قصة واقعية جميلة

ملتقى الإيمان

قصة جميلة واقعية


كنا في جده في بيت الوالدة حفظها الله في صباح الجمعة ... وعند الضحى سألت
خاليويش رأيك نطلع مكة نصلي الجمعة هناك و نرجع على طول قال فكره طيبة ... نشرب
الشاهي ونطلع قلت الآن .. قبل ما يكسلنا الشيطان .. ولك علي اشتري لك شاهي عدني
ما حصل من الخط .. لجل نلحق ندخل الحرم قبل الزحمة.. اليوم جمعه .. كل أهل مكة
يصلوا هناك وحنا في الطريق السريع ... لفت نظري قبل مكة بحوالي خمسة وأربعين
كيلومتر أو تزيد قليلا في الناحية الأخرى من الطريق .. بيت ابيض من بيوت الله
مسجد .. ولفت نظري لعدة أشياء لونه ابيض رائع ... و مئذنته جميلة و عالية
نسبيا مبني على أسفل سفح جبل أو على تله تقريبا .. مما يجعل الوصول إليه يبدو
صعبا قليلا ... خاصة على كبار السن .. وإن كان واضح أن من بنا المسجد بناه علىهذه الصورة لجل يبان للناس من بعيد ... إن في هذا المكان مسجد المسجد كان مهدم أوبمعنى أصح .. كان عبارة عن ثلثي مسجد فقط ... و الجزء الخلفي مهدوم
تماما .. ولا يوجد أبواب أو حتى شبابيك .. وليس أكثر من مسجد مهجور مرتفع عن
الأرض ماادري ليه بقى منظر هذا المسجد في قلبي ... وصورته ما فارقت خيالي
أبدا .. يمكنلشموخه و وقوفه ضد السنين ... الله أعلم ***وصلنا مكة ولله الحمد
ووقفناالسيارة خارجها نظرا لشدة الزحام وصلينا وسمعنا الخطبة بعد الصلاة
ركبناسيارتنا وأخذنا طريق العودة للمرة الثانية ... مدري ليش ... ظهرت صورة
نفسالمسجد في بالي المسجد الأبيض المهجور جلست أكلم نفسي ... بعد شوي يظهر لنا المسجدجلست التفت لليمين وإنا أبحث عنه اذكر إن بجانبه مبنى المعهد السعودي اليابانيبحوالي خمسمائة متر و كل من يمر بالخط السريع يستطيع أن يراه مررت بجانب المسجدوطالعت فيه .. ولكن لفت انتباهي شيء سيارة .. فورد زرقاء اللون
تقف بجانبهثواني مرت وأنا أفكر .. ويش موقف هالسيارة هنا ؟ .. ويش عنده راعيها
؟ .. ثماتخذت قراري سريعا هديت السرعة ولفيت لليمين على الخط الترابي ناحية
المسجد ... ليقضي الله أمرا كان مفعولا ... وسط ذهول خالي وهو يسألني خير ويش فيه ؟؟؟خير صارشئ ؟؟؟اتجهت لليمين من عند المعهد السعودي الياباني في خط ترابي لحوالي خمسمائة متر .. ثم يمين مرة أخرى ... ثم داخل أسوار لمزرعة قديمة حتى توجهت للمسجد مباشرة سألنيخالي خير .. ويش فيك رد علي قلت أبدا .. بشوف راعي هالسيارة ويش عنده قال ... مالناومال الناس قلت خلينا نشوف .. وبالمرة نصلي العصر.. اعتقد أذن خلاص شافني مصممومتجه بقوة للمسجد راح
سكت***وقفنا السيارة في الأسفل ... وطلعنا حتى وصلناللمسجد ... وإذا بصوت
عالي ... يرتل القرآن باكيا .. ويقرأ من سورة الرحمن ... وكان يقرأ هذه الآية
بالذات( كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلالوالإكرام ) فكرت أن ننتظر
