قصة وعبرة

ينشغل الانسان في متاهات الحياة ويلهيه الشيطان عن حمد الله وشكره وقد يصيبه الغرور فيعتقد ان هذا الحمد والشكر لا يكون الا في النعم وينسى ان الله هو من لا يحمد على مكروه سواه وقد سمعت هذه القصة في حلقة من حلقات الذكر فاردت ان تشاركوني العبر التي بها وان كنت لا اعرف ان كنتم سمعتوها من قبل ولكن (ان الذكرى تنفع المؤمنين)
يقال ان احد طالبي العلم قد بلغه ان احد العلماء الاجلال موجود في مدينة بعيدة عن مكان اقامته فعزم الامر على ان يذهب الى هذا العالم لينهل من علمه مهما كانت المسافة فاخذ يقطع البراري ليلا ونهارا وفي اثناء ذلك شاهد من بعيد عريش قديم فدنا منه واذا هو يسمع دعاء من اجمل ما دعا به الناس سمع صوت رجل يقول من ضمن ذكره ( الحمد لله حمدا كثيرا طيبا حمدا يوازي محامد خلقه على ما فضلني به من النعم ) فاطل الرجل بالعريش ليرى هذا الرجل الذاكر فاذا به يرى رجل عاجز مشلولا ليس له يدين ضرير البصر مشوه الوجه فتعجب من حال هذا الرجل الشاكر فالقىعليه السلام ثم قال له اريد ان اسالك سؤال فقد عجبت من امرك فقال له الرجل وما يعجبك من امري قال له : لقد سمعت ذكرك لله وحمدك وشكرك له و ما ارى بك من النعم التي تشكره عليها فما تركت لك العلل موضعا من جسدك
فقال الرجل الشاكر الا اشكر الله ان جعل لي لسانا ذاكرا استطيع به ان اذكره به واحمده فقال له صدقت يا اخي ثم طلب منه الرجل الشاكر طلبا غريبا قال له ان لى غلاما صغيرا كان ياتي لى بالطعام ويعينني على قضاء حوائجي وقد استبطأته فهل تبحث عنه فقام الرجل يبحث عن هذا الغلام طلبا للاجر فوجد الغلام في فم حيوان كاسر ياكله فحزن حزنا شديدا واخذ يفكر كيف له ان يخبر الرجل الشاكر عن هذه المصيبة التي سوف تزيد بلائه فقال للرجل ماذا تقول ان اخبرتك اني لم اجد الغلام فقال اقول انا لله وانا اليه راجعون فقال له لقد وجدت الغلام في فم حيوان كاسر فقال الرجل الشاكر الحمد لله ثم لفظ انفاسه الاخيرة مسلما روحه لله تعالى
فيأيها الغافل انتبه وتحصن لاخرتك واعمل لها وكانك تموت غدا



------------------
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم