قصة واقعيـــــــــــــــــــــــــــه ( رســــــاله الى الله )

ملتقى الإيمان

قصة واقعيـــــــــــــــــــــــــــه ( رســــــاله الى الله )

هذه القصة تحمل كل معاني الحب والبراءة التي من الممكن أن يحملها إنسان في قلبه ذلك القلب المليء بالدفء والحنان والدعوة الخالصة إلى الله والتي ما إن ترتفع صوتها نحو السماء فإنها تـُستجاب بلمح البصر لما تحمله من طهر وعفويه .. قصة قرأتها وأثرت في كثيرا ووجدت نفسي أتوق إلى أن اسردها لكم .....
القصة جاءت على لسان الأم (( أم ريــــــــــــــم )) .
تقول أم ريــــــــم :
دخلت صغيرتي ريــــــــــم بينما كنت في غرفة مكتبي مشغولة بأوراقي فسألتني ماذا تكتبين يا مـامـا ؟
_ أكتب رسالة إلى الله
_هل تسمحين لي بقراءتها ماما ؟
_لا حبيبتي هذه رسائلي الخاصة ولا أحب أن يقرأها أحد ...
خرجت ريــــم من مكتبي وهي حزينة لكنها اعتادت على ذلك فرفضي لها كان باستمرار ..

بعد عدة أسابيع دخلت على ريـــــــــــــم في غرفتها ... ولأول مره أراها مرتبكة لدخولي.... يا ترى لماذا هي مرتبكة ؟؟!!!!! سألتها ماذا تكتبين؟ زاد ارتباكها .. وقالت لاشئ ماما أنها أوراقي الخاصة ..
قلت لها ماذا تكتب طفله في التاسعة من عمرها وتخشى أن أراه؟ ردت اكتب رسائل إلى الله كما تفعلين وفجأة قطعت كلامها وقالت لكن هل يتحقق كل ما نكتبه ماما؟؟ أجبتها بكل حب طبعا يا ابنتي فان الله يعلم كل شيء .
لم تسمح لي ريم بقراءة ما تكتبه فخرجت من غرفتها واتجهت إلى زوجي أحمد لكي أقرأ له الجرائد وكنت أقرأ له الجريدة وذهني شارد مع صغيرتي فلاحظ أحمد شرودي وظن أنه سبب حزني وحاول إقناعي أن أجلب له ممرضه كي تخفف عني هذا العبء .... يا ألهي لم أرد أن يفكر هكذا فحضنت رأسه وقبلت جبينه الذي طالما تعب وعرق من أجلي أنا وأبنته ريـــــــــم واليوم يحسبني أحزن بسبب الاعتناء به؟!! فأوضحت له سبب شرودي وتفهمني .

ذهبت ريم إلى المدرسة وعندما عادت وجدت الطبيب بالبيت فهرعت لترى والدها(المقعــــــــد ) وجلست بقربه تواسيه بمداعبتها الحنو نه.
أنصرف الطبيب بعد أن شرح لي حالة زوجي وعندما سألتني ريـــــــــم ماذا قال الطبيب؟ أجبتها بكل صراحة ودون رحمه متناسيه أنها لا تزال طفلة صغيره أن الطبيب أكد لي أن قلب والدك الكبير الذي يحمل كل هذا الحب بدأ يضعف كثيرا وانه لن يعيش أكثر من ثلاثة أسابيع ... انهارت ريم وظلت تبكي وتبكي وتردد .....
لماذا يحصل هذا لبــابــــــــــــا؟؟ لمـاذا؟؟ قلت لها ودموعي تجري على خدي .. أدعي له بالشفاء يا حبيبتي , يجب أن تتحلي بالشجاعة ولا تنسي رحمة الله انه القادر على كل شيء .. ولا تنسي فأنت ابنته الوحيدة.

أنصتت ريم إلى أمها ونست حزنها .. وداست على ألمها وقالت: لن يموت أبي

في كل صباح تقبل ريم خد والدها الدافئ ولكنها اليوم حين قبلته نظرت بحنان وتوسل وقالت: ليتك توصلني يوما
مثل صديقاتي .. غمر والدها حزن شديد ولكنه حاول إخفاؤه وقال: أنشاء الله يا حبيبتي سيأتي يوم وأوصلك فيه يا ريم.... وهو واثق أن أعاقته لن تكمل فرحة أبنته الصغير ه.
أوصلت ابنتي ريم إلى المدرسة وعندما عدت إلى البيت تملكني فضول لأرى الرسائل التي تكتبها ريم إلى الله , بحثت في مكتبها ولم أجد شيء ...بحثت هنا وهنا.... لا جدوى ... ترى أين هي ؟؟ ترى هل تمزقها بعد كتابتها؟؟
أووووووه هناك صندوق لطالما أحبته ريـــــــــــم أعطيتها إياه بعد أن طلبته مني عدة مرات.... فتحت ذلك الصندوق .. يا ألهي انه يحوي رسائل كثيرة وكلها إلى الله!