في الخارج نستمع لهذه القراءة .. لكن الفضول قد بلغ بيمبلغه لأرى ماذا يحدث
داخل هذا المسجد ... المهدوم ثلثه ... والذي حتى الطير لاتمر فيه دخلنا المسجد
.. وإذا بشاب وضع سجادة صلاة على الأرض ... في يده مصحفصغير يقرأ فيه ... ولم
يكن هناك أحدا غيره وأؤكد لم يكن هناك أحدا غيره قلتالسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته نظر إلينا وكأننا أفزعناه ... مستغربا منحضورنا .. ثم قال وعليكم
السلام ورحمة الله وبركاته سألته صليت العصر؟قال .. لاقلت طيب أذنت ؟قال لا...
كم الساعة ؟قلت وجبت خلاص أذنت .. ولما جيت أقيمالصلاة .. وجدت الشاب ينظر
ناحية القبلة و يبتسم غريبة ابتسامته !!!يبتسم لمين؟ ايش السبب !!!وقفت أصلي
... إلا وأسمع الشاب يقول جملة طيرت عقلي تماما قالبالحرف الواحد أبشر ...
جماعه مرة وحدة نظر لي خالي متعجبا ... فتجاهلت ذلك ... ثم كبرت للصلاة وأنا
عقلي مشغول بهذه الجملة( أبشر جماعة مرة وحدة ) يكلم مين؟؟؟ .. ما معانا أحد
>!!! .. أنا متأكد إن المسجد كان فاضي ... يمكن احد دخلمن غير ما أشوفه ... هل
هو مجنون ... لا أعتقد أبدا ... طيب يكلم مين !!!صلىخلفي ... وأنا تفكيري
منشغل بيه تماما بعد الصلاة ... أدرت وجهي لهم .. وحينأشار لي خالي للانصراف..
>قلت له .. روح أنت استناني في السيارة والحينألحقك نظر لي ... كأنه خائف علي
من هذا الشاب الغريب الذي يتوقف عند مسجد مهجورالذي يقرأ القرآن في مسجد
مهجور الذي لا نعلم يكلم من ... حين يقول ( أبشرجماعة مرة وحده )أشرت إليه أني
جالس قليلا نظرت للشاب وكان مازال مستغرقا فيالتسبيح ... ثم سألته كيف حال
الشيخ ؟فقال بخير ولله الحمد سألته ما تعرفت عليكفلان بن فلان قلت فرصة سعيدة يا أخي ... بس الله يسامحك .. أشغلتني عن الصلاة سألنيليش ؟قلت ... وأنا أقيم
الصلاة سمعتك تقول أبشر جماعة مرة وحده ضحك ... وقالويش فيها؟قلت ... ما فيها شئ بس .. آنت كنت تكلم مين !!!ابتسم ... ونظر للأرض وسكتلحظات ... وكأنه يفكر هل يخبرني أم لا ؟ هل سيقول كلمات أعجب من الخيال أقربللمستحيل تجعلني اشك
أنه مجنون كلمات تهز القلوب تدمع الأعين أم يكتفيبالسكوت!!!لو قلت لك .. رايح
تقول علي مجنون تأملته مليا ... وبعدين ... ضممتركبتي لصدري ... حتى تكون الجلسة أكثر حميمية.. أكثر قربا .. أكثر صدقا .. وكأنناأصحاب من زمان قلت ..
>ما أعتقد انك مجنون ... شكلك هادئ جدا ... وصليتمعانا ولا سمعت لك حرف نظر لي
... ثم قال كلمة نزلت علي كالقنبلة .. جعلتنيأفكر فعلا .. هل هذا الشخص مجنون
>!!!كنت أكلم المسجد قلت .. نعم !!!كنت أكلمالمسجد سالته حتى أحسم هذا النقاش
مبكرا ... وهل رد عليك المسجد ؟تبسم ... ثمقال .. ما قلت لك ... حتقول علي
مجنون .. وهل الحجارة ترد .. هذه مجرد حجارةتبسمت ... وقلت كلامك مضبوط
طالما أنها ما ترد ... طيب ليه تكلمها !!!هل تنكر .... إن منها ما يهبط من
خشية الله سبحان الله ... كيف أنكر وهذا مذكور فيالقرآن طيب ... و قوله تعالى
) وإن من شئ إلا يسبح بحمده )قلت ماني فاهم نظرللأرض فترة وكأنه مازال
يفكر هل يخبرني ؟؟هل أستحق أن أعلم ؟؟ثم قال دون أنيرفع عينيه أنا إنسان أحب
المساجد .. كلما شفت مسجد قديم ولا مهدم أو مهجور .. أفكر فيه .أفكر في أيام
كان الناس يصلوا فيه وأقول .. تلقى المسجد الحين مشتاقللصلاة فيه .. تلقاه
يحن لذكر الله أحس ... أحس إنه ولهان على التسبيح والتهليل .. يتمنى لو آية
تهز جدرانه .. وأفكر .. وأفكر .. يمكن يمر وقت الآذان وتلقىالمئذنة مشتاقة
... و تتمنى تنادي ... حي على الصلاة ... وأحس إن المسجد ... يشعر انه غريب
بين المساجد .. يتمنى ركعة .. سجدة .. أحس بحزن في القبلة ... تتمنى لا إله
إلا الله .. ولو عابر سبيل يقول الله اكبر ... وبعدين يقرأ( الحمدلله رب
العالمين ) أقول في نفسي والله لأطفئ شوقك .. والله لأعيد فيك بعض أيامك ..
أقوم انزل ... وأصلي ركعتين لله ... واقرأ فيه جزء من القرآن لا تقول غريب
فعلي .. لكني والله ... أحب المساجد أدمعت عيني ... نظرت في الأرض مثله لجل مايلاحظها .. من كلامه .. من إحساسه .. من أسلوبه .. من فعله العجيب .. من رجل تعلققلبه بالمساجد مالقيت كلام ينقال .. واكتفيت بكلمة الله يجزاك كل خير بدأ خالي يدقلي بوري يستعجلني .. قمت ... وسلمت عليه ... قلت له ... لا تنساني من صالح دعاكوأنا خارج من المسجد قال وعينه مازالت في الأرض تدري .. ويش ادعي دائما وأنا خارجطالعت فيه وأنا أفكر .. ودي الزمن يطول وأنا اطالع فيه .. من كان هذا فعله .. كيفيكون دعاه ... وما كنت أتوقع آبدا هذا الدعاء اللهم اللهم اللهم إن كنت تعلم أنيآنست هذا المسجد بذكرك العظيم ... وقرآنك الكريم ... لوجهك يا رحيم .. فآنس وحشةأبي في قبره وأنت ارحم الراحمين حينها تتابع الدمع من عيني .. ولم استحي أن أخفيذلك .. أي فتى هذا .. وأي بر بالوالدين هذا ليتني مثله .. بل ليت لي ولد مثله كيفرباه أبوه .. أي تربية .. وعلى أي شئ نربي نحن أبناءنا هزني هذا الدعاء ... اكتشفتأني مقصرا للغاية مع والدي رحمه الله .. كم من المقصرين بيننا مع والديهم سواءكانوا أحياء أو أموات

5
417

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

@ عذا نجد @
@ عذا نجد @
عالم عجب
عالم عجب
ماشالله عليه
مشكوره اختي على القصه فعلا قصه مؤثره ورائعه
نور نور الدنيا
قصه مؤثره ورائعه

الله يعطيك العاافيه
زوجة شاعر
زوجة شاعر
الله يجزاك خير
وربي يجعلنا من البارين بوالديهم وأرزقنا بالذرية البارة
ليالي حجازية
ليالي حجازية
جزاك الله خير