاء عدم وضع روابط يوتيوب أو غيرها
فهذا ممنوع الا من بعد موافقة الإدارة ..
وأترك لمن تود المشاركة في روايتك لمن شاءت
الآن كما ترين الوقت لكل منا لايسمح بقراءة روايات بالمنتدى
حبذا لو تشاركينا بقصة او خاطرة وتكون حصرية للمنتدى
اي لم تنشر من قبل في مكان آخر
ولاتستغرق وقت من تشارك
حياك الله وبورك الجهد
ذكريات محفورة
ذكريات محفورة
عذرا ، لم أكن أعرف عن قوانين المنتدى ، بإذن الله أكتب قصة خاصه بهذا المنتدى ، اذا لن أكمل قصة نهاد لانه نشرتها سابقا في قناتي في اليوتيوب ، ان شاء الله أجهز قصة وانشرها ، شكرا لكم على رحابة صدركم ⚘
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
عذرا ، لم أكن أعرف عن قوانين المنتدى ، بإذن الله أكتب قصة خاصه بهذا المنتدى ، اذا لن أكمل قصة نهاد لانه نشرتها سابقا في قناتي في اليوتيوب ، ان شاء الله أجهز قصة وانشرها ، شكرا لكم على رحابة صدركم ⚘
عذرا ، لم أكن أعرف عن قوانين المنتدى ، بإذن الله أكتب قصة خاصه بهذا المنتدى ، اذا لن أكمل قصة...
هلا بك ياذكريات ونسعد بكتابتك ⚘