(يارب... يارب.. يموت ؟؟؟؟ جارنا محمود لأنه يخيفني )
(يارب ..يارب... تلد قطتنا قطط كثيرة لتعوضها عن صغارها التي ماتت)...
(يارب...يارب ينجح أبن خاتي لأني أحبه ) ..
( يارب . يارب.. تكبر أزهار حديقتنا بسرعة لأقطف كل يوم زهرة وأعطيها معلمتي!)
والكثير الكثير من الرسائل الأخرى وكلها بريئة ... وهناك أيضا رسالة تقول ..
( يارب .. يارب كبر عقل خادمتنا لأنها أرهقت أمي )

ولكن يا ألهي لقد استجيب لكل الرسائل فقد مات ؟؟؟؟ جارنا منذ أكثر من أسبوع وقطتنا اصبح لديها صغارا ونجح أبن خالتها بتفوق وكبرت الأزهار وريم كل يوم تأخذ زهره لمعلمتها........
يا ألهي لماذا لم تدع ريـــــم ليشفي والدها ويرتاح من عاهته؟؟؟؟؟؟؟

شردت كثيرا ولم يقطع هذا الشرود إلا رنين الهاتف المزعج , ردت الخادمة ثم نادتني ... مدام المدرسة تريدك.. المدرسة؟ مابها ريم ؟؟؟ ماذا فعلت؟؟ فإذا بصوت المديرة تقول لي: أن ريم وقعت من الدور الرابع بينما كانت تزور معلمتها الغائبة ... وبينما هي تطل من الشرفة وقعت الزهرة .. فاندفعت خلفها ريم لتلتقطها..و....و..
يا ألهي إن الصدمة قويه جدا لم أتحملها أنا ولا احمد زوجي فمن شدة صدمته أصابه شلل في لسانه ومن يومها لم يعد يستطيع الكلام.
لماذا ماتت ريم؟؟ لا أستطيع استيعاب فكرة وفاة ابنتي الحبيبة ...... كنت أخدع نفسي كل يوم بالذهاب إلى مدرستها كأني أوصلها كنت أحاول أن أفعل كل شيء كانت تحبه صغيرتي.... كل زاوية في البيت تذكرني بها .. أتذكر رنين ضحكاتها التي تملئ علينا البيت بالحياة ... مرت سنوات على وفاتها وكأنه اليوم .
.وفي صباح يوم الجمعة أتت الخادمة وهي فزعه وتقول أنا سمعت صوتا صادرا من غرفة ريم .. يا ألهي هل يعقل .. هل عادت ريم ؟؟ هذا جنون قلت لها أنت تتخيلين .. لم تطأ أي قدم هذه الغرفة منذ أن توفيت ريم .

أصر زوجي على أن أذهب وأرى ماذا هناك.. وضعت المفتاح في الباب وأنقبض قلبي .. فتحت الباب فلم أتمالك نفسي .. جلست أبكي ورميت نفسي على سريرها أنه يهتز .. آه تذكرت أنها قالت لي مراراً انه يهتز ويصدر صوتاً عندما تتحرك ونسيت أن أجلب النجار كي يصلحه .. ولكن ما فائدة هذا الآن ؟؟
ولكن ما الذي أصدر الصوت الآن ؟.. أنه صوت وقوع اللوحة التي زينت بآية الكرسي والتي كانت تحرص ريم على قراءتها كل يوم حتى حفظتها وحين رفعتها كي أعلقها وجدت ورقة بحجم البرواز وضعت خلفها يا ألهي أنها أحد الرسائل .. يا ترى ماذا كان مكتوب في هذه الرسالة بالذات .. ولماذا وضعتها ريم خلف الآية الكريمة ؟؟ نعم أنها أحد السائل التي كانت تكتبها ريم إلى ربها سبحانه وتعالى .. كان مكتوب فيها
. يارب .. يارب.. أموت أنا ويعيش بابا..


منقـــــــــــــــــــــــــــــوووووووووووووول
2
503

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

rafeqat aldrb
rafeqat aldrb
قصة محزنة و مؤثرة في نفس الوقت
جزاك الله خيرا اختي علي نقلها
حياة الأمومة
حياة الأمومة
سبحان الله .. والله قصة محزنة .. جزاك الله خيرا .:26